النقد الأدبي.. حوار حضاري خلاق

  • 3/7/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لكل ناقد خطابه الخاص، ذو السمات الفارقة من حيث جهازه المفاهيمي ورؤيته، وإجراءاته المنهجية، هذا الخطاب هو الذي يميز ناقداً عن غيره، ويضعه في مكانة لائقة به بين نقاد عصره، من هنا جاء كتاب د. صلاح عبادة «الخطاب النقدي عند شكري عياد» (1921- 1999م) فهو يعد أهم ناقد أدبي في خارطة المشهد النقدي في النصف الثاني من القرن العشرين. لم يكن عياد- كما يوضح الكتاب- مجرد امتداد لمبادئ مدرسة «الفن والحياة» التي أرساها أمين الخولي؛ بل كانت له إضافة منهجية، تدل على شخصيته المستقلة، وأضاف إلى نزعتها الجمالية نزعة اجتماعية، وهذه نواة النزعة التركيبية الخلاقة في فكره. أعطى شكري عياد جل اهتمامه لقضية التأصيل بوصفها ضرورة حضارية، في محاولة لتحديد موقع الثقافة العربية، ومدى أصالتها من خريطة الثقافة العالمية، في قضية تأصيل البلاغة العربية والنقد في ضوء تأثير كتاب أرسطو طاليس «في الشعر» ففي ظل المنهج التاريخي كان شكري عياد يتحرك داخل إطار من الرؤية الشاملة، همه التوصل إلى الحقيقة، دون إشفاق على ثقافته وتراثه من مواجهة الحضارة الغربية، فوجود التأثير لا يعد دليل انتقاص للثقافة العربية؛ بل دليل ندية وحوار حضاري خلاق. وفي تأصيل فن القص العربي يتجلى إيمان شكري عياد بالتراث، الذي يكشف فيه عن وجود «فن قصصي» حي متطور، بدأ خبراً في «مقامة» ثم مقالة قصصية، ثم قصة حديثة، ففنا تام النضج يساير الاتجاهات الحديثة، وكان إسهام شكري عياد في تأصيل فن القص العربي إسهاماً في بناء جدار الثقة بالحضارة العربية المهزومة في كارثة العام السابع والستين، ضمن مراجعة شاملة للذات للتعرف إلى نواحي الابتكار والأصالة فيها بغية إنهاضها من كبوتها.

مشاركة :