كابد الدولار الأمريكي الأمرين أمس مع توقع المتعاملين مزيدا من تيسير السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بعد أن خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس هذا الأسبوع في خطوة استثنائية لحماية الاقتصاد من تداعيات تفشي فيروس كورونا. وبحسب "رويترز"، سلط المحللون الضوء على أن البنك المركزي الأمريكي ذكر الفيروس 48 مرة في أحدث تقارير "الكتاب البيج"، بعد أن كان يتغاضى عنه تماما في التقارير السابقة، ما ينبئ ببواعث قلق عميق لدى صناع السياسات حيال الأثر السلبي للفيروس في الاقتصاد. ونتيجة لذلك، ظلت العملة الأمريكية قرب أدنى مستوى في شهرين متراجعة عند 1.1132 مقابل اليورو، دون تغير يذكر عن الجلسة السابقة، واستفاد اليورو أيضا من قيام المتعاملين بتصفية مراكز في وقت سابق. ونزل الدولار 0.3 في المائة إلى 107.28 ين، غير بعيد عن قاع خمسة أشهر 106.85 الذي هوى إليه أمس الأول. واقتدى الدولار الكندي بنظيره الأمريكي وانخفض 0.2 في المائة إلى 1.3407 أمام الدولار الأمريكي، عقب خفض بنك كندا المركزي أسعار الفائدة هو الآخر 50 نقطة أساس - أكبر خفض يجريه في عشرة أعوام - وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير. ويرفض بنك إنجلترا المركزي حتى الآن الرضوخ للضغوط، مبقيا على أسعار الفائدة دون تغيير، ونتيجة لذلك، سجل الجنيه الاسترليني أعلى مستوياته في ستة أيام عند 1.2903 دولار وذروته في ثلاثة أيام مقابل اليورو عند 86.22 بنس. إلى ذلك، ارتفع الذهب أمس بفعل عمليات شراء طلبا للأمان تغذيها المخاوف حيال فيروس كورونا سريع الانتشار، لكن ارتفاعا في أسواق الأسهم حد من مكاسب المعدن. وزاد السعر الفوري للذهب 0.2 في المائة إلى 1638.70 دولار للأوقية (الأونصة)، ونزلت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.2 في المائة لتسجل 1639.50 دولار. وقال مايكل مكارثي، كبير استراتيجيي السوق في "سي.إن.سي ماركتس": "عندما نرى دعما للذهب والدولار معا، فهو مؤشر على رغبة في الملاذ الآمن من المستثمرين". وتدعم الذهب غير المدر للعائد من خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة على نحو مفاجئ الثلاثاء الماضي لحماية أكبر اقتصاد في العالم من تداعيات الوباء. وارتفعت الأسهم الآسيوية، مقتدية بمكاسب السوق الأمريكية عقب أداء قوي من جو بايدن النائب السابق للرئيس الأمريكي في حملة الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة. ويعتقد مكارثي أنه "إذا استمرت موجة صعود الأسهم هذه لثلاثة أيام أو أربعة، فقد تتعامل معها الأسواق كضوء أخضر على صعيد الأثر الاقتصادي للفيروس وقد نرى ضغطا على الذهب. الوضع شديد التقلب". وفي المعادن الأخرى، تراجع البلاديوم 1.9 في المائة إلى 2527.21 دولار للأوقية، ويرى محللو بنك "أيه.إن.زد" في مذكرة أن "سلسلة إمداد قطاع السيارات ستتأثر بالفيروس كوفيد-19. لكن، صدمة الطلب هذه من المتوقع أن يكون أثرها محدودا في البلاديوم، نظرا للعجز الهيكلي فيه، ونرى مجالا لمزيد من الانتكاسات عقب موجة الصعود في الآونة الأخيرة". وهبط المعدن المستخدم في أنظمة العادم بالسيارات بما يصل إلى 13 في المائة في 28 شباط (فبراير)، عقب موجة صعود قياسي وصلت به إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 2875.50 دولار في 27 فبراير بسبب النقص الحاد في المعروض. وارتفعت الفضة 0.1 في المائة إلى 17.20 دولار للأوقية، في حين فقد البلاتين 0.2 في المائة ليسجل 871.10 دولار.
مشاركة :