التقط قمر صناعي منوط بمراقبة تلوث الهواء يتبع وكالة بحوث الفضاء الأمريكية “ناسا” صورا تظهر بعض التأثيرات التي نتجت عن ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين، حيث تبين من صور القمر الصناعي أن هذا الفيروس تسبب في حدوث انخفاض كبير بتلوث الهواء على المنطقة التي شملتها الدراسة، وهو التأثير الذي بدا واضحا للعين المجردة. وعلق على ذلك باحثون بقولهم إن تلك التأثيرات ربما نتجت عن انخفاض الإنتاجية والبعد الاجتماعي نتيجة لانعزال الناس وتخوفهم من الإصابة بالمرض القاتل، بدلا من الوفيات الناجمة عن المرض. ونوّه الباحثون إلى أنه يمكن النظر إلى ذلك التأثير بمنظور ايجابي، حيث كان لذلك الوباء المتفشي دوره الإيجابي بالفعل في الحد من الانبعاثات التي تلوث الهواء، وبالتالي التمتع بهواء أكثر نظافة وصفاء، في ظل معدل الوفيات الناتج عن ذلك الوباء والذي يقدر بـ 2.5 % فقط. وعلّق على ذلك فيي ليو، الباحث لدى مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، بقوله “تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذا التراجع الكبير في مستويات التلوث فوق منطقة كبيرة بمثل هذا الحجم نظرا لحدث معين. ويمكنني القول إن معدل الانخفاض هذا العام أكبر بكثير من معدل الانخفاض في السنوات الماضية وتأثيره كذلك أطول. وأنا لست متفاجئا؛ لأن كثيرا من المدن في الصين اتخذت تدابيرها للحد من انتشار الفيروس”. وبحسب ما ورد في مجلة لايف ساينس، فقد لاحظ باحثون من وكالة ناسا ومركز الاتحاد الأوروبي للأقمار الصناعية حدوث انخفاض كبير في نسبة تلوث الهواء بثنائي أكسيد النيتروجين بدءا من شهر يناير الماضي، حين بدأ فيروس كورونا المستجد في التفشي بالصين. كما أشار باحثون من مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا إلى أنهم يعتقدون أن قيود السفر التي فرضت داخل الصين ربما كان لها دور هي الأخرى في الحد من التلوث الجوي. وذلك في الوقت الذي يصنف فيه علماء البيئة “ثنائي أكسيد النيتروجين” باعتباره من الملوثات الضارة. ونشر الباحثون صورة تبين مدى الانخفاض الكبير الذي طرأ على تركيزات ثنائي أكسيد النيتروجين خلال شهرين فقط؛ ما يعكس حقيقة ما حدث بالفعل.
مشاركة :