يترقب الجمهور المغربي بشغف ما ستسفر عنه موقعتا لوبومباشي الكونغولية ورادس التونسية اليوم، حينما يلتقي الغريمان الرجاء والوداد البيضاويان مع مازيمبي والنجم الساحلي توالياً في مباراتين صعبتين ومعقدتين، رغم الانتصار ذهابا بهدفين نظيفين ضمن دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا. ويتطلع أنصار الناديين لتحقيق إنجاز تاريخي بعبور الأحمر والأخضر إلى المربع الذهبي، حيث ستتضاعف الحظوظ لإمكانية مشاهدة نهائي مغربي غير مسبوق في حال بلوغ آخر الأدوار، بعدما جنبت القرعة صدام الغريمين قبل المباراة النهائية للمسابقة القارية هذا الموسم. وستكون مهمة الرجاء أصعب بكثير من مهمة الوداد في صدامهما اليوم ضد مازيمبي والنجم، كون التماسيح يملكون ماضياً سعيداً في كل مواجهاتهم بالديار ضد الأندية المغربية، ولم يسبق وأن انهزموا قط أمامها، بل يكتسحون عادة كل خصومهم من شمال أفريقيا بنتائج ثقيلة، الشيء الذي يخيف الرجاء المضغوط نفسيا والمتوجس من سيناريو حزين يقلب عليه الطاولة وينتزع منه تأشيرة العبور، في ظل الوعيد الشديد من مسؤولي ولاعبي ومدرب مازيمبي، وكذا الطقوس الصعبة والاندفاع الهجومي الشرس المتوقع من اللاعبين الكونغوليين، في ملعبٍ كالجحيم وأمام أنصار استثنائيين قد يربكون حسابات النسور، ويخلطون أوراق المدرب جمال السلامي، والذي اعترف بصعوبة المهمة متفائلا بصورة حذرة بإمكانية خطف بطاقة التأهل من قلب رعب لوبومباشي، حيث قال: «معنوياتنا مرتفعة ونحن على أتم الاستعداد للمباراة، نعرف أن مازيمبي خطير وشديد القوة بملعبه وقادر على الفوز بأي نتيجة، وقد جهزنا اللاعبين نفسياً، ولدي الثقة الكاملة للإفلات من قبضة التماسيح والتعامل بحذر وذكاء وتأكيد نتيجة الذهاب» من جهة الوداد تبدو المهمة أخف نسبياً وأسهل بالنظر لتجاربه الكثيرة، والنضج والتكتيك العالي المعروف عن الفرسان الحمر في مبارياتهم خارج الديار، وإتقانهم الحفاظ على تقدمهم في النتيجة ذهابا بالدار البيضاء في كل اللقاءات القارية التي خاضوها سابقا، إضافة إلى المعاناة الذهنية للنجم التونسي ومروره بمرحلة صعبة، وفقدانه لعدة لاعبين رسميين بسبب الإصابة، ما يرجح كفة الوداد على الورق ليتأهل للمربع الذهبي من ستاد رادس، ويمتص حماس أصحاب الأرض وآلاف الجماهير التونسية التي ستقف ضد زملاء العميد إبراهيم النقاش. وبدا المدير الفني للوداد كارلوس جاريدو مرتاحاً في زيارته الأولى لتونس بعد أيام قليلة من مغادرتها مقالاً من النجم، وقال: «أعرف الأجواء بتونس وأعلم كل صغيرة وكبيرة عن النجم، لكن ما يهمني أكثر هو حالة لاعبي الوداد واستعدادهم الفني والبدني والتكتيكي للقاء الصعب، فالخصم ليس لديه ما يخسره وهذا سيعقد مأموريتنا، سنسعى للمبادرة للهجوم، والضغط وتسجيل أهداف تحسم الأمور، وأعد الوداديين بأننا لن نخلف الموعد». الزواغي: قادرون على تكرار «سيناريو كوتوكو» يخوض النجم الساحلي التونسي مساء اليوم مهمة صعبة أمام الوداد المغربي من أجل قلب تأخره ذهاباً بهدفين دون رد، والتأهل إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا. ويدخل النجم الساحلي التونسي «القمة المغاربية» معززا بكامل نجومه، بعد استعادة مدافعه عمار الجمل ولاعب الوسط ياسين الشيخاوي، وأن تحيط الشكوك حول مشاركة المدافع زياد بوغطاس. ويحتاج النجم إلى الفوز بثلاثة أهداف دون رد لبلوغ المربع الذهبي وهي مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة بحسب مدربه قيس الزواغي. وقال الزواغي، إن فريقه يدرك جيدا أنه ترك جانباً كبيرا من حظوظه في الدار البيضاء منذ أسبوع عندما خسر بثنائية نظيفة، ولكن المهمة ليست مستحيلة لقلب الطاولة على الوداد والعبور لنصف النهائي. وتابع قوله: «الريمونتادا تعرفنا ونحن نعرفها، فالنجم سبق له منذ أشهر قليلة الهزيمة أمام أشانتي كوتوكو الغاني بهدفين دون رد، ولكنه عاد في الإياب وفاز بثلاثية نظيفة نجح بفضلها في بلوغ دور المجموعات آنذاك، نعول على ثقة لاعبينا بأنفسهم وعلى دعم جماهيرنا من أجل اجتياز عقبة الوداد وإتمام المهمة على أكمل وجه رغم صعوبتها». وتحدث مدرب النجم عن الأخطاء الفادحة لحارس مرمى فريقه مكرم البديري بقوله: «يحتاج حارس المرمى إلى الثقة، يملك إمكانيات جيدة، ولكنه فقد الثقة نتيجة عدم انتظام مشاركاته، سأواصل دعمه ونحن على يقين بأنه سيكون سداً منيعاً أمام هجوم الوداد». بدوره، قال لاعب الوسط محمد المثناني إن زملاءه اللاعبين مطالبون بالتركيز، وذلك لتحقيق الفوز بهدفين دون رد أو بثلاثة أهداف لفتح أبواب التأهل». وشدد المثناني على الدور الكبير الذي ستلعبه جماهير النجم في تحفيز اللاعبين، ومنحهم شحنة معنوية قوية على درب تحقيق «ريمونتادا تاريخية». ومن المنتظر أن تشهد المباراة حضور أكثر من 30 ألف مشجع للنجم
مشاركة :