يقضي عبد الله محمد علي لحسن منذ عودته من الصين مرورا بالجزائر في فبراير/شباط المنصرم معظم وقته في شقة بحي صكوك شمال نواكشوط يتابع أخبار انتشار كورونا. ومن حين لآخر يزوره أصدقاء وأقارب أو يخرج للتجوال في مدينته التي ما كان ليعود إليها في هذه الفترة من العام الجامعي لولا انتشار فيروس كورونا. كان طالب الهندسة المدنية عبد الله ثامن طالب موريتاني في خوبي والرابع في مدينة ووهان عاصمة الإقليم والبؤرة التي انتشر منها فيروس كورونا. وعلى بعد آلاف الأميال من ووهان وعلى شاطئ المحيط الأطلسي يستحضر عبد الله في حديثه لـ"العربية نت" تفاصيل أيامه الأخيرة في ووهان بعدما عم الهلع أواخر شهر يناير الماضي، وكيف تواصل وزملاءه مع السفارة الموريتانية في بكين طالبين إجلاءهم، وحالة الإحباط التي انتابتهم بعد قرار السلطات الصينية إغلاق إقليم خوبي ومنع الدخول إليه أو الخروج منه. يقول عبد الله إنهم بعدما سرت أخبار عن أن انتشار كورونا بدأ من سوق للمأكولات البحرية أصبحوا يخشون شراء طعام جديد، وباتوا يقتاتون على ما كان بحوزتهم من طعام في الثلاجة. ويضيف: "قررنا الصوم تقربا إلى الله وتضرعا لينجينا من الكورونا، وأيضا لنُرشد المتاح من الطعام حتى لا نواجه الجوع في أيام الانتظار التي لا ندري هل تطول". بعد بضعة أيام نسقت البعثة الدبلوماسية الموريتانية مع سلطات إقليم خوبي لخروج عبد الله ورفاقه الثلاثة من ووهان إلى العاصمة بكين لتقلهم طائرة الخطوط الجوية الجزائرية ضمن رعايا جزائريين وعرب إلى العاصمة الجزائر في الرابع من فبراير/ شباط المنصرم. أما الطلاب الموريتانيون الأربعة الآخرون فقد تقطعت بهم السبل في منطقة أخرى من خوبي وكان عليهم الانتظار لغاية الثاني من مارس/ آذار الجاري ليتمكنوا من الجلاء عبر رحلة إماراتية إلى دبي. في الجزائر خضع عبد الله ورفاقه ومجموع ركاب الطائرة وطاقهما لحجر صحي لمدة أسبوعين، كانوا يخضعون خلالهما لفحوص يومية كانت نتائجها سلبية، لتسلمهم الجهات الصحية الجزائرية بعد ذلك إفادات بخلوهم من الفيروس المرعب ويواصلوا رحلتهم إلى نواكشوط.
مشاركة :