هدوء «نسبي» في إدلب بعد دخول الاتفاق التركي الروسي حيز التنفيذ

  • 3/7/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إدلب - الوكالات: ساد هدوء «نسبي» منطقة إدلب بشمال غرب سوريا بعد دخول الاتفاق التركي الروسي حول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس الجمعة، وهو اتفاق يُرتقب أن يضع حدّا لأسابيع عدة من المعارك العنيفة في نطاق محافظة إدلب، آخر معقل لفصائل المعارضة والجهاديين في شمال غرب البلاد وحيث تدخلت تركيا عسكرياً ضدّ قوات نظام الرئيس بشار الأسد المدعوم روسيًا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إنّه برغم توقف القصف الجوّي من جانب النظام السوري وحليفته روسيا، فإنّ هناك «عدّة قذائف مدفعيّة» أطلقتها «قوات النظام على مواقع الفصائل» المعارضة في حلب وحماة. من جانبهم، أشار نازحون إلى شعورهم بالخيبة نتيجة الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، وعبّروا عن الخشية من أن يلاقي مصير اتفاقات سابقة. وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوجان أعلنا يوم الخميس التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار من شأنه وضع حدّ لأسابيع من أعمال العنف في محافظة إدلب وإبعاد مخاطر التصعيد بين موسكو وأنقرة. وبعد مباحثات استمرت أكثر من ست ساعات في الكرملين، أعلن الرئيس التركي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي أنّ وقف إطلاق النار سيبدأ منتصف ليل الجمعة، مشيرا الى أنّه سيعمل ومضيفه ليكون «مستداماً». ووفق نص الاتفاق ستُسيّر الدولتان دوريات مشتركة، بدءاً من 15 مارس، على مسافة واسعة في محيط طريق «ام فور» السريعة التي تشكّل محوراً استراتيجياً يمرّ بمحافظة إدلب. ويتطلع الطرفان إلى إنشاء «ممر آمن» بمسافة ستة كيلومترات من جانبي الطريق، ما يعني ضمنياً منطقة عازلة بطول 12 كيلومترا. ويوضح النص أنّ محددات هذه المنطقة ستعرّفها أنقرة وموسكو في غضون سبعة أيام. وتسببت المعارك العنيفة في كارثة إنسانية مع نزوح حوالي مليون شخص نحو الحدود التركية، كما أسفرت عن خسائر تركية كبيرة، تشمل مقتل عشرات الجنود الأتراك. وأعلن أردوجان أنّ الهدف «منع تفاقم الأزمة الإنسانية في إدلب»، محذراً في الوقت نفسه من أنّ أنقرة تحتفظ «بحق الرد بكل قوتها وفي كل مكان على أي هجوم» تشنه دمشق. وكان بوتين الذي تحدث قبل نظيره التركي أمل في أن يشكّل نص الاتفاق «أساساً صلباً لوضع حد للمعارك في منطقة خفض التصعيد في ادلب» و«لوقف معاناة المدنيين». وأضاف الرئيس الروسي: «لم نكن دوماً متفقين مع شركائنا الأتراك. لكن في كل مرة في ظل اللحظات الحساسة، وعلى أساس المحادثات الثنائية، نجحنا في التوصل إلى أرضية مشتركة». وكان التصعيد في إدلب أدى إلى توتر دبلوماسي بين موسكو، حليفة النظام السوري، وأنقرة التي تدعم فصائل معارضة في سوريا، ما أثار مخاوف من مواجهة مباشرة بين البلدين اللذين فرضا نفسيهما طرفين رئيسيين في النزاع السوري. من جهته، أمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الخميس في أن يؤدي الاتفاق التركي الروسي إلى «وقف فوري ودائم للعمليات القتالية» يصب في مصلحة السكان. 

مشاركة :