عقد المعهد الدولي للتطوير الإداري، منتدى الأعمال السنوي في دبي، بحضور كبار قادة مجتمع الأعمال من المنطقة لبحث ورصد الاتجاهات العامة التي ترسم ملامح الاقتصادات العالمية، وكذلك الثورة الشاملة في عالم البيانات والتي تؤذن بعصر جديد في بيئة ونماذج الأعمال وتفتح الباب أمام فرص جديدة للمؤسسات. وترأس المنتدى الدكتور دومينيك توربين رئيس المعهد الدولي للتطوير الإداري، والذي حرص على إبراز أهم الاتجاهات الكبيرة التي ترسم ملامح ساحة المنافسة، ملقياً الضوء على أربعة عوامل رئيسية حاسمة في صياغة مستقبل الاقتصاد العالمي وهي التغييرات الديموغرافية في الأسواق التقليدية مثل أوروبا والولايات المتحدة، حيث يدخل الناس مرحلة الشيخوخة بمعدل سريع، وهو ما يثير مخاوف تتعلق بالصحة والمعيشة والهجرة، وظهور جيل جديد من المستهلكين الشباب في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند، والتوسع العمراني الذي يفتح الآفاق أمام مزيد من فرص الأعمال أمام شركات الطاقة والبنية التحتية بصفة خاصة، وأخيراً تزايد أعداد المستهلكين الرقميين. وقال توربين معلقا على هذه التغييرات كل هذه المتغيرات مترابطة وستزيد من تعقيد الطريقة التي نعمل بها. مضيفاً يجب على المؤسسات أن تطلع على النماذج الجديدة للأعمال كي تستطيع البقاء في هذا السيناريو المتغير، وأن تكون أكثر إبداعاً وابتكاراً في الاستفادة من المشهد الجديد. من جانبه قال البروفيسور كارلوس كوردون من المعهد الدولي للتطوير الإداري، متحدثاً عن التحولات الرقمية، كيف تعكف الشركات على تطوير نماذج أعمال فائقة التطور: إن ثورة البيانات الكبيرة هي بمثابة تأجيج للنمو الاقتصادي، والمثال على ذلك هو القرار الأخير الذي اتخذته جنرال الكتريك ببيع القسم المالي وزيادة الاستثمار في أغراض الإنترنت. من جانبه قال الدكتور هشام العجمي، أحد المديرين التنفيذيين للمعهد: لقد نظمنا هذا المنتدى كي نلفت الانتباه إلى أهم القضايا التي سيواجهها الاقتصاد العالمي في المستقبل القريب، وكيف يمكن للمؤسسات في الشرق الأوسط أن تظل قادرة على المنافسة. وإحدى أهم الفوائد التي يمكن استخلاصها من هذا المنتدى القدرة على الابتكار. ففي الأوقات العصيبة يكون على الشركات الناجحة أن تضع أولويات لتحقيق قيمة للمستهلك. ويتعين على تلك الشركات أن تواصل استثماراتها في الابتكار. مشيراً إلى أن نسبة 79% من كبار المديرين التنفيذيين في العالم يرون الابتكار أكثر أهمية من تخفيض النفقات في الأجل الطويل.
مشاركة :