جسد الفنان زكي رستم دور الشرير وقاسي القلب بجدارة، لدرجة أن بعض مشاهدي أفلامه كادوا أن يصدقوا أنه شخص فظ، غليظ القلب، ولكن في الحقيقة تلك الصورة التي حاول تصديرها هي العكس تماما وبعيدة كل البعد عن شخصيته الحقيقية. ولد الفنان زكي رستم في مثل هذا اليوم من عام 1903، في قصر جده اللواء محمود رستم بمنطقة الحلمية بالقاهرة. ينحدر الفنان الشرير من أسرة كانت تنعم بالثراء وتقترب حياتهم من حياة الملوك وصفوة المجتمع في القرن الماضي، فقد كانت مهنة "المشخصاتي" أو الممثل من وجهة نظرهم لا تليق بابنهم وتسببت في طرده من المنزل. كانت بدايته الفعلية بفيلم "الوردة البيضاء"، ومن ثم توالت أعماله السينمائية بلا توقف، فقد قدم 240 عملا، وكانت مسيرته عبارة عن نجاحات متوالية وحافلة بالنشاط والتمكن من الأدوار الصعبة، واشتهر بأدوار الشر واللؤم وعرف عنه إتقانه للأدوار، وكان يقوم بتأدية المشهد أكثر من مرة بغرفته أمام الجميع ليستعرض موهبته. تداول رواد التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للماكيير السينمائي الشهير الراحل حمدى رأفت، يتحدث عن علاقته بالفنان الكبير زكي رستم مع النجمة بوسي. "كان عصبيا جدا لكن كان حنونا ووديع القلب"، وتذكر حمدي يوما أثناء التصوير، حين قام الفنان زكي رستم بتأدية دوره أمامه في غرفته قبل التصوير وقال: "أداؤه كان مقنع لدرجة إني خفت"، فقال له إن أداءه رائع فأعطاه 2 جنيه وقال له إنه "سيعزمه على العشاء بسبب تشجيعه له". وأضاف الماكيير الشهير أن الفنان كان وديع القلب للغاية، فلم تكن حياته الشخصية تمت بصلة لأدواره السينمائية، ولم يجد في حنانه وطيبة قلبه رغم تظاهره بالصلابة في كثير من الأحيان.
مشاركة :