بقي الهلال كما هو يسطع نوره على أرض البطولات، تحجبه الغيوم وتنغص عليه العواصف وبعض الظروف وتحول دون رؤيته مكتملا بعض الوقت ولكنه سرعان ما يسطع ويغطي بضوء بطولاته وقيمتها ومسمياتها ونوعيتها على كل الاحداث ولفت الانظار اليه، حتى وهو غير مكتمل يبقى حديث الساعة ومحور النقاش ومحل اهتمام وسائل الاعلام والجماهير والمنافسين، أن حضر سحب جماهيره خلفه ورفع من مستوى الإثارة في كرة القدم وجعلها تتعلق به أكثر، وأن تراجع بعض الشيء انشغل به المنافسون لتسطيح الكلام حوله، ولكن رجاله جماهيره لا ينشغلون الا به ومن أجله فقط، أن تعثر أخذوا بيده الى النهوض، وأن تكالبت عليه الظروف تجمعوا حوله وظهروا لمؤازرته وطرقوا أنسب الحلول والأخذ بناصيته إلى المنصات. الكثير من جماهيره ينحصر اهتماماتها في المحيط الأزرق بمتابعة تحركاته وسكناته، اما جماهير الأندية الأخرى ومسؤوليها وكل من ينتمي اليها فهم منشغلون بهذا الهلال ومشغولون في عمومياته وخصوصياته، تارة ينتقصون من قيمته، وينالون منه ويؤلبون الاتحادات ورعاية الشباب واللجان ضده، وتارة أخرى يضربون به المثل في إدارته لأموره وتكاتف رجاله وعدد بطولاته وحجم تاريخه ومكانته، وتارة ثالثة يصفونه بالنادي المحظوظ الذي لا تقوم له قائمة الا على اكتاف اللجان والتحكيم في الوقت الذي يقولون في كل مرة عبر الاعلام(أعطونا امكانيات الهلال ونجومه ورجاله وجماهيره وأمواله وارمونا وسط البحر). يغيب عن المنصات بعض الوقت.. ولكنه يختار متى يظهر! كل هذه التناقضات استمرت تدور حول محيط "كبير آسيا" من الذين يغارون منه ولكنه بقي يقف على القمة، ربما يهبط عنها بعض الوقت بسبب اخطاء ادارية وأخرى فنية، وعدم توفيق وسوء اداء لاعب وعشوائية عمل، وعلى الرغم من ذلك سرعان ما يتجلى في سماء البطولات الكبيرة، فيصبح من فريق شبه مستسلم يظن المنافسون أنه سقط إلى فريق يقلب الطاولة في وجه اعتى الخصوم فيربكهم ويحول خوف جماهيره الى قوة وفرح واحتفائية بالبطولات والأولويات التي أصبحت ماركة مسجلة باسمه وسمة من سماته. يستقيل رئيس ويبتعد عضو شرف ويقال مدرب ويعتزل لاعب وتتعاقب الاجيال، ويظل الهلال شامخا، حتى وإن حاطت به الظروف واعترضت طريقه المنغصات، ترتعد فرائص بعض انصاره عندما تستقيل الادارة ويبتعد شرفي داعم ونجم مؤثر فيولد من رحم "القلعة الزرقاء" عشرات الادارات والشرفيون والنجوم الذين يضرب بهم المثل في الذكاء والدعم والتألق والغيرة عليه، وهذا يعكس أن المحيطين به ينتظرون فقط الفرصة حتى يأخذوا دورهم وتبرز ادوارهم، توفي الأمير عبدالله بن ناصر وعبدالله بن سعد والأمير هذلول بن عبدالعزيز ومؤسس الكيان الأرزق الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (يرحمهم الله جميعا) فظن من لا يعرف اسرار هذا الهلال وتلاطم امواجه أن بنيانه سيهتز، ولكنه استمر في طريق النجاحات وتربع على زعامة القارة الآسيوية، وربما يعتبر النادي السعودي الذي يطلق على معظم رؤسائه لقب (الرئيس الذهبي) نسبة إلى البطولات المتنوعة التي حصل عليها النادي في عهد إدارته، وأصبحت البطولات التي حملها بعض نجومه، أكثر من بطولات بعض الاندية التي توازيه في العمر. هذا الهلال لا تمر مرحلة ولا تدخل الرياضة السعودية حقبة جديدة من التنافس الا ويكون له بصمة مؤثرة في كل شيء، يسعد جماهيره ويرفع من مستوى التنافس ويحفز الشركات للاستثمار في الوسط الرياضي، وقد كان له السبق في ذلك مع شركات عملاقة، جعلها تشجع البقية على الدخول في السوق وطرق ابواب رعاية الاتحادات والاندية، هذا التفرد الأزرق لم يتحقق لولا أن هناك اجيالا هلالية كل جيل مكمل للآخر، تدفعه غيرته لشعار "نادي القرن" ويحفزه عشقه للكيان فيكون ثمن ذلك بطولات بحجم كأس خادم الحرمين التي دلفت إلى الخزانة الزرقاء وقد ضاعفت من قيمة النادي الكبير وعدد بطولاته المحلية والدولية والقابه التي تنوعت.
مشاركة :