تونس 6 مارس 2020 (شينخوا) قتل رجل أمن تونسي وأصيب خمسة اخرون بجروح، بينهم مدني اليوم (الجمعة) في هجوم انتحاري بمحيط السفارة الأمريكية في منطقة البحيرة بالضاحية الشمالية بتونس العاصمة، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية التونسية. وقالت الوزارة في بيان عبر موقعها الالكتروني إنها "تعلم عن قيام نفرين اليوم الجمعة على الساعة 11:00 صباحا (بالتوقيت المحلي) باستهداف دورية أمنية مركزة بمنطقة البحيرة 2 بالشارع المقابل للسفارة الأمريكية". وأضافت الوزارة أن "العملية أسفرت عن مصرع الإرهابيين وإصابة خمسة أعوان أمن إصابات متفاوتة الخطورة وإصابة مدني إصابة خفيفة". ولاحقا، قالت الوزارة في بيان ثان إنها تعلن "استشهاد بطل من أبطال قوات الأمن الداخلي الملازم أول توفيق محمد الميساوي" في "العملية الإرهابية الغادرة". وذكرت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر أمنية أن الضابط قضى "متأثرا بجروحه وذلك بعد ساعة ونصف الساعة من نقله إلى مستشفى قوات الأمن الداخلي بمدينة المرسى". وقال وزير الداخلية التونسي هشام المشيشي، خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم إن الهجوم "تم بواسطة حزام ناسف تقليدي الصنع". وأشار إلى أن الإرهابيين كانا على متن دراجة نارية، لافتا إلى أن الأبحاث جارية لتحديد طريقة صنعها والأشخاص الذين ساعدوا في ذلك. وأكد أن مثل هذه العمليات "لن تزيد الوحدات الأمنية إلا إصرارا للدفاع عن الوطن، والمضي قدما في حربها على الإرهاب". وقال المشيشي إن "الحرب الإرهاب هي حرب يومية"، وأن الوحدات الأمنية التي تؤمن المنشآت العمومية الحيوية على درجة عالية من اليقظة. بدوره، وصف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد الحويني، في تصريحات بثتها إذاعة (موازييك اف ام) المحلية التونسية، التفجير بـ""العملية اليائسة"". وقال الحويني إن "طريقة التعبير عن التواجد الوهمي لهؤلاء الإرهابيين في تونس فاشلة رغم فقدان بطل من أبطال تونس، حيث أصبحوا ينتحرون بصفة اعتباطية وعبثية، وهو دليل واضح على أن المؤسستين الأمنية والعسكرية فازتا في حربها على الإرهاب". وإثر الهجوم، وُضعت كافة الوحدات الأمنية "في حالة تأهب قصوى لمجابهة أية مخاطر محتملة". كما منعت السلطات الأمنية سير العربات في شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة، تحسبا لقيام "إرهابيين" بعملية تفجيرية مُماثلة، حسب ما أفاد مصدر أمنى طلب عدم ذكر اسمه، وكالة أنباء ((شينخوا)). وأصدرت السفارة الأمريكية بتونس العاصمة بيانا، قالت فيه إن الوحدات الأمنية التونسية بصدد التعامل مع الانفجار. ودعت السفارة في المقابل، إلى "عدم التواجد بالمنطقة ومراقبة وسائل الإعلام واتباع التعليمات الأمنية"". وقبل ذلك، نقلت الوكالة الرسمية عن مصدر في الدفاع المدني، لم تذكره بالاسم، قوله إن مكان التفجير شهد حضورا كثيفا للقوات الأمنية ولوحدات الحماية المدنية وتطويقا كليا لمكان الحادث. وأشارت إلى أن "أشلاء الإرهابيين تلاشت إلى أن بلغت فرع اتصالات تونس القريب من الحاجز الأمني الموجود بمحيط سفارة الأمريكية". وذكرت إذاعة (موزاييك اف ام) المحلية نقلا عن مصدر أمني، أن خمسة من أفراد الشرطة أصيبوا بجروح في التفجيرين. وأشارت الى أن الوحدات الأمنية التونسية قامت بتطويق المنطقة، فيما تقرر إغلاق المدرسة الأمريكية القريبة من مقر السفارة. من جهته، كشف الناطق الرسمي باسم القطب(المجمع) القضائي للإرهاب سفيان السليطي، أن "الإرهابيين استعملا كمية كبيرة من المتفجرات، وأن الدراجة النارية التي كانا على متنها كانت مُفخخة هي الأخرى"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء التونسية الرسمية. وقوبل الهجوم بتنديد عربي وإدانة واسعة داخل تونس. ودعا رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، في بيان مساء اليوم، كافة