مقالة خاصة: توقف الحركة السياحية في بيت لحم بعد الاعلان عن إصابات بفيروس كورونا

  • 3/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيت لحم 6 مارس 2020 (شينخوا) بدت شوارع مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية التي اعتادت أن تكون مكتظة بالسياح الأجانب، شبه خالية، بعد إعلان وزارة الصحة الفلسطينية بوقوع إصابات بفيروس كورونا (كوفيد- 19) بين سكانها. وأغلقت الفنادق في المدينة أبوابها أمام السياح والزوار، بناء على أوامر أصدرتها الحكومة الفلسطينية، ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية التي ستستمر لمدة شهر. ويقول رأفت الشوملي صاحب مكتب سياحي في المدينة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الحركة السياحية في المدينة التي كانت تعج بالأجانب والحجاج يوميا توقفت تماما وعقارب الساعة أصبحت تدور للخلف. ويضيف الشوملي بينما بدا عليه الحزن لما بدت عليه الأوضاع، "الشوارع والأزقة أصبحت خالية من الزوار والسكان الأصليين بعد إصابة عدد من الفلسطينيين بالفيروس". ويعمل الشوملي (40 عاما) في مجال السياحة منذ 16 عاما. ويقول، "المشهد حزين لم نشهده منذ عشرات الأعوام التي مرت على المدينة"، مشيرا إلى أن "سكان المدينة ملتزمون في بيوتهم بينما الزوار والسياح الذين تبقوا فيها يحاولون مغادرتها". ويشير إلى أن الوفود السياحية ألغت حجوزاتها التي كانت لدى مكتبه بعد قرار الحكومة الفلسطينية بعدم استقبال السياح. ويوضح الشوملي، أن خلو المدينة من السياح والزوار سيؤثر على الوضع الاقتصادي لسكانها الذين يعتمدون بنسبة كبيرة على الحركة السياحية في در الدخل عليهم. وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة قالت في مؤتمر صحفي، "تأكّدنا من إصابة 7 مواطنين فلسطينيّين بفيروس كورونا في بيت لحم أمس الخميس و9 اخرين اليوم الجمعة ليصبح العدد 16 مصابا وهم الآن قيد العلاج في الحجر الصحّي". ومنعت السلطات الفلسطينية الحافلات السياحية والسيارات الخاصة من الدخول إلى المدينة السياحية الرئيسية في الأراضي الفلسطينية، بينما انتشر عناصر الأمن على مداخل الفنادق، من أجل تأمينها ومنع السياح من الدخول أو الخروج منها حاليا. وأفاد مدير شرطة بيت لحم طارق الحاج، أن 3000 سائح أجنبي متواجدون بفنادق المدينة، وقد صدرت تعليمات ببقائهم داخلها وعدم مغادرتهم. وقال الحاج في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، "لم يدخل بيت لحم أي وفد سياحي أجنبي بعد إعلان حالة الطوارئ". وأعلنت وزارة السياحة والآثار حظر دخول السياح إلى الضفة الغربية لمدة 14 يوما ومنع كل الفنادق في جميع المدن من استقبال الأجانب. وتعتبر مدينة بيت لحم، التي زارها أكثر من 3.5 مليون سائح العام الماضي من أهم المدن الفلسطينية التي تستقبل السياح الأجانب، نظرا لمكانتها الدينية لدى المسيحيين والمسلمين على حد سواء. كما تعد وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح. ويعرب محللون اقتصاديون فلسطينيون عن خشيتهم من تضرر القطاع السياحي خلال الفترة المقبلة. ويقول المحلل الاقتصادي من الضفة الغربية نصر عبد الكريم لـ ((شينخوا))، إن بيت لحم "تعتمد على السياحة بشكل كبير"، معتبرا أن أي خطوات غير محسوبة ستصيب العديد من القطاعات مثل أسواق الهدايا والمحال التجارية والمطاعم والإنشاءات السياحية الأخرى". بدوره، قال رئيس جمعية الفنادق في الأراضي الفلسطينية وصاحب أحد فنادق بيت لحم إلياس العرجا، إن القطاع السياحي يتعرض لانتكاسة حقيقية. وأضاف العرجا لـ ((شينخوا))، أن بيت لحم تعاني أصلا من انخفاض في نسبة الحجوزات خلال الشهور الماضية، وجاء إعلان الطوارئ والإجراءات المصاحبة له بسبب الفيروس ما سيزيد الأمور صعوبة . وتابع، "انه على الرغم من الأضرار الكبيرة المتوقعة للقطاع السياحي إلا اننا ندعم إجراءات الوقاية والتدابير لمنع انتشار الفيروس ونتطلع إلى انتهاء الأزمة بأسرع وقت". وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما بإعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوما. وأعلن رئيس الوزراء محمد اشتية، أن حالة الطواريء تشمل إغلاق كافة المرافق التعليمية، وتقييد الحركة بين المدن الا لحالات الضرورة القصوى، مشيرا إلى أن الحكومة تدرس إغلاق الجسور والمعابر في حال اقتضت الحاجة. كما أعلنت وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية، أنها باشرت تعقيم حافلات النقل العام في بيت لحم مبدئيا، على أن يتم العمل بذلك لاحقا في مختلف مدن الضفة الغربية. وعلى مدى ساعات اليوم قام عمال بعملية رش مطهرات داخل كنيسة المهد لتعقيمها قبل أن يقوم القائمون على الكنيسة باغلاقها ووقف الطقوس الدينية فيها لمدة 14 يوما. وسبق أن أطلقت الحكومة الفلسطينية على مدينة بيت لحم ضمن خطتها التنمية بالعناقيد، عنقود سياحي لما تتميز به من وجود معالم أثرية دينية ومسيحية وزيارة ملايين السياح لها في كل عام.

مشاركة :