دبي: مها عادل يزخر معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة (كوميكون) بالعديد من المواهب الفنية الشابة من كل أنحاء العالم. وبالنسبة لكثير من الشباب العربي المحب لفنون الكوميكس والمانجا والأنيمي، يعتبر متنفساً ومجالاً مفتوحاً لإبراز مواهبهم وعرض إبداعاتهم وتطوير مهاراتهم عبر الاحتكاك بغيرهم من الفنانين، واكتساب خبرات جديدة عبر انخراطهم في ورش العمل في المعرض والتواصل مع المشاهير في هذا المجال. يعتبر «زقاق الفنانين» من أهم الفعاليات التي يجتمع فيها العديد من المواهب الفنية الشابة لعرض أعمالهم وتسويقها، والتي يقصدها الزوار لمتابعة رسومات ولوحات ومجسمات مصنوعة بأيدي شبابية موهوبة وتخطو خطواتها الأولى في المجال. أثناء جولتنا في أروقة زقاق الفنانين التقينا بشابة إماراتية مبدعة من أصحاب الهمم من فئة الصم، كانت تقف بمفردها في الركن الخاص بها منشغلة بتنظيم رسوماتها وتعليقها وتنظيم القطع الفنية التي قامت بتصميمها بعناية. سعينا للتواصل معها عبر لغة الإشارة تارة والكتابة تارة أخرى، فقالت لنا، إن اسمها شيخة الشامسي، وعبرت عن سعادتها بمشاركتها في المعرض وأن هذه ليست مشاركتها الأولى، وفي كل مرة تكتسب مهارة جديدة وتتعلم معلومات إضافية تمكنها من تطوير أعمالها وتشجعها على المشاركة في المعرض في العام التالي، وتسعد كثيراً بتقدير الزوار لفنها وموهبتها، وهذا مما يحفزها على الاستمرار. وفي جانب آخر من زقاق الفنانين التقينا الفنانة المصرية الشابة ميريهان قيقة (28 عاماً) التي تقيم في دبي منذ نعومة أظفارها، وتتحدث عن مشاركتها في المعرض وتقول: «أعتبر الرسم هوايتي الأساسية التي أقضي معها معظم أوقات فراغي، فأنا مهندسة معمارية تخرجت في الجامعة الأمريكية في الشارقة، وأحرص على المشاركة في معرض كوميكون ومتابعته منذ سنوات؛ لأنه مناسبة مهمة تجمع المواهب الفنية الشابة وتمنحني فرصاً لعرض لوحاتي أمام العديد من المتخصصين في هذا المجال والمهتمين بفنون الكوميكس بشكل عام، خاصة أنني أرصد اهتماماً كبيراً من الشباب العربي لمتابعة أحدث إصدارات القصص المصورة والكوسبلاي وغيرها. وبالفعل مشاركتي هذا العام للمرة الثالثة تمنحني الفرصة لمتابعة التطورات ورصد ردود فعل الزوار على رسوماتي وفتح فرص حقيقية للتسويق». إبداعات وشخصيات نجحت الفنانة الإماراتية الشابة مها الدرمكي (من العين) في لفت الأنظار بإبداعاتها، حيث اهتمت بأن يكون مظهرها الخارجي يجسد فكرة مهمة من أفكار كوميكون، واختارت أن تحاكي شخصية هاري بوتر بنظارته المميزة وربطة عنقه. وتوضح: «سعيدة للغاية بمشاركتي في المعرض للمرة الأولى بعد أن كنت في السابق من زواره فقط، ولكن بتشجيع من أختي وأسرتي تغلبت على شعوري بالحياء والتردد واتخذت قرار المشاركة، وحفزتني أختي على محاكاة شخصية هاري بوتر في المظهر؛ لأنه من الشخصيات السينمائية التي نفضلها. وأجد في هذا المعرض فرصة ذهبية لتشجيع المواهب الفنية الجديدة وتعريف الناس بمستوى إبداعاتهم، وتعلم كيفية الاستفادة من مواهبهم وتطويرها لتصبح مشروعاً خاصاً ومصدر دخل، وبالفعل أحاول أن أسخر رسوماتي لتكون أشياء يمكن استخدامها في الحياة اليومية، وليس فقط أن تعلق على الجدران، فأنا أصمم رسومات مجسمة بأحجام مختلفة وأصمم بطاقات معايدة مزخرفة يدوياً، وقطع إكسسوارات لتزيين حقائب اليد وملابس من الجينز وغيرها. والمعرض يمكنني من التعرف إلى أذواق واحتياجات الكثير من الشباب». كوميكس وأنيمي من زوار زقاق الفنانين بانتظام كان لنا لقاء مع الشابة الإماراتية خلود فايز التي تحرص على زيارة المعرض منذ خمس سنوات بانتظام وتقول: «استمتع كثيراً بحضور هذا المعرض، فأنا أهوى الرسم وفنون الكوميكس والأنيمي، وفي كل زيارة أتعلم شيئاً جديداً وأقتني قطعاً ثمينة من إبداعات أقراني من المواهب الفنية المشاركة، وأحياناً أشارك ليس فقط بالحضور، ولكن أيضاً بارتداء أزياء تنكرية تجسد الشخصيات الخيالية التي أحبها وهذا يزيد من استمتاعي بالحضور، فأجواء المعرض في حد ذاتها ملهمة لكل من يحضرها». ويشارك الفنان بسام النقبي من خورفكان للعام الخامس على التوالي في معرض كوميكون ويقول: «أعتمد في رسوماتي على أسلوب الأنيمي وتخصصي الدراسي هو فني أشعة، ولكنني أخلصت في تنمية مهاراتي الفنية وتدربت على أساليب الرسم عبر فيديوهات على «يوتيوب» ومع الممارسة والاستمرار تطورت قدراتي ونجحت في تجسيد شخصية كرتونية تعبر عن الإمارات، هي شخصية مميزة ترتدي الزي الإماراتي وأقوم بتمييز صفحتي على إنستجرام باسم «X u.a.e»، وقد حازت الشخصية إعجاب رواد صفحتي والمعرض وأقوم بتزيين الدفاتر والكتب بهذه الشخصية وقد حققت إقبالاً، وأسعى إلى تكون نواة لقصص مصورة من بطولتها».