التونسيين إلى "توحيد الصفوف حول الوطن ورفض كل أشكال العنف وكل ما يمكن أن يهدد البلاد وديمقراطيتها". وندد رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، الذي يرأس أيضا حركة النهضة الإسلامية، بالتفجير "الإنتحاري الإرهابي". وكتب الغنوشي في تدوينة نشرها في صفحته الرسمية على (فيسبوك) "نندد بالعملية الإرهابية التي استهدفت السفارة الأمريكية هذا الصباح". وتابع أن "تونس بوحدتها وأمنها الجمهوري عصية على الإرهاب، ولن تثنينا المؤامرات على مواصلة مسيرتنا الديمقراطية". وأعربت رئاسة البرلمان في بيان عن إدانتها الشديدة للهجوم، ووصفته بـ "الجريمة النكراء". واستنكرت حركة النهضة الإسلامية برئاسة راشد الغنوشي، في بيان الهجوم، وقالت إنه يُهدد "سلامة المواطنين والأمنيين واستقرار البلاد". ودعت مؤسسات الدولة إلى "بذل المزيد من الجهد لمحاربة الإرهاب والقضاء على هذه الآفة التي تهدد مسار الديمقراطية" في البلاد. بدوره، ندد حزب قلب تونس (38 نائبا برلمانيا) برئاسة رجل الأعمال نبيل القروي، بشدة بـ"الهجوم الإرهابي الجبان". ودعا الحزب في بيان "إلى الالتفاف حول جميع مؤسسات الدولة من رئاسة الجمهورية ومجلس نواب الشعب والحكومة"، وحث على "ضرورة تغليب المصلحة الوطنية والابتعاد عن التجاذبات في هذا الظرف العصيب". وندد حزب التيار الديمقراطي في بيان بالعملية "الغادرة والجبانة والبائسة". أما حزب تحيا تونس برئاسة يوسف الشاهد، فقد أعرب في بيان عن إدانته الشديدة لهذه الأعمال الجبانة. وعلى صعيد ردود الفعل العربية، أدانت وزارة الخارجية السعودية في بيان هذا "التفجير الإرهابي". وأكدت الوزارة في بيانها وقوف المملكة إلى جانب تونس في مواجهة كل ما يعكر صفو أمنها واستقرارها. وفي السياق، بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، برقيتي عزاء ومواساة للرئيس التونسي قيس سعيد، في ضحايا "الهجوم الإرهابي"، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس). وأدان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير ضيف الله الفايز، في بيان "الهجوم الإرهابي". وأكد الفايز تضامن الأردن مع حكومة وشعب الجمهورية التونسية في مواجهة الإرهاب والعنف الأعمى الذي يستهدف المساس بأمن وسلامة واستقرار البلاد. كما أدانت مصر، بأشد العبارات "الهجوم الإرهابي". وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان على صفحتها الرسمية في (فيسبوك)، "رفض مصر التام لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف"، وأبدت "تضامن مصر مع الجمهورية التونسية الشقيقة في مواجهة آفة الإرهاب البغيضة". وأدانت الحكومة اليمنية بأشد العبارات "التفجير الإرهابي"، مؤكدة دعمها وتضامنها مع الحكومة والشعب التونسي في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب، بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة للحكومة. وأدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في بيان التفجير في تونس. وقبل عشرة أيام، خاضت وحدات مُشتركة من الجيش والحرس التونسي اشتباكات عنيفة ضد مُسلحين في مرتفعات محافظة القصرين بغرب تونس غير بعيد عن الحدود الجزائرية. وقال الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني (الدرك) العقيد حسام الدين الجبابلي، حينذاك في تصريحات إن القوات تمكنت من القضاء على "عنصر إرهابي" في سياق عملية عسكرية نفذتها في مرتفعات محافظة القصرين. وتقول السلطات التونسية إن عشرات من الإرهابيين الموالين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يتحصنون داخل الجبال التابعة لمحافظات القصرين والكاف بغرب البلاد غير بعيد عن الحدود الجزائرية. وسبق أن شهدت تونس هجمات تبناها تنظيم الدولة الإسلامية وأودت بحياة العشرات من الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب في أماكن متفرقة من البلاد.
مشاركة :