قال خبير مناخ سعودي أن أسباب ارتفاع درجات الحرارة في شرق وشمال شرق السعودية خلال فصل الصيف يعود لاكثر من عامل جغرافي ومترولوجي، وتؤثر ذات العوامل في دول المنطقة مثل الكويت وجنوب العراق وغرب إيران مسببة ارتفاع كبير في درجات في تلك المناطق. وأعلن ل"الرياض" د. عبدالله المسند أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم عن تأثير العامل الفيزيائي حيث يقع حوض الخليج العربي ومنه شرق السعودية تحت تأثير منخفض جوي واسع طول فصل الصيف ونتيجة ذلك تنحدر الرياح من أعالي قمم جبال زاجروس غرب إيران باتجاه العراق وتحتك الرياح بسفوح الجبال فترتفع درجة حرارتها وتقل رطوبتها فتكون الرياح الشمالية الشرقية المؤثرة على جنوب العراق والكويت وشمال شرق وشرق السعودية هي السائدة وتصبح هذه المناطق في مهب الرياح الحارة والجافة. وأضاف المسند أن العامل الثاني المؤثر على ارتفاع درجات الحرارة في تلك المناطق خلال فصل الصيف يتمثل في عامل جوي علوي حين يتمركز مرتفع جوي في طبقات الجو العليا (3-5 كم) ويسبب ذلك بهبوط التيارات الهوائية من الأعلى إلى الأسفل وينتج عن ذلك ضغط الهواء وتكدسه في طبقات الجو الدنيا؛ فترتفع درجات الحرارة، مشيراً الى أن ذلك يؤدي لتشكل فقاعة هوائية (كتلة هوائية عظيمة) فوق المنطقة المتأثرة تستمر لبضعة أسابيع فيرتفع معدل درجة الحرارة بشكل يفوق المعدل السنوي للشهر نفسه بأكثر من 5 درجات مئوية أو نحوها، وهذه الفقاعة الهوائية عادة تتشكل نهاية مايو وبداية يونيو، كما تمنع الفقاعة الهوائية أي نظام مناخي مغاير يدخل المنطقة ليغيّر في درجة الحرارة. وقال: إن العامل الثالث طبوغرافي حيث أن منطقة حوض الخليج العربي ومنها شرق السعودية بصفة عامة منخفضة الارتفاع، كما توجد أسباب اخرى عامة تؤدي لارتفاع درجات الحرارة في هذه المناطق منها خلوها من البحيرات، والأنهار، والغطاء النباتي واخيرا الاحتباس المناخي. وأوضح المسند أن هذه الاسباب مجتمعة تجعل من المناطق المذكورة تُسجل أعلى درجات حرارة بالعالم في فصل الصيف كما تتأثر بهذا الارتفاع الكبير للحرارة قطاعات عديدة مثل الكهرباء والماء والصحة والتعليم والزراعة والسياحة.
مشاركة :