في الوقت الذى تحاول فلسطين بشتى الطرق محاربة الاحتلال، بدأت الأراضى المحتلة في حرب من نوع آخر؛ لمواجهة "فيروس كورونا"، والذى بات يشكل تهديدا وخطرا كبيرا على الأراضى المحتلة وخصوصا "القدس" لما تمتلكه من أماكن مقدسة يتجمع فيها الناس.وأعلنت وزير الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، أمس الخميس، إصابة سبع مواطنين بفيروس (كورونا) في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.وأضافت الكلية، خلال مؤتمر صحفي، مساء الخميس: "تم إرسال 20 عينة للفحص تبين إصابة 7 منها، وباقي الحالات سلبية، ونؤكد خضوع الحالات السبعة للحجر الصحي، وتهيب بالمواطنين اتباع إرشادات وزارة الصحة".فيما دعت وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني، المواطنين إلى عدم التهافت على شراء السلع الأساسية والمبالغة في اقتنائها، نظرا لتوفرها في السوق الفلسطيني وبما يلبي حاجتهم.وأكدت الوزارة، في بيان صحفي، اليوم الجمعة، أن غرفة عمليات مركزية وطواقم الرقابة والتفتيش يرصدون ويتابعون ويقيّمون حركة الشراء في السوق، بهدف اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها الحفاظ على استقرار السوق في ظل التدابير الحكومية للوقاية من فيروس "كورونا".ودعت الوزارة، المواطنين إلى التقدم بأي شكوى يرونها في السوق عبر الرقم المباشر 129.وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء أمس الخميس، مرسوما رئاسيا بإعلان حالة الطوارئ في جميع الأراضي الفلسطينية لمدة شهر، اعتبارا من تاريخه، لمواجهة فيروس كورونا، وبناء على ذلك، قرر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، تعطيل المدارس ورياض الأطفال والمعاهد والجامعات في كافة محافظات الوطن طيلة فترة الطوارئ، على أن يكون الموظفين والأطباء على رأس عملهم.وأضاف: ندرس إمكانية إغلاق المعابر الحدودية كافة مع دول العالم، وإغلاق كامل المناطق السياحية والدينية في فلسطين.وفى إجراءات احترازية أعلن رئيس الوزراء محمد اشتية البدء بإجراءات تنفيذ حالة الطوارئ التي أعلن عنها الرئيس محمود عباس، مساء أمس الخميس.وقال رئيس الوزراء عبر تلفزيون فلسطين، إنه استنادا للصلاحيات الممنوحة له من قبل الرئيس محمود عباس سيتم إغلاق كافة المرافق التعليمية من مدارس ورياض أطفال وجامعات ومعاهد وغيره، كما يكون موظفو الوزارات والمؤسسات الحكومية على رأس عملهم إلى حين صدور تعليمات أخرى ويكون جميع الأطباء على رأس عملهم في جميع المرافق الطبية وأخذ كامل الاحتياطات لحماية وسلامة الشعب الفلسطيني.كما وسيتم غلق الحركة بين المحافظات فقط في حالات الضرورة القصوى وخاصة في محافظة بيت لحم، وقال أنه سيتم دراسة إغلاق الجسور والمعابر بين فلسطين وبقية أنحاء العالم عندما تقتضي الحاجة،وأصدر قرارا بمنع أية مظاهر للتجمهر والتجمع والاحتفالات والتظاهرات والإضرابات في كامل أراضي دولة فلسطين، فيما تم إلغاء كامل الحجوزات للسياح الأجانب في الفنادق عامة، وإغلاق كامل المناطق السياحية والدينية، تلغى أي مؤتمرات وطنية أو دولية في فلسطين.وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس، أنها بدأت، بتعقيم المُصليات المسقوفة داخل المسجد الأقصى، قبيل وبعد كل صلاة خشية انتشار فيروس كورونا.وقالت الدائرة، في بيان لها بناء على توصية وزارة الصحة الفلسطينية " فإننا بدأنا من الخميس بتعقيم المساجد المسقوفة في المسجد الأقصى، قبيل وبعد كل صلاة وذلك باستخدام مواد التعقيم الموصى بها من وزارة الصحة وحسب منظمة الصحة العالمية".وأضافت "نهيب بجميع المصلين والوافدين للصلاة في المسجد الأقصى المبارك والمساجد الأخرى في صلوات أيام الجمعة، وكافة الصلوات، اتباع كافة إرشادات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية للحد من انتشار هذا الفيروس، ولنقي أنفسنا وغيرنا من العدوى لا سمح الله".ودعت المصلين إلى الاهتمام بنظافة اليدين جيدا، من خلال غسلهما بالماء الجاري بشكل مستمر بالماء والصابون، أو فركهما بمطهر خاص، وأن يكون العطس أو السعال باستخدام المناديل الورقية أو في مرفق اليد، والتخلص من المناديل الورقية المستخدمة مباشرة بعد الاستخدام من خلال وضعها في سلال النفايات الخاصة".وأضافت الدائرة "في حال شعور أحد المصلين، بأعراض الإنفلونزا، عليه التوجه مباشرة لأقرب عيادة طبية".وقررت الوزارة إغلاق المساجد والكنائس والمؤسسات التعليمية، في بيت لحم، لمدة 14 يوما.وفي ذات السياق، أعلنت الطوائف المسيحية، في بيان لها إغلاق كنيسة المهد، في مدينة بيت لحم، استجابة لقرار وزارة الصحة.كما أعلن المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني، في بيان منفصل، تأجيل "ماراثون فلسطين الدولي"، المزمع إقامته في بيت لحم يوم 27 مارس الجاري، إلى أجل غير مسمى.من جانبه أعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، مساء اليوم الخميس، فرض حظر على مدينة بيت لحم بسبب مخاوف انتشار فيروس كورونا.وبحسب موقع "يديعوت أحرونوت"، فإن القرار يهدف منع دخول وخروج الأشخاص من المدينة تحسبًا لتفشي المرض، بعد أن تم كشف عن إصابة 7 أشخاص داخلها.وظهر الفيروس، لأول مرة، في مدينة ووهان وسط الصين، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، وانتشر لاحقًا في 71 دولة، بينها 13 دولة عربية، ما تسبب في حالة رعب تسود العالم أجمع.وأعلنت منظمة الصحة العالمية، نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس القاتل.
مشاركة :