كابول - (أ ف ب): شن الجيش الأمريكي غارة على مقاتلي حركة طالبان أمس الأربعاء بعد سلسلة هجمات نفذها المتمردون أسفرت عن مقتل 20 جنديا أو شرطيا أفغانيا، ما ألقى بشكوك حول مصير عملية السلام في البلاد. ويأتي إعلان الجيش الأمريكي الغارة في ولاية هلمند الجنوبية بعد ساعات على قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أجرى محادثة «جيدة جدا» مع زعيم الحركة المتمردة. وكثف المتمردون أعمال العنف ضد قوات الأمن الأفغانية في الأيام الماضية ليضعوا بذلك حدا لهدنة جزئية كانت سارية في الأيام التي سبقت توقيع الاتفاق التاريخي في الدوحة يوم السبت بين الولايات المتحدة وحركة طالبان حول الانسحاب من افغانستان. والغارة الجوية التي نفذها الجيش الأمريكي واستهدفت مقاتلي طالبان هي الأولى منذ 11 يوما ردا على هجوم للحركة المتمردة على القوات الأفغانية في ولاية هلمند الواقعة جنوبا، أمس الأربعاء. وكتب المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان سوني ليغيت على تويتر «شنت الولايات المتحدة ضربة جوية في 4 مارس ضد مقاتلي طالبان في نهري سراج بولاية هلمند، والذين كانوا يهاجمون قوات الأمن الأفغانية». وأضاف: «نحن ملتزمون في سبيل السلام، لكن لدينا مسؤولية الدفاع عن شركائنا الأفغان». وتابع: «في يوم 3 مارس وحده، أطلقت طالبان 43 هجوما ضد نقاط تفتيش تابعة للقوات الأفغانية في هلمند»، المحافظة الجنوبية التي تعتبر أحد أبرز معاقلها. وذكر انه إذا كان المتمردون يقولون «إنهم يقاتلون من أجل تحرير أفغانستان من القوات الدولية، فإن اتفاق 29 فبراير يحدد انسحابا يستند الى عدة شروط» يجب ان يلتزموا بها. ووقع الأمريكيون وحركة طالبان السبت في الدوحة اتفاقا تاريخيا تعهدت بموجبه واشنطن بانسحاب كامل للقوات الأجنبية من طالبان في غضون 14 شهرا مقابل ضمانات من حركة طالبان. وتابع الكولونيل ليغيت على تويتر أن «قادة طالبان وعدوا المجموعة الدولية بأنهم سيحدون من العنف وليس بزيادة الهجمات». أحصت وزارة الداخلية 30 هجوما لطالبان في 15 من ولايات أفغانستان الـ34 في الساعات الـ24 الأخيرة أدت إلى مقتل أربعة مدنيين و11 من عناصر الأمن و17 متمردا، كما غرد الأربعاء المتحدث باسمها نصرات رحيمي. وطالبان التي تضخم الخسائر في صفوف العدو أكدت أنها قتلت 35 عسكريا وشرطيا أفغانيا منذ مساء الثلاثاء. وهاجم المتمردون الشرطة في ولاية أوروزغان (وسط) ليل الثلاثاء وأكد المتحدث باسم الحاكم زرقاي عبادي لوكالة فرانس برس «قتل ستة شرطيين وأصيب سبعة بجروح». وتلقي أعمال العنف بثقلها على عملية السلام الأفغانية الهشة، حيث هناك خلاف بين المتمردين وحكومة كابول حول صفقة تبادل أسرى قبل المحادثات التي يرتقب ان تبدأ في 10 مارس. وتأتي غداة اتصال هاتفي بين ترامب وزعيم طالبان الملا برادار. وقال ترامب يوم الثلاثاء في البيت الابيض «في الحقيقة أجريت حديثا جيدا جدا مع زعيم طالبان» بدون ان يذكر اسم برادار الذي يتزعم التيار السياسي للحركة الذي قاد المحادثات قبل التوقيع على الاتفاق التاريخي. من جهته كتب المتحدث ذبيح الله مجاهد على تويتر «رئيس الولايات المتحدة... أجري مكالمة هاتفية مع المسؤول السياسي للإمارة الإسلامية الموقر الملا برادار اخوند». وافاد نص المكالمة الهاتفية الذي أصدرته طالبان ان برادار حض ترامب على «اتخاذ خطوات حازمة فيما يتعلق بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان». وقال المحلل السياسي عطا نوري ومقره كابول إن الأمريكيين «فشلوا حاليا في إقناع طالبان في الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية».
مشاركة :