الأتراك يصوتون على «مستقبل» أردوغان

  • 6/8/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ الأتراك الإدلاء بأصواتهم أمس الأحد لاختيار نوابهم في انتخابات تأمل الحكومة الإسلامية المحافظة الحاكمة منذ 13 عامًا في تحقيق فوز ساحق فيها ما سيعزز سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان في وقت يواجه حكمه احتجاجات. ودعي حوالى 54 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع التي فتحت في الساعة 8,00 (5,00 تغ) وحتى الساعة 17,00 (14,00 تغ) بعد حملة انتخابية سادها التوتر إثر اعتداء أوقع قتيلين وحوالى 100 جريح بين أنصار الحزب الكردي الأبرز في معقله دياربكر (جنوب شرق). وتشير التوقعات إلى فوز جديد لحزب العدالة والتنمية الذي فاز بجميع الانتخابات المتتالية منذ 2002. وتشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية أن يخسر أردوغان رهانه ولو أنه يتحتم توخي الحذر في التعاطي معها. فإن كان حزبه لا يزال يحتفظ بشعبية قوية إلا أنه فقد من اعتباره نتيجة تباطؤ الاقتصاد التركي مؤخراً بعدما كان الأداء الاقتصادي حجته الرئيسة، والانتقادات المتكررة التي تؤخذ عليه نزعته إلى التسلط. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى فوز الحزب الحاكم بـ40 إلى 42% من الأصوات في تراجع كبير عن نسبة 49,9% التي حققها في الانتخابات الأخيرة قبل أربع سنوات. وسيكون حجم فوزه حاسماً لأردوغان الذي يعتبر مصيره على المحك في هذه الانتخابات. فبعدما كان على مدى 11 عاماً رئيس وزراء حكم بقبضة من حديد، انتخب رئيساً للدولة في أغسطس الماضي فسلم مقاليد السلطة التنفيذية والحزب إلى وزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو. غير أنه ينشط منذ ذلك الحين من أجل تحويل نظام الحكم إلى نظام رئاسي، تصميماً منه على الاحتفاظ بالسلطة. ومن أجل إنجاح مشروعه، يحتاج أردوغان إلى فوز ساحق. ففي حال فاز حزبه بثلثي المقاعد النيابية (367 من أصل 550) سيكون بإمكانه التصويت منفرداً على الإصلاح الدستوري الذي يعزز صلاحيات الرئيس. أما في حال حصل على 330 مقعداً فقط فسيتمكن من طرح مشروعه في استفتاء. أما عدا ذلك، فسوف تخيب طموحات أردوغان. وصرح محمد كوسي (50 عاماً) وهو بائع فاكهة لوكالة فرانس برس أثناء الإدلاء بصوته في إسطنبول «نحن مع حزب العدالة والتنمية من كل قلبنا. منحته صوتي مجدداً لأني أريد أن يحكم تركيا رئيس قوي». وقال مراد سيفاجيل (42 عاماً) ناخب آخر من إسطنبول صوت للمعارضة «صوت لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة لأنهم قاموا بعمل جيد؛ لكني لم أعد أثق بهم». وقال أرجين ديلك المهندس في الـ42 الذي وصل للتصويت مع زوجته في حي يلديز السكني في أنقرة «آمل في أن تكون هذه الانتخابات عادلة ونتخلص من طيب وفريقه». وأكثر من الحزبين المعارضين الرئيسيين حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديموقراطي) وحزب العمل القومي (يمين) يشكل الحزب الرئيس المؤيد للأكراد، حزب الشعب الديموقراطي، العقبة الأساسية على طريق أردوغان. ففي حال تخطي هذا الحزب عتبة 10% من الأصوات المطلوبة للدخول إلى البرلمان فسيحصل على حوالى خمسين مقعداً نيابياً ما سيحرم حزب العدالة والتنمية من الغالبية الكبرى التي يطمح إليها. وفي حال تقدم حزب الشعب الجمهوري وحزب العمل القومي قد يخسر الحزب الحاكم غالبيته المطلقة، والحزب الكردي اليساري والعصري التوجه والمناصر للأقليات برئاسة صلاح الدين دمرتاش وهو زعيم يتحلى بالجاذبية ويأمل في اغتنام موقعه كـ»صانع ملوك» في حال دخول حزبه البرلمان من أجل توسيع قاعدته التقليدية. وقال آيلكر سورغون الناخب من أنقرة الذي حضر للإدلاء بصوته عند فتح مراكز الاقتراع لوكالة فرانس برس «لست من أصل كردي لكنني قررت التصويت لحزب الشعب الديموقراطي من أجل حصول حزب العدالة والتنمية على عدد أقل من المقاعد». ولدى الإدلاء بصوته الأحد في إسطنبول أكد دمرتاش طموحاته قائلاً: للصحافيين «لا يمكننا القول إن الحملة كانت ديموقراطية». وأضاف: «لكني آمل في أن تساهم نتيجة الاقتراع في إرساء السلام والديموقراطية في تركيا». وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو لدى الإدلاء بصوته في معقله في كونيا (شرق) «نريد أن يكون هذا اليوم احتفالاً للديموقراطية». ونشر أكثر من 400 ألف شرطي ودركي في كافة أنحاء البلاد لضمان أمن الاقتراع وفقاً لوسائل الإعلام التركية. المزيد من الصور :

مشاركة :