يات التي قامت بها واستحقت العديد من الإشادات عالميًا وخليجيًا. في هذا الإطار، يشير العقيد مبارك بن حويل المري مدير إدارة مكافحة المخدرات في حديثه لمجلة "الأمن" التي تصدرها إدارة الإعلام الأمني بالإدارة العامة لديوان وزارة الداخلية إلى أن العام الماضي شهد ضبطيات كبيرة، وتميز بالجهود القائمة على رؤية تخطيطية واضحة، لذلك شهد سقوط عدد من الرؤوس المدبرة لمحاولات تهريب هيروين للمنطقة، وكانوا يأملون أن تمر من بوابة البحرين، ما زاد من خسائر المهربين. ويقول: العالم كله وصف القضية التي ضبطناها بالتعاون مع أشقائنا في إدارة مكافحة المخدرات بالمملكة العربية السعودية، بأنها كانت الأكبر على مستوى العالم، حيث ضبطنا فيها ٢٤ مليون قرص كبتاجون، تبلغ قيمتها ٢٠٠ مليون دينار بحريني (حوالي ملياري ريال سعودي). ويضيف: تمت متابعة هذه الشحنة الأضخم في تاريخ منطقة الخليج العربي، منذ أول معلومة وردت من المصادر السرية، وعلى مدى أسابيع طويلة تمت متابعة الشحنة منذ خروجها من بلد المنشأ، حيث مرت السفينة التي تحمل هذه الشحنة بموانئ العديد من الدول في البحر المتوسط والأحمر والخليج، وعندما تم التأكد من أن البحرين مستهدفة كنقطة دخول فقط، لتعبر عن طريق الجسر إلى السعودية، تم التنسيق مع الأشقاء هناك، وتم التخطيط بكل دقة، حتى يتم السماح للشحنة بالدخول بأمان وسط مراقبة تامة ولكن بصورة غير واضحة، وسمح لها بالمرور في الشاحنات التي كانت تحملها، حتى يتم القبض على الأشخاص الذين سيتسلمون الشحنة هناك، وبفضل الله أولاً ثم التخطيط الجيد والتعاون المستمر على مدار الساعة تم ضبط الشحنة والمتهمين وحققت العملية أهدافها بنجاح. وفي العام الماضي أيضًا حققت إدارة مكافحة المخدرات نجاحات مشهودة في مجال ضبط عدد من قضايا محاولات إدخال هيروين إلى البحرين، وأغلب هذه الكميات كانت تستهدف الدول الشقيقة المجاورة، يقول العقيد المري: منذ سنوات أصبحت لدينا مصادر معلومات نشطة في مناطق الانتاج والتهريب حيث تأتي غالبًا كبسولات الهيروين من هناك، في أحشاء عدد من الأفراد. في هذا العام ونظرًا لدقة المعلومات الواردة إلى الإدارة والتي كانت تحدد رقم الرحلة وساعة الوصول ومواصفات المهرب، تم التخطيط للإيقاع بالرؤوس المدبرة لهذه العمليات في البحرين، لأنها الأهم والأخطر، فناقل المخدرات ليس هو الهدف لأنه في الغالب شخص يتم تكليفه بهذه المهمة مقابل أجر، ولا تكون لديه معلومات عن الشخص الذي سيسلمه الشحنة، فهو يتلقى المعلومات خطوة بخطوة، وهذا يعني السماح لعدد من المهربين بالدخول، تحت مراقبة لصيقة على مدى ٢٤ ساعة، ولأي فترة يستغرقها حتى يتم التسليم، ويؤكد مدير إدارة المخدرات أن الإجراءات كانت مدروسة بعناية شديدة، حتى أن بعضهم ركب من المطار للجهة المراد وصوله إليها في تاكسي يقوده فرد من الإدارة، وكانت هناك عيون تراقبهم في محيط إقامتهم من داخل شقة مجاورة أو أقرب "برادة" يتعاملون معها، وبفضل هذه المتابعة الدقيقة تم القبض على عدد من الرؤوس المدبرة، متلبسين بكميات كبيرة من الهيروين الذي جاء إليهم في كبسولات ابتلعها المهربون الصغار خلال رحلتهم عن طريق الجو. وتشير تقارير القضايا التي أضيفت هذا العام إلى ملفات الإدارة إلى أن