صدور «لا أشتهي وطناً سواك» عن أكاديمية الشعر

  • 6/8/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صدر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي ديوان جديد للشاعرة السودانية منى حسن بعنوان لا أشتهي وطناً سواك، وهي إحدى نجوم مسابقة أمير الشعراء في موسمها الخامس، ويقع الكتاب في 115 صفحة من القطع الصغير بغلاف مميز، فيما حمل الغلاف الأخير جزءاً من قصيدتها عنوان الديوان لا أشتهي وطناً سواك، وجاء فيها: سأغيب إذ عز اقتناص الحلم في زمن السراب سأغيب لكن سأبقى في مدائنكم عتاب!. ويلاحظ من هذه القصيدة اللغة الشاعرية والحساسة ففي حروفها الكثير من العتب والسهولة والانسيابية في التعبير، وتوجعنا في بعض الأحيان بالتأمل في فضائها المفتوح، فهي تدهش بعد وضوح، فالشاعرة لا تريد من خلال قصائدها أن تهدينا مفاتيح دلالتها بل تريد منا أن نسبر أغوار معانيها وحروفها وتشكيلها الفني واللغوي البارز. إنّ الشاعرة منى حسن في ديوانها هذا الذي يتضمن 35 قصيدة متنوعة الأغراض والأهداف الشعرية تسعى إلى معالجة قضايا الحب والإنسانية بحساسية مفرطة، فهي تختزن الكثير من المفردات الشعرية في معجمها الدلالي وتركيبها الشعري دلالات لا يمكن أن يفهمها قارئ القصائد من المرة الأولى لذا عليه أن يعيد سبر أغوارها ثانية وثالثة ليتمكن من اكتشاف المعنى المتدفق في المقطع الشعري في كل سطر وبيت. فالشاعرة من خلال هذه التركيبة اللغوية لا تريد لقصائدها أن تكون لها حدود بنائية ومعمارية مألوفة، ومراسيم وتقاليد للتسلسل والتوافق اللغوي، ومحاور وتوقعات دلالية متوقعة، إنها توقفك فجأة أمام لغتها، وقد تفر منك إلى غور آخر، وتأملات جديدة بعد أن تتركك في نفق البحث، وتيه التأويل، تقطع تيارات الإرسال اللغوي، والتواصل الدلالي في تشكيلها من دون تمهيد، مثال على ذلك: ما عاد لي في الحب أغنية ولا في الشعر أمنية وباعتني إلى الحزن الدواة فأنا من دونك فرحة منسية الصور الشعرية لقصائد الديوان، رقيقة الملامح والأطر، هلامية التشكيل، فهي تعتمد على الاستعارات المرهفة الهاربة بالتجريد من الذاكرة.

مشاركة :