واصلت مؤشرات الأسهم العالمية، أمس الجمعة، موجة الانخفاض الحادة التي كبدتها خسائر فادحة خلال تداولات، أول أمس الخميس، مع تصاعد المخاوف حيال الضرر الاقتصادي الناجم عن فيروس «كورونا» الآخذ بالانتشار السريع في الداخل والخارج، وفي ظل ذلك شهدت كافة الأسواق الآسيوية والأوروبية تراجعاً كبيراً تخطى 3%، فيما أضافت تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تأثر اقتصاد بلاده ب«كورونا» ضغوطاً زائدة على مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية. في بورصة نيويورك، تجاهلت الأسواق الأمريكية النتائج الإيجابية لتقرير الوظائف الذي أوضح أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 273،000 وظيفة في فبراير/شباط، متجاوزاً التوقعات ب175،000 وظيفة جديدة الشهر الماضي، بينما انخفض معدل البطالة إلى 3.5%، وهو ما يمثل أدنى مستوى له منذ أكثر من 50 عاماً. وجاءت الانخفاضات نتيجة استمرار موجة بيعية؛ حيث يواصل المستثمرون البحث عن أصول أكثر أماناً وسط مخاوف من أن يؤدي الفيروس التاجي إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، ودفع الاقتصاد إلى الركود، فانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أقل من 0.7% لأول مرة على الإطلاق. وانخفض مؤشر «داو جونز» 805 نقطة، تمثل 3.2%، وهبط «إس آند بي» 3.1%، ونزل «ناسداك» 3%، قبل أن تقلص المؤشرات الثلاثة بعض خسائرها بشكل طفيف في وقت لاحق. وفي القارة العجوز، استأنفت الأسهم الأوروبية تراجعها، أمس الجمعة، مع تحمل شركات السفر معظم العبء، وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.7%، ليمحو جميع مكاسب الأسبوع، كما تراجع مؤشر «فوتسي» البريطاني بنسبة 2%، وهبط مؤشر «كاك» الفرنسي بنسبة 2.2%، كما انخفض مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 1.5%، وتراجع مؤشر «فوتسي إم.بي.آي» الإيطالي 2.6%. وهوى مؤشر قطاع السفر والترفيه 2.7%، ليدخل بعمق في نطاق المراهنة على انخفاض الأسعار - المعرف على أنه التراجع 20% عن أحدث ذروة - في ظل تضرر الطلب على السفر؛ جرّاء تفشي الفيروس، وانزلق سهم إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات 3.4% مع فشلها في الفوز بأي طلبيات طائرات جديدة في فبراير/شباط، في دليل جديد على التعطيلات الحاصلة للصناعات الجوية؛ جرّاء «كورونا». وفي آسيا، تراجعت الأسهم اليابانية إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر، أمس الجمعة، متكبدة خسائر للأسبوع الرابع على التوالي، وهبط المؤشر نيكاي القياسي 2.72% إلى 20749.75 نقطة في أدنى إقفال له منذ الرابع من سبتمبر/أيلول 2019. وفقد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 2.92% ليسجل 1471.46 نقطة، أدنى ختام له منذ يناير/كانون الثاني من العام الماضي. وحتى تنامي التكهنات لمزيد من التيسير النقدي في أنحاء العالم هذا الشهر، بما في ذلك في اليابان والولايات المتحدة، لم ينجح في رفع المعنويات. كما تراجعت مؤشرات الأسهم الصينية، أمس الجمعة؛ لكنها حققت مكاسب أسبوعية بأكثر من 5% مع تكهنات التحفيز المالي؛ لتخفيف تأثير «كوفيد 19» على الأسواق العالمية. وتراجع مؤشر شنجهاي المركب، أمس الجمعة، بنحو 1.2% مسجلاً 3034.5 نقطة، وانخفض مؤشر «سي.إس.آي 300» بنحو 1.6% مسجلاً 4138.5 نقطة. (وكالات)
مشاركة :