«دبي المبروكة» يوثق يوميات باني «دار الحي»

  • 6/8/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

25 دقيقة لا تكفي لحصر ما قدمه المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، إلى دبي التي بناها حجراً فوق آخر، إلا أن دقائق الفيلم الوثائقي دبي المبروكة، قد تكفي لإعطاء لمحة عن تاريخ دبي ومسيرة بانيها، ليدعم الفيلم الذي أعدته وأخرجته الدكتورة رفيعة غباش، بكل ما يتضمنه من جماليات وصور نادرة، ما تضمنه ركن مهبط الخير دبي الذي أفردته د. رفيعة في متحف المرأة، والذي يضم مقتنيات تاريخية مهمة، تحكي قصة نهضة دبي منذ عهد الراحل المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، وحتى يومنا هذا، ليمزج المعرض بين الصور القديمة والطوابع البريدية والعملات، إلى جانب القرارات التي كان يتخذها المرحوم الشيخ راشد، إبان فترة حكمه للإمارة، من خلال مجموعة وثائق تاريخية معروضة. 8 أشهر استغرقتها د. رفيعة في العمل لإنجاز فيلمها دبي المبروكة الذي أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بترجمته إلى لغات أجنبية، ليتمكن غير العرب والباحثون، من التعرف إلى حضارة دبي والإمارات الإنسانية والثقافية. د. رفيعة أكدت لـ البيان أن الفيلم خلاصة لـ 14 فيلماً قصيراً وجدتها بين مقتنيات والدتها، وقالت: عندما استعرضت المادة الفيلمية اكتشفت أنني امتلك ثروة لا تقدر. مشيرة إلى أن مشاهد زيارة عبد الخالق حسونة الأمين العام الثاني لجامعة الدول العربية، كانت واحدة من المشاهد النادرة بالفيلم الذي يوثق يوميات المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد. مشاهد نادرة لا يمكن أن تبدأ بالحديث عن دبي من دون الحديث عن راشد، بهذه الكلمات تستهل د. رفيعة فيلمها الوثائقي، الذي تسرد فيه بعضاً من سيرة الراحل الشيخ راشد بن سعيد، ملقية الضوء من خلاله على جزء من حياة المرأة الإماراتية في الخمسينات وما بعدها. ليطل الفيلم زاخراً بمشاهد نادرة تبين حركة الراحل الشيخ راشد بن سعيد، وتشهد على بداية نهضة دبي. خلال البحث ضمن مقتنيات والدتي عثرت على مجموعة أفلام قصيرة قديمة بمقاس 8 مل، لا يزيد طول الواحد منها على 10 دقائق، بهذا التعبير بدأت د. رفيعة حديثها عن فكرة فيلم دبي المبروكة. وأضافت: بحثت عن استوديو لتحويل الأفلام إلى رقمية، ووجدته في ألمانيا، وعندما اطلعت عليها أيقنت أن بين يدي ثروة، فالأفلام كانت تدور حول حياتنا وتتناول مجتمعنا في بداية عقد الخمسينات وما بعدها، وتبين طبيعة الحياة التي كان أهلنا يعيشونها في دبي قديماً، وتوثق للرحلات وأيام الإجازات، كما تعطي صورة عامة عن دبي آنذاك. وتابعت: بين تلك الأفلام عثرت على واحد يتناول يوميات الراحل الشيخ راشد بن سعيد، وجولاته الميدانية ولقاءاته اليومية مع المواطنين على اختلاف شرائحهم، وإنسانيته وقراراته في بناء المشاريع والمرافق الحيوية في دبي، ما دعاني للتفكير بإخراج فيلم واحد يجمع بين أهم المشاهد التي وردت في تلك الأفلام. صدى كبير المتابع لفيلم دبي المبروكة يمكنه التعرف على أبرز الإضاءات في تاريخ دبي، فضلاً عن أبرز الأحداث التي شهدتها خلال تلك السنوات، وأبرزها زيارة عبد الخالق حسونة الأمين العام الثاني لجامعة الدول العربية عام 1964، والتي أخذت صدى كبيراً آنذاك، باعتبارها حدثاً سياسياً مهماً في تاريخ دبي، وبحسب ما تورده د. رفيعة، فقد كان حسونة حاملاً للراحل الشيخ راشد بن سعيد، رسالة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أكد فيها عمق العلاقة العربية وتلاحمها. خلال استعراضها لمجموعة المشاهد والتي تعكس وجه دبي، استخدمت د. رفيعة لغة الشعر، باعتمادها لقصائد تعود لشعراء محليين، منها قصيدة مهبط الخير دبي التي قالها الشاعر مبارك بن حمد العقيلي في دبي عام 1946، وأخرى قالها في حق الشيخة حصة بنت المر، والدة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وثالثة قيلت في زيارة حسونة إلى دبي. د. رفيعة قدمت نظرة حول وضع المرأة الإماراتية آنذاك. حلم في هذا الفيلم تولت د. رفيعة غباش عملية كتابة السيناريو والإخراج، وقالت: منذ زمن وأنا أحلم بأن استعيد حضور الشيخ الراحل راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، في ذاكرة هذا الجيل وأخيراً تمكنت من تحقيق الحلم، ففي المعرض والقاعة التي خصصت له أحاول أن أبين ما حققه الشيخ راشد بن سعيد في دبي التي أصبحت حالياً تعانق السماء.

مشاركة :