في الوقت الذي يستنفر فيه العالم برمته لمحاربة الفيروس الجديد «كوفيد19»، المعروف باسم «كورونا»، وتكابد المؤسسات الصحية الطبية بشكل مستميت حول العالم، لاحتواء هذا الفيروس الفتاك والسيطرة عليه، ينشغل جزء كبير من العالم العربي الذي لم يستثنه الوباء المخيف، ولا حالة الرعب العام منه، «بعدوى» من نوع جديد. ففي عالم الموسيقى، ظهرت موجة جديدة من الأعمال الفنية الغنائية التي تناولت موضوع «كورونا» بأشكال وأنماط موسيقية عدة، تراوحت بين الأغاني التوعوية المحذرة من المرض وطرق تفشيه السريعة والأعمال الكوميدية المتهكمة من رعب الناس منه، مروراً بالكوميديا السوداء والنقد المبطن في عدد من الأعمال في وصف أبعاد هذا المرض وعلاقته بالوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي المتردي الذي تعيشه بعض البلدان العربية اليوم. البداية من مصر لا غرابة في أن نرى الظاهرة الفنية الجديدة المكرسة لردود الفعل حول المرض، متزايدة ومتسعة بشكل مطرد في مصر، التي عرف الناس فيها بحسهم الفكاهي الواضح وخفة دمهم الشهيرة، وذلك، بعد أن سارع طيف كبير من الأسماء الفنية الشعبية، بطرح أعمال تناولت المرض الجديد، وكان أبرزها الشاعر إسلام محمد محمود خليل الذي رأيناه اليوم، بعد سلسلة من التعاونات الناجحة في عدد من اﻷغاني التي لاقت جماهيرية كبيرة، أبرزها (حبطَّل السجاير، ما بتهددش، أنا بكره إسرائيل، من يربح المليون) للراحل شعبان عبدالرحيم، يجدد تعاونه مع نجله عصام عبدالرحيم، في أغنية جديدة عنوانها «كورونا الحلزونة» التي يشرح فيها الفنان أعراض المرض وطرق انتقاله وآليات مواجهته وبعض الخطوات الاحترازية الأخرى التي جسدها عبر فيديو توثيقي لانتشار الفيروس لاقى رواجاً واسعاً بين أوساط المستمعين والجمهور في مصر، وتداوله محبوه على «السوشيال ميديا» داخل مصر وخارجها. في الجهة المقابلة، وفي خطوة ساخرة ومتحدية لقرار الفنان هاني شاكر ونقابة المهن الموسيقية القاضي برفض عضوية عدد من مطربي المهرجانات الشعبية في النقابة، ووقف نشاطهم الغنائي، طرح المغني حمو بيكا عبر قناته الرسمية على موقع «يوتيوب»، أغنية «فيروس كورونا»، غنى فيها بيكا للتوعية بالمرض وبمخاطره الفتاكة، وتقول كلمات الأغنية «ليه في الصين بياكلوا كلاب.. وكمان بياكلوا خفافيش.. فيروس فيروس كورونا موت ملايين.. لازم تحاسبوا يا مصريين». «لوعة» في السودان في السودان لا تبدو الأوضاع أقل ضراوة، بل تتخذ منحى مغايراً تماماً لما هو في مصر، ففي الوقت الذي تناول الفنانون في مصر محاذير المرض وركّزوا على الوقاية منه، اتجه المغني السوداني وضاح أحمد إلى توصيف «لوعة» فراق الحبيبة ومقارباته المؤذية المشابهة لهذا المرض، عبر أغنية حملت عنوان «كورونا» قال فيها «ديل أذونا.. يا ناس ما لهم أبونا» وختمها بمؤثرات صوتية خاصة أحالت المستمع إلى صوت «عطسات» المصابين بالمرض. وسجلت الأغنية نسباً متفاوتة من المشاهدة وردود أفعال متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن استخف كثيرون بمضمونها الساذج والمبتذل حسب رأيهم، فيما وجد جزء آخر مقارباتها ذكية ومفعمة بروح الدعابة والطرفة. وفي الجانب السوري، لم تخلُ الساحة الفنية المحلية من بعض القفشات التي أثارت ردود أفعال صاخبة على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مندد ومتهكم ومتفاعل مع جديد الفنانين، وذلك بعد أن بادر المطرب عمار العراقي بإصدار أغنية جديدة حملت عنوان «ما ريد منكو بوسة»، قال فيها «ماريد منكم بوسة.. خايف والله تعدونا.. اتركوني وبحالي.. أخاف من الكورونا»، معبراً عن تخوفه من المرض وعدواه السريعة، ومؤكداً وبشكل ساخر على انشغال باله المستمر بالمرض الذي بات يسيطر على تفكيره أكثر من مباريات «ريال مدريد» و«برشلونة». «دلعونا الكورونا» قفشات فكاهية وتجارب غنائية بالجملة، حملها الإعلان أخيراً عن تفشي فيروس الكورونا في لبنان، وكان أبرزها ظهور سلسلة من الأغاني التي رافقت هذا الإعلان، نظمها أصحابها ليحاكوا بها لحن الأغنية اللبنانية الشهيرة «على دلعونا»، من بينها أغنية مصورة حملت عنوان «انصابت عيلتنا بفيروس كورونا»، ظهر فيها رجلان يصفان خطورة الوضع في لبنان ويدعوان للهرب في أول طيارة متجهة خارجه عبر الترديد «الكورونا وصل عالأشرفية.. خايف من بكرا يتعفش فيي.. صارتلي فرصة إهرب من هونا»، والتي ترافقت مع أغنية جديدة أخرى للفنان بلال نقوزي حملت عنوان «كورونا»، ظهر فيها الفنان مغطى الوجه بكمامة حماية ومستهزئاً بالسياسيين اللبنانيين بشكل بدا مباشراً ومتناغماً مع لحن الأغنية الشهيرة «بنت الجيران». وفي السياق اللبناني نفسه، شكل انتشار الفيروس القاتل في البلاد، دافعاً كبيراً لعدد من أبرز نجوم الإعلام والكوميديا في لبنان، لانتقاد الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتردي، عبر مواقف واسكتشات غنائية تلفزيونية أهمها ظهور هشام حداد أخيراً مؤدياً أغنية «الكورونا» ومتحدثاً عن الوضع المتردي للبنانيين، الذي زاد الوباء من حدته، مشيراً إلى أزمات الفقر والحاجة والديون المتراكمة التي يعيشها الشعب عبر جمل غنائية مثل «جراد محلق محطوط على كورونا.. والعالم كلا غرقانة بديونا». «كورونا» في بيت العزاء لم يتوان النجم جورج وسوف، عن التعبير عن خوفه من العدوى، عبر تعليق لافتة مثيرة على مدخل بيت عزاء والدته، التمس فيها من ضيوفه المعزّين عدم التقبيل. أما الفنان اللبناني راغب علامة، فقد ابتكر ضرباً جديداً من المصافحة «في عهد كورونا»، عبر طرح مقطع فيديو ظهر فيه وهو «يُسلّم» على المذيع ميشال أبوسليمان، بطريقة جديدة لا تتعدى ملامسة الحذاء للحذاء. - نجل شعبان عبدالرحيم، قدّم «كورونا الحلزونة»، شرح فيها أعراض المرض وطرق انتقاله.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :