جو بايدن يعود بقوة في سباق انتخابات الديمقراطيين التمهيدية

  • 3/5/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – تمكن نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن من العودة بقوة في سباق انتخابات حزبه الديمقراطي التمهيدية بعد أن حقق نجاحا مهما في انتخابات “الثلاثاء الكبير”. وقبل أسبوعين فقط اعتبر جو بايدن منتهيا سياسيا، قبل أن يحقّق الثلاثاء عودته المدويّة في سباق اختيار المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي، ما جعله أشبه بطائر الفينيق الذي ينبعث في نهاية حياة طبعتها أكثر من مأساة. وأمام جمهور من مؤيديه، قال بايدن مساء الثلاثاء في كاليفورنيا “قبل بضعة أيام فقط، أعلن الإعلام والمعلقون نهاية هذا الترشح”. وأضاف تحت صيحات وتصفيق مسانديه “ومع ذلك أنا هنا لأقول نحن أحياء”. ورغم حديثه بنبرة شخصيّة عن نتائجه، أهدى بايدن انتصاراته “إلى جميع الذين أوقعوا أرضا وتم تجاهلهم واحتقارهم”. وبحس قتالي، خرج بايدن في فيديو نشره على “تويتر” واضعا نظارات الطيارين التي يشتهر بها، عقب ما حققه الثلاثاء. وبإعلان انتصاره في أغلب الولايات على أبرز منافسيه السناتور بيرني ساندرز، كان بايدن الفائز الأكبر في ليلة “الثلاثاء الكبير”. وتسمح هذه النتائج بتأكيد شعبيّته الواسعة خاصة في صفوف السود الذين يمثلون شريحة انتخابية مهمة في حسابات أيّ ديمقراطي يسعى للوصول إلى الرئاسة ا لأميركية. وارتكز بايدن على هذه الفئة في مسعاه لتجاوز نتائجه الأولى الضعيفة، بداية فبراير، في ولايتي أيوا ونيو هامبشر اللتين لا يوجد تنوع كبير بين سكانهما، وصرح حينها “لم نسمع بعد صوت الأعضاء الأكثر التزاما في الحزب الديمقراطي: الأميركيون من أصول أفريقية”. وعقب تسجيله انتصاره الأول في ولاية كارولاينا الجنوبية التي يمثل فيها السود أغلبية الناخبين الديمقراطيين، وجه بايدن تحية لهؤلاء الذين اعتبرهم “قلب” الحزب الديمقراطي. وفي ولاية نيفادا التي يمثل فيها السود أقليّة كبيرة، والتي حلّ بايدن ثانيا في نتائجها، وصفه أحد أنصاره بأنه “الفتى العائد”. وهذه الإشارة، التي ترمز إلى عودة بيل كلينتون في الانتخابات التمهيدية عام 1992، رسمت بسمة على وجه بايدن الذي ساهمت أخطاؤه خلال الأشهر الأخيرة في تصويره كمرشح متذبذب وفي تأخره في العديد من المحطات الانتخابية. ولكن انتصاره في كارولاينا الجنوبية أطلق ديناميكية استثنائية أدت إلى انسحاب المرشحين المعتدلين إيمي كلوبوشار وبيت بوتيدجيدج وإعلان دعمهما له، يُضاف إلى ذلك الدعم الذي تلقاه من المرشح السابق بيتو أورورك وعدد من النواب الذين ثبت أن تأثيرهم المحلي حاسم. وبوقوفهم إلى جانبه، ساهم هؤلاء بجزء كبير في النتائج الجيدة التي حصل عليها بايدن. وعند دخوله السباق في أبريل 2019، قال نائب الرئيس الأميركي السابق “سأنتصر على ترامب بسهولة”. وقدم بايدن نفسه على أنه أفضل خصم ممكن للملياردير الجمهوري بفضل شعبيته لدى العمال البيض والناخبين السود على حد سواء. ولكن الهزيمتين الأوليين في الانتخابات التمهيدية هزّت صورة “المنتصر” المحتمل، في حين تضاعفت حظوظ ساندرز. وزادت السخرية من وضعه الصحيّ وزلاته المحرجة على غرار إعلانه حديثا أنه مرشح لمنصب سيناتور لاسيما من طرف دونالد ترامب النشط على “تويتر” والذي يسميه “جو النائم”. وعقب أكثر من 35 عاما قضاها كسيناتور وثمانية أعوام كمساعد للرئيس في البيت الأبيض، ما زال يجب على بايدن أن يجيب عن تساؤلات كثيرة حول مساره المهني الحافل وإسكات المشككين في حالته الصحية. ولكنه استغل عودته إلى مقدمة السباق الثلاثاء ليتحدث عن حياته الشخصيّة التي طبعتها المآسي. ويعزز بايدن من حظوظه انسحاب الملياردير مايكل بلومبيرغ من سباق الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين مقدما دعمه لبايدن.

مشاركة :