عناصر الإدارة، نتيجة العمل الدؤوب والدورات العديدة التي التحقوا بها في الداخل والخارج قد أصبحوا يمتلكون خبرات عالية لضبط أحدث أساليب تهريب المؤثرات العقلية، وخاصة الشبو وهي مادة كريستالية قد يحاول المهرب إدخالها بصورتها التي تستخدم بها، أو وسائل غير تقليدية، كأن تدخل كهدايا في صورة طفاية سجائر أو أصيص ورد وهما في الحقيقة ليسا إلا مادة الشبو يتم صهرها وتجهيزها على هذه الصورة، وإذا تم تهريبها يتم طحنها وبيعها، وقد شهد العام الماضي ضبط العديد من قضايا الشبو حاول المهربون إدخالها بطرق غير تقليدية. ويواصل مدير إدارة مكافحة المخدرات: خلال العام تم القبض على أحد أهم مروجي هذا المخدر أو المؤثر العقلي المعروف بالشبو، وقد اشتهر هذا المروج بالحرص الشديد لتجنب كشف حقيقته، فهو لا يخرج من قريته إلا للقاء شخص واحد هو الذي يقوم بترويج بضاعته بشكل مباشر أو عن طريق آخرين، وكانت الخطوة الأولى لضبطه أن يتم القبض على هذا الوسيط متلبسًا، وبعدها تم إقناعه بالتعاون مع الإدارة للعمل على ضبط المتهم الرئيسي، وعندما وافق قمنا بالشراء منه مرة كمية بلغت قيمتها ١٢٥٠ دينارًا، وتسلم قيمتهما بأوراق نقدية تم تصويرها وإثبات أرقامها في محضر رسمي، وقد سلمها الوسيط إليه ثم عاد ليسلمنا المخدر، وفي نفس اليوم طلبنا من الوسيط أن يتصل به مرة ثانية ويطلب منه شراء كمية بـ(٧٥٠) دينارًا بزعم أن لديه زبون يحتاج هذه الكمية، ومرة أخرى تسلم الوسيط منا أوراق نقدية تم تصويرها وتسجيل أرقامها في محضر رسمي، كما تم استصدار إذن من النيابة بتفتيش شخص المتهم ومسكنه، وعندما تم اللقاء بين المتهم والوسيط وتمت عملية التسليم والتسلم تمت المداهمة والقبض عليه وتفتيش مسكنه وضبط كميات أخرى من الشبو به. ماريغوانا داخل المطار إحصاءات إدارة مكافحة المخدرات هذا العام تشير إلى ضبط عدد من قضايا تهريب مخدر الماريغوانا، الذي يقبل عليه الآسيويون لرخص ثمنه، ومن خلال المعلومات الواردة من المصادر السرية، توصلت الإدارة إلى أن المهربين في بنغلاديش سيحاولون فتح خط تهريب لهذه المادة من خلال عدد من المسافرين، وذلك بعد وضع كميات من مخدر الماريغوانا داخل "نعال" وقد تم ضبط 4 قضايا في المطار بالتلبس بحمل هذه "النعال" المعبأة بالمخدر، وتم التنسيق مع هؤلاء المهربين للتعاون مع الإرادة ما أسفر عن ضبط عدد من المتهمين الذين كانوا في انتظارهم داخل المطار أو خارجه. مكافحة الطلب وإذا كانت عمليات الضبط للمواد المخدرة والمتعاملين بها، تسمى في عرف رجال المكافحة باسم عمليات "مكافحة العرض" ، فإن الإدارة ركزت خلال العام المنصرم على جانب آخر مهم، هو ما يسمى بمكافحة الطلب، أي بالتركيز على عمليات وحملات التوعية في المدارس والجامعات والأندية والمراكز الشبابية من خلال إقامة المحاضرات والندوات بوجه عام، بأخطار المخدرات، وبالطرق التي يتم استدراجهم من خلالها للوقوع في فخ التعاطي، ويؤكد العقيد المري مدير إدارة مكافحة المخدرات، أن وزير التربية والتعليم قدم كافة التسهيلات لهذه الحملات، وفتح أبواب المدارس لقوافل التوعية التي نظمتها الإدارة، مشيرًا إلى أن هذه التسهيلات كان لها الفضل الكبير في نجاح حملاتنا التوعوية خلال العام الماضي.
مشاركة :