90% من الشعب اليمني يرفضون المشروع الحوثي

  • 6/8/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عد عبدالعزيز الجباري رئيس المجلس الوطني لإنقاذ اليمن عضو مجلس النواب اليمني نفسه من الأشخاص المدافعين عن الحوثي في فترة من الفترات حينما كان يعتقد أنهم مظلومون، ولكن أفعالهم الإجرامية جعلته يتراجع عن نصرتهم، وقال إنه طالب بالحوار مع المخلوع علي عبدالله صالح يقيناً منه بمدى تأثيره على أرض الواقع وأوساط المجتمع وفي جانب القوات المسلحة والأمن. وقال الجباري خلال حوار خص به "الرياض" إنه يؤيد عبدربه هادي لأنه الرئيس الشرعي، ولأنه يؤيد الشرعية التي أوصلته، مشيراً إلى أهمية الدور الايجابي الذي سيلعبه الرئيس حال عودته ونائبه للأراضي اليمنية، فيفترض منهما أداءً يتناسب والوضع المرحلي الحالي وأكد أن 90% من أبناء الشعب اليمني يرفضون مشروع الحوثي وأي شخص يتحالف مع الحوثي وضع نفسه في موقف الخاسر، مؤكداً أن المخلوع علي عبدالله صالح ليس مع الحوثي وهو الضحية القادمة للحركة الحوثية. وقال أعتقد إن بعض السياسيين في اليمن استخدموا الحوثي كورقة لخدمة مصالحهم الشخصية ولكن ما حصل في آخر المطاف هو أن الحوثي استخدم الجميع كأوراق لخدمة مشروع ايراني، وتوقع أن تكون هناك ثورة عارمة في اليمن لأن الناس ضاقوا ووصلوا إلى مرحلة الإنفجار نتيجة الممارسات الظالمة الواقعة عليهم. ولفت إلى أن اليمن يحتاج خططاً استراتيجية أكثر فاعلية من دول مجلس التعاون الخليجي التي تعد اليمن العمق الاستراتيجي لها وللمنطقة. وفيما يلي نص الحوار: * نعلم بأن المليشيات الحوثية احتلت منزلك واختطفت ابنك، فهل هذا الضغط الاجتماعي الذي تعرضت له قد يغير من سياستك وتوجهاتك في مواجهة الحوثي؟ - من سياسة المليشيات المسلحة انها تقوم بأعمال ليست من أخلاقنا كيمنيين ولا كمسلمين ومنها احتلال المنازل وتفجيرها واغتيال الخصوم وسفك دماء الناس والاعتداء على الأسر وتفجير المساجد، ومنزلي هو من ضمن منازل الكثير من منازل الشعب اليمني التي احتلت لكن بحكم إني شخصية عامة سلطت الأضواء لكن هناك عشرات الآلاف من المنازل ومساكن المواطنين ومزارعهم ومتاجرهم ومؤسساتهم ومنظمات المجتمع المدني وصحف صودرت وقنوات إعلامية أغلقت، فنحن نؤمن بأن قضيتنا هي قضية اليمن، ولسنا ضد أحد، حتى الحركة الحوثية كنت أنا في يوم من الأيام من أحد الشخصيات المدافعة عن الحوثيين عندما كانوا في السجون لأني كنت أعتقد في حينها أنهم مظلومون ولكن عندما يتحول المظلوم إلى ظالم في فترة من الزمن يصبح أشد ظلماً من الآخرين. * المتتبع لتصريحاتك السياسية يجد أن هناك تبايناً واضحاً فيها، فآراؤك اليوم ليست هي التي في السابق، ففي وقت كنت تدعوا فيه إلى الحوار مع المخلوع والحوثي نجدك اليوم لا تعترف بتأثيرهم ووجودهم، فما هي أسباب هذا التباين والتغير؟ - أنا من دعاة الحوار البنّاء وطالبت بالحوار مع المخلوع علي عبدالله صالح لأني أعرف تأثيره على أرض الواقع وتأثيره في أوساط المجتمع وفي القوات المسلحة والأمن أيضا، فالحوار مطلوب من أجل ألا تنزلق البلاد إلى الفوضى كما حصل، فليس هناك في مواقفي تناقض أبدا ماكنت أنادي به منذ حروب الدولة مع الحوثيين في بادئ الأمر هو الحوار ولا زالت أطالب به فأنا مع الحوار ولست مع الحرب، لكن الذي يريد الحرب، في تقديري هي الجماعات المسلحة في اليمن، كما أن اليمن ليست بحاجة إلى سفك الدماء، اليمن بحاجة إلى الاستقرار والأمن والتنمية لبناء اليمن البناء الصحيح كبقية دول العالم، فعندما ننظر إلى الدول المجاورة لنا نريد على الأقل أن نعيش كما هؤلاء الناس في الدول المجاورة، فلماذا العالم بجوارنا يعيش في وضع اقتصادي جيد ووضع أمني ممتاز وفي انسجام بين مكونات المجتمع، بينما نحن في اليمن نعيش في حالة مختلفة. علاقاتنا أخوة وجوار.. ويجب أن لا نكون مصدر إزعاج للمملكة * أعلنت استقالتك عن أي عمل أو مهام سياسية قبل شهرين من الان عبر صفحتك على الفيسبوك، فما هو سبب تراجعك عن موقفك؟ - أتيتُ إلى الرياض بناء على دعوة من مجلس التعاون الخليجي، للتحضير لمؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن، قبل الأحداث وخلال تواجدي في الرياض أنا وبعض زملائي من قيادات المكونات السياسية في اليمن، تفاجأنا بأن هناك هجوما غير مبرر على تعز وعدن من الحوثيين وبعدها سمعنا عن انطلاق عاصفة الحزم ونشوب الحرب، فعندما تصل الأمور إلى أن ترى بلدك تنهار وتدمر وللأسف الشديد من أبنائها، وتريد فيها أن تعمل شيئا ولا تستطيع فمن الطبيعي أن تشعر بالإحباط، ففي نهاية المطاف نحن بشر ففضلت أن أقدم استقالتي لأن السياسة هي التي أوصلتنا إلى هذا الحد، فكان باستطاعتنا أن نتجنب الحرب لو كان هناك أشخاص تخاف على البلد. فأنا من الأشخاص الذين توجهت إلى قيادة صعدة ضمن وفد سياسي كبير برئاسة الدكتور أحمد بن دغر الذي كان حينها نائب رئيس الوزراء كي نصل إلى حلول مع قيادة الحركة الحوثية قبل احتلال العاصمة صنعاء وكان بالإمكان أن نتفادى مثل هذه المشاكل، ولكن كان لدى الحوثيين مطالب بإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة أخرى، فأبدينا استعدادنا لتشكيل حكومة أخرى، كما كان لديهم مطالب بإعادة أسعار المشتقات النفطية لوضعها الطبيعي لأنهم اعتبروها أضرت بالمواطنين، وكنا مستعدين للتناقش حول هذا الأمر، ولكن اتضح فيما بعد أن لديهم هدفا ومخططا يريدوا من خلاله أن يستولوا على الدولة، فكان بإمكاننا ألا نصل إلى هذا المستوى ولذلك وصلت إلى حالة من الاحباط واللوم على السياسيين وعلى نفسي وعلى قيادة اليمن التعيس وأننا لسنا بجديرين أن نقود عملا سياسيا فقدمت استقالتي كما أن الحالة التي وصلنا إليها كلنا مشتركين فيها كل بحجمه لكن أنا أحمل الحركة الحوثية ومن والهم الحجم الأكبر فيما وصل إليه البلد من الكوارث، وبعد تقديم استقالتي تدخل الكثير من السياسيين الموجودين في الرياض واليمن، تدخلوا واقتنعت بفكرتهم أنه في هذا الظرف الحساس ممكن أن يقوم الشخص بعمل ايجابي. * قلت (إنك ضد أي هجوم من أي جهة)، فهل لازال موقفك ذاته؟ - كتبت في صفحتي قبل إنطلاق العاصفة بثلاثة أيام لأنه كان لدي بعض المؤشرات أنه قد يحدث تدخل في اليمن، وأنا من الأشخاص الذين يميلون إلى السلام وليس الحرب، قلت ولا زلت أن الحرب ليست الحل الأمثل، وكان بودي أن زعيم الحركة الحوثية ومن والاه أن يتعقلوا لهذا الأمر، لكن للأسف الشديد تصوروا ألا يتدخل أحد وأنه بفرض القوة سيستطيعون أن يصلوا إلى ما أرادوا. وأنا شخصيا ضد الحروب، وهذه قناعاتي وأتحمل مسؤولية قناعاتي، ومع الحوار والسلام ولكن هذا لا يعني أننا نقبل الاستسلام وفرض الرأي بالقوة، وكنت من الأشخاص الذين يطالبون الحكومة اليمنية بعدم ضرب الحوثيين بل بالحوار معهم وانا ضد ممارسات الحوثي والجرائم التي يرتكبها، فأنا رجل سياسي وأميل إلى السلام أكثر من أن أستخدم العنف. بعض السياسيين استخدموا الحوثي كورقة لخدمة مصالحهم الشخصية.. والحوثي استخدم الجميع لخدمة المشروع الإيراني * من هم جماعة العنف وسفك الدماء من وجهة نظرك؟ - جماعة العنف معروفة هم من يستخدم العنف وسيلة لقتل الناس وإرهابهم وفرض الإرادة بالقوة والعنف ضد الفطرة الانسانية وفي كل الأديان السماوية، فالقاعدة والحوثي والمخلوع هم من يمارسون العنف في اليمن، وجماعة العنف هي بعض الجماعات الدينية التي تدعي أنها تتحدث باسم الله. * قلت في وقت سابق (إن لم تكن مع المليشيات 100% وتوافقهم وتتفق معهم وتنفذ توجهاتهم وتوجيهاتهم فأنت ضدهم) فكم نسبة توافقك مع المليشيات من ال100؟ - عندما وصفت هذا الوصف قلت إن المليشيات الحوثية إن لم تكن معها فأنت عدوهم، فنحن مع أي يمني يرى أن الناس سواسية وأنه يجب أن يكون للشخص دولة كبقية دول العالم، فإذا كان الحوثيون يرون أنفسهم من ضمن مكونات المجتمع فهذا طبيعي ونحن معهم، ولا نقبل أن تصادر حقوقهم السياسية ولا المواطنة، فكما أننا نطالب ألا تصادر حقوقنا السياسية وألا نضطهد في وطنيتنا، فنحن نرى أيضا أن هذا هو حق للحركة الحوثية، فإذا كان هناك ثوابت وطنية متفقين عليها فلسنا مختلفين، ولكن للأسف أن الحوثيين مختلفين مع كل الأحزاب والمكونات في كل المبادئ والقيم. * حضر مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن العديد من الطوائف والأحزاب الموالية للشرعية اليمنية، وسط غياب واضح للرافضين للشرعين، فهل كانت تلك الأحزاب في السابق ضد الشرعية؟ - بدايةً الشرعية ليست في أشخاص بل هي شرعية دستورية بغض النظر عمن يكون في السلطة المهم أن يكون الشخص وصل بطرق دستورية، وطريقة خروجه من هذه السلطة لا بد أن تكون ضمن آليات صحيحة دستورية لخروجه بحيث تكون طرق سلسة وآمنة ولا تكون هناك انعكاسات سلبية ومدمرة على الشعب اليمني، فنحن لا نؤيد هادي كشخص، ولا يهمنا شخصه ولكن ما يهمنا هو شرعيته وأنه وصل بشرعية، وفي المؤتمر لم تتواجد أحزاب كانت رافضة للشرعية بل كانت متحفظة كأفراد المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسهم المخلوع علي عبدالله صالح، ولكن عندما أعلن صراحة في الفترة الأخيرة أنه من المتحالفين مع الحوثي فتراجعت الكثير من القيادات الكبيرة داخل المؤتمر الشعبي العام عن موقفها فهي ترى أنه ليس من مصلحة اليمن ولا من مصلحة المؤتمر الشعبي العام التحالف مع الحوثي وأعلنت موقفها بشكل واضح. * كيف تطور موقف الرافضين للشرعية حتى أصبحوا مؤيدين؟ ليست رافضة ولكن توجهها العام كان مع الحوار وكان هناك سيطرة للقيادة برئاسة المخلوع، فعندما أعلن علي عبدالله صالح موقفه صراحة مع الحوثيين، كثير من أبناء الشعب اليمني ليس في قيادة المؤتمر فحسب بل أيضا في القواعد وكثير من مكونات المجتمع التي كانت مؤيده لعلي عبدالله صالح، عندما أدركت أن هناك تحالفا تراجعوا عن تأييده، فأكثر من ال90% من أبناء الشعب اليمني يرفضون مشروع الحوثي وأي شخص يتحالف مع الحوثي وضع نفسه في موقف الخاسر. * هل بدأتم تتلمسون أي آثار ايجابية لمقررات مؤتمر الرياض، وما هي؟ - مؤتمر الرياض حضره جميع مكونات اليمن السياسية والاجتماعية والقبائل والمشايخ والمرأة ومنظمات الشعب اليمني، ورأوا أن الخلاص من الوضع الحالي هو أن تعود اليمن لوضعها الطبيعي، فاتفقنا جميعنا على أهداف ومبادئ معينة، وهذا شيء إيجابي جدا، فالجميع رفض الانقلاب وطلب عودة الشرعية وتنفيذ مخرجات الحوار وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، فأصبح كل الشعب اليمني في جهة والحركة الحوثية ومن يناصرهم مرحليا وتكتيتيا في جهة أخرى وأؤكد للجميع أن المخلوع علي عبدالله صالح ليس مع الحوثي وسيكون الضحية القادمة. * ذكرت بأنكم لم تكونوا في يوم من الأيام طلاب سلطة أو مال ولم تمدوا أياديكم لأحد سواء في الداخل أو الخارج، فهل هذا رفض صريح منك لأي مساعدة لدولة اليمن؟ - قصدت الأشخاص أما المساعدة مطلوبة للشعب اليمني أتحدث بمعنى شخصي وكفرد وليس كشعب، بالنسبة لليمن، اليمن بحاجة إلى دعم من الأشقاء ويكون للدولة وليس للأشخاص وهذا المقصود من كلامي. * أرجعت وصول الحوثي إلى بعض محافظات اليمن إلى قرارات بعض القادة الانفعالية، أي القادة تقصد، وماهي القرارات التي ساهمت في تمكن الحوثي؟ - لم أقل بسبب قرارات انفعالية بل قلت بسبب قرارات وحسابات خاطئة ووضحت هذا الأمر بشكل واضح وصريح في وسائل الإعلام كان هناك حسابات خاطئة لكل المسؤولين والسياسيين الموجودين في الدولة سواء الذين خرجوا من السلطة أو بقوا فيها، اعتقدوا أنهم استخدموا الحوثي كورقة من أجل الضغط على الآخرين، وللأسف استطاع الحوثي في آخر المطاف أن يستخدمهم جميعا كأوراق، فالحوثي بقوته لا يستطيع مواجهة الدولة والاستيلاء على مقدراتها لو كانت جاهزة بالدفاع عن العاصمة صنعاء ومحافظاتها، ولكن نتيجة حسابات خاطئة من القائمين على السلطة حينها وممن لا زالوا في السلطة، وأيضا من قبل قيادات خرجت من السلطة ممثلة في المخلوع وغيره وحسابات اقليمية وسبق أن قلت هذا بشكل واضح. فكل هذه الأسباب والعوامل مكنت الحوثي من الوصول إلى العاصمة صنعاء والمحافظات، وإلا هل هناك أي سابقة في العالم بأن تتمكن مليشيات مسلحة مهما كان عددها وغير منظمة تستطيع أن تقضي على دولة كاملة بجيش فيه مئات الآلاف، فكل ذلك حصل نتيجة تخاذل وحسابات خاطئة فهناك من فكر باستخدام الحركة الحوثية لفترة معينة بهدف تحقيق أهدافه الخاصة على أن يتخلص منها في نهاية المطاف ولكن للأسف حصل العكس وأدت هذه النتائج أن الحوثيين استفادوا من الآخرين ولم يستفاد من الحركة الحوثية . * متى سيعود الرئيس اليمني إلى اليمن، وهل أنت مع قرار عودته في الوقت الراهن؟ وجود أي سلطة في اليمن على أرض الواقع تعطي مؤشرات إيجابية للمؤيدين بحيث إذا رجع الرئيس اليمني ونائبه إلى اليمن والمحافظات فبالتأكيد سيكون تأثيرها تأثيراً إيجابياً. الفكر القاعدي المتطرف وصل اليمن عن طريق مجاميع أفغانستان * هل حصل بين قادة اليمن وإيران أي تواصل أو تفاوض بشأن تدخلها السياسي في اليمن؟ - التدخل الإيراني واضح والشواهد كثيرة، فهناك سفن أتت إلى اليمن محملة بالأسلحة للحوثيين وهناك عدد من العملاء الايرانيين الذين تم احتجازهم في وقت سابق وأطلق سراحهم الحوثيون وهناك جواسيس وهناك دعم مادي وسياسي وعسكري على كافة الأصعدة، فالتدخل الايراني واضح للعيان ولا يستطيع أحد أن ينكره، لكن ليست لدي معلومات من قبل الحكومة أو الرئيس حول فيما إذا كان هناك تواصل أو لا، ولكن في تقديري كان هناك تواصل قوبل بإنكار من الجانب الإيراني، فكانت تخرج المظاهرات في اليمن ترفع صورة علي خامئيني وحسن نصر الله، في ذات الوقت الذي تطلب فيه ايران من قوى التحالف بعدم التدخل في الشأن اليمني، علما بأن البعض قد ينتقدنا بأننا نقيم حاليا في السعودية، وأن الذي له علاقة بإيران نفس الذي له علاقة بالسعودية، لكن يجب أن نوضح بأننا أخرجنا من بلادنا قسراً من قبل الحوثي، ولم نذهب إلى أي منطقة وكنا نتمنى أن نبقى في اليمن ونتصارع سياسياً وليس عسكرياً في بلادنا لكن مع هذا وحتى وإن خرجنا إلى أي منطقة نضل محتفظين بقرارنا السياسي وأن اليمن فوق أي اعتبار ولا يمكن أن نقبل بأي شكل من الأشكال أن يساء إلى بلادنا أو أن يجر إلى أي موقف معين، وفي نهاية المطاف همنا اليمن أولا وثانيا وثالثا وأيضا قناعاتنا لكي نعيش في أمان واستقرار، من مصلحتنا إقامة علاقات جيدة مع السعودية على وجه التحديد، فنحن لدينا 2 مليون يمني مغترب بالسعودية يعولوا في اليمن مايقارب 8 ملايين نسمة، فأصبحت السعودية مصدرا من مصادر اقتصادنا الوطني من خلال اعتمادنا على المغترب اليمني، الأمر الذي يحتم علينا المحافظة على علاقة أخوية مع السعودية إضافة إلى أنه تربطنا بالمملكة علاقات أخوية وبيننا حقوق الجوار، فيجب تكوين علاقات ثقة وعلاقات مصدر أمن وليست مصدر إزعاج للمملكة. * ما هي الأدوار المتوقعة من الرئيس الشرعي في الوقت الراهن؟ - يفترض أن يكون الأداء متناسباً مع وضعنا في المرحلة الحالية لأننا في وضع استثنائي، وأن يتجاوز بعض السلبيات التي كانت موجودة في اليمن. * ماهي الأدوات والقوة التي تملكها الأقلية الحوثية حتى تتمكن من اختطاف الرموز السياسية واحتلال المنازل في اليمن؟ - الحوثي يستخدم سلاح البطش، فهم يلاحقون أي شخص يعبر عن رأيه حتى لو من خلال صفحته بالفيسبوك، فبعض الشباب لديهم وجهات نظر حول الحركة الحوثية فيبدون آراءهم من خلال النقد البناء، ولكن هذا لا يتوافق وسياسة الحوثي الذي يلاحقهم ويودعهم السجون، فأي شخص يعبر عن رأيه اعتبروه داعشياً. واتوقع أن تكون هناك ثورة عارمة في اليمن لأن الناس ضاقوا ووصلوا إلى مرحلة الانفجار نتيجة الممارسات الظالمة الواقعة عليهم الآن، فالحوثيون الذين كانوا ينادون بأنهم مع حقوق الناس يمارسون ممارسات أسوأ مما كانت تمارسه السلطة الحالية والسابقة وحتى في عهد علي عبدالله صالح أسوأ بكثير. * هناك مطالبات بعقد مؤتمر للحوار بجنيف، فما هي أهداف المطالبة به، ومن يطالب به؟ - سبق أن تحاورنا واتفقنا كيمنيين في صنعاء ووصلنا إلى اتفاقات لحل جميع القضايا اليمنية الوطنية، وتم التوقيع عليها من قبل كل المكونات السياسية بما فيها الحركة الحوثية وأصبح الأمر منتهياً، ومن ثم اجتمعنا في مؤتمر الرياض واتفقنا على القضايا الرئيسية في اليمن، ولكن الأمم المتحدة ترى أنه لا بد أن يكون هناك لقاء تشاوري في جنيف، وأرسلنا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وقلنا فيها إن هناك قرارات من الأمم المتحدة يجب أن تنفذ على أرض الواقع ولكي يكون أي لقاء أو حوار قادم مثمر لا بد أولا من إثبات حسن النية والاعتراف بقرارات مجلس الأمن خاصة القرار 2216، والبدء بتنفيذها من خلال الانسحاب من المدن التي تم احتلالها مؤخرا.. وفي حال تم الانسحاب سيكون هناك مؤتمر في جنيف ولقاء من أجل وضع الآليات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وليس حوارا، وفي تقديري أنه في حال لم يتم تنفيذ مقررات مؤتمر الرياض فأي لقاء بعد ذلك سيكون لقاء مضيعة للوقت وعديم الجدوى. * من وجهة نظرك ما هي أبرز أخطاء الرئيس هادى التي أفضت إلى خروج الأمور عن سيطرته؟ - لكل حاكم سلبياته وإيجابياته وأيضا مورس الكثير من الأخطاء في اليمن سواء من المخلوع الذي خرج من المعادلة السياسية وخرج من الحكم، أو من الرئيس الحالي هادي الذي أيضا لديه أخطاء، فنحن في الآخر بشر، لكن هناك اخطاء مقبولة وهناك أخطاء غير مقبولة ومن أخطاء الرئيس الشرعي أنه استهان بالحركة الحوثية، وأوكل مهمة الجيش لوزير الدفاع السابق محمد ناصر أحمد الذي خان الشرف العسكري، وكانت هناك صفقات مع الحركة الحوثية حتى أوصلهم إلى صنعاء وهذه كانت أخطاء فادحة، فالجيش لم يقاتل الحركة الحوثية وفي نهاية المطاف هي محسوبة على الحاكم سلبا أم ايجابا سواء كانت بحسن او سوء نية فالخطأ خطأ، والإنسان في مصدر القرار لابد أن يتخذ قرارات صائبة ويكون في مستوى المسؤولية. * احتضنت اليمن أخطر التنظيمات الإرهابية (القاعدة) لسنوات طوال، فهل تعتقد أن ساسة اليمن وفروا بيئة خصبة لنشوء التنظيمات المشبوهة كالمليشيات الحوثية؟ - القاعدة أولاً لم تكن موجودة في اليمن، والفكر القاعدي المتطرف لم يكن موجوداً في فترة من الفترات، ولكنه وصلنا عن طريق عودة المجاميع التي قاتلت في أفغانستان، ففي تلك الفترة ذهبت الكثير من دول العالم للجهاد في افغانستان ومن ضمنها دول الخليج واليمن التي كانت تدرب هذه العناصر داخل اليمن للجهاد في أفغانستان. ولأن اليمن فيها وضع اقتصادي مترد ووضع أمني هش وفيها مساحة واسعة يستطيع من خلال أي جماعة أن تعيش في هذه المساحات الواسعة ولا يوجد سيطرة كبيرة من الدولة، استطاعت القاعدة أن يكون لها تواجد في هذه المنطقة، ولكن اليمن ليست حاضنة للقاعدة بل هي طاردة. إلى جانب ذلك الممارسات الخاطئة التي كانت تمارس من قبل القيادة في اليمن كانت من ضمن الأسباب التي أدت إلى نشوء هذه الجماعات الحوثية المتطرفة والقاعدة، فعندما لم تكن هناك دولة تحافظ على الأمن وليس لديها حسابات من أجل استثمار هذه الجماعات لأهداف مشبوهة هنا تكون المشكلة. الدولة الهشة تصبح فيها نتوءات وجماعات من هنا وهناك، ولكن عندما تكون الدولة قوية وتستطيع أن تضبط الأمن لما وصلنا لما وصلنا إليه. * ماهي قراءتك لمستقبل اليمن في الأيام المقبلة؟ - مستقبل اليمن يعتمد على أبنائه وعلى الإقليم في الفترة المقبلة، وأبناؤه يجب أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية وخاصة لدى الجهات التي لها تأثير على الأرض ويعتمد على الإقليم وعلى السعودية والخليج بشكل عام، فإذا أرادوا للمنطقة ولليمن الاستقرار فيجب أن يكون لديهم خططاً استراتيجية لليمن. كما أن اليمن لديه ثروة بشرية أكثر من 25 مليون مواطن يمني، نسبة 70% منهم شباب، اليمنيون الذين كانوا عمالاً اصبحوا خريجي جامعات في كل المجالات، فيجب أن يفكر الجميع بطرق عملية ومساندة لمساعدة اليمن ففي نهاية المطاف لا نريد مساعدات مالية وحسب على الرغم من أن وضعنا يستدعي أهمية المساعدات المالية لكن هناك وسائل عديدة نحتاجها.

مشاركة :