يسارع المستثمرون الدوليون إلى تمويل طفرة في سوق الحوسبة السحابية في إفريقيا، حيث يؤدي انتشار الهواتف الذكية والتبني الجماعي لبرامج الأعمال في القارة، إلى زيادة الطلب على مراكز البيانات لتشغيل التكنولوجيا. تمثل إفريقيا حاليا أقل من 1 في المائة من إجمالي سعة مراكز البيانات العالمية المتاحة، رغم كونها موطنا لنحو 17 في المائة من سكان العالم، إلا أن قدراتها تضاعفت خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ومن بين الشركات التي تريد الاستثمار هناك شركة "أكتيس" للأسهم الخاصة ومقرها لندن، وتضخ 250 مليون دولار في مراكز البيانات الإفريقية على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة بدءا بالحصول على حصة مسيطرة في "راك سنتر" وهي شركة نيجيرية رائدة تخدم سوق غربي إفريقيا. سيمول الاستثمار مضاعفة سعة محطة راك سنتر البالغة 750 كيلوواط وتوسعها في جميع أنحاء غرب إفريقيا، ما يوجد واحدة من أكبر مراكز البيانات في القارة. قال كبير شال، وهو مدير في شركة أكتيس:"إذا نظرت إلى الاتجاهات حول البيانات، واستهلاك البيانات والهجرة السحابية على مستوى العالم، تراها في كثير من الأسواق أدت إلى نمو كبير في قطاع مراكز البيانات. إفريقيا لا تختلف: تشاهد الرقمنة، والهجرة التي لا مرد لها إلى السحابة، وظهور البيانات الضخمة حقا، ونتيجة لذلك، فإن توفير البيانات لم يواكب المسيرة". توريد البيانات استخدمت الحكومات والشركات تاريخيا خوادم البيانات الداخلية الخاصة بها للتخزين والحوسبة، فإن الطلب المتزايد مدفوعا بعدد متزايد من الناس على الإنترنت وعالم الأعمال المستندة إلى السحابة يقودها إلى الاستعانة بمصادر خارجية لهذه القدرات في مراكز البيانات الخارجية. هذه المنشآت الكبيرة، التي كانت في الماضي من اختصاص مشغلي الاتصالات، وهي تدار الآن بشكل متكرر من قبل شركات مستقلة. يتمثل أحد المحركات لتوطين تخزين البيانات في أنه يحسن سرعات الاتصال، نظرا لأن المستخدمين لم يعد عليهم إحضار البيانات من الجانب الآخر من العالم، بينما يتم تفويضها أيضا من قبل الحكومات التي تنص على وجوب استضافة البيانات المحلية على المستوى المحلي. قال أوزوما دوزي، الرئيس التنفيذي السابق لبنك دايموند في نيجيريا، في الوقت نفسه، بالنسبة إلى الشركات العاملة في إفريقيا خاصة تلك العاملة في الأعمال المصرفية والنفط والغاز، فإن التكلفة العالية لإدارة البيانات عبر غرف خوادم داخلية ومراكز بيانات باهظة التكلفة، مع مواكبة المتطلبات التقنية المتزايدة لهذا المجال، يمكن أن تكون باهظة. وقال دوزي: "الأمن السيبراني ليس ضمن مجال الاختصاص والتحديث والتطوير المستمر لمراكز البيانات باهظ الثمن. لذلك توجد فرصة كبيرة هناك، حيث يبدأ مزيد من الناس في استخدام الخدمات السحابية بدلا من امتلاك خوادم البيانات الخاصة بهم ... هذه ستصبح أكثر قيمة". تشغيل السحابة بالنسبة إلى شركات تخزين البيانات التي تعمل في إفريقيا، هناك عقبة كبيرة تتمثل في افتقار القارة إلى البنية التحتية، ما يعقد أعمالا هي أصلا تتطلب كثيرا من رأس المال ومتعطشة لاستهلاك الكهرباء. يجب أن تعتمد الشركات غالبا على المولدات كبيرة الحجم التي تعمل بالديزل والبنزين المكلف لتوفير الكهرباء، في حين أن سرعات الإنترنت البطيئة وتكاليف البيانات المرتفعة ونقص شبكات الألياف إضافة إلى زيادة تكلفة رأس المال في الدول التي يعدها المستثمرون محفوفة بالمخاطر، كل ذلك يزيد أعباء القيود على عملياتها. قال توندي كوكر، العضو المنتدب في "راك سنتر"، التي تربط بين أكثر من 30 مشغل اتصالات عبر غربي إفريقيا، بما في ذلك شركات أورانج وإم تي إن وإيرتل: "علينا أن نبني بشكل أساسي قدراتنا على توليد الكهرباء للحصول على مستوى من الموثوقية والاتساق، وهذه تكلفة رأسمالية في حد ذاتها". ومع ذلك فإن استثمار شركة أكتيس جزء من اتجاه أوسع للاعبين الدوليين الذين يتطلعون للانخراط في قطاع مراكز البيانات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث تساوي سعة مراكز البيانات الإجمالية نحو ربع ما لدى لندن أو نصف ما لدى فرانكفورت. في العام الماضي، استحوذت شركة بيركشاير بارتنرز التي تتخذ بوسطن مقرا لها، على حصة في شركة تمتلك أكبر مركز بيانات في إفريقيا وتشغل كثيرا من الحوسبة السحابية في جنوب إفريقيا، قائلة إنها ستستخدمها لمضاعفة السعة من 30 إلى 60 ميجاواط في الأعوام القليلة المقبلة. أطلقت شركة مايكروسوفت أيضا أول مراكز بيانات سحابية إفريقية في العام الماضي في البلاد، وهي سوق رئيسة للنمو إلى جانب نيجيريا وكينيا وغانا وتمثل منذ الآن نحو نصف سعة مراكز البيانات في إفريقيا. وفي الوقت نفسه تخطط شركة أمازون لخدمات الويب لفتح مجموعة من المراكز في مدينة كيب تاون في الأشهر المقبلة، وهو أول غزو للشركة في القارة. سيعتمد كلاهما على شركات مستقلة مثل "راك سنتر"، لمضاعفة سعتها البالغة 25 ميجاواط في العام المقبل. "تنوع الاتصال" بالنسبة إلى المستهلكين، سيساعد انتشار مراكز البيانات الإفريقية على زيادة سرعات الإنترنت التي هي حاليا من بين أقلها سرعة وأكبرها تكلفة على وجه الأرض، ما يسمح لمستخدمي خدمات البث مثل شركة نيتفليكس، على سبيل المثال، بالوصول إلى برامجهم المفضلة بشكل أسرع، وكذلك الذين يمارسون الألعاب عبر الإنترنت إلى لعب دون عوائق بسبب تأخر الاتصال. ومن المزايا الرئيسة أن الشركات المستقلة، على عكس المراكز التي تملكها شركات الاتصالات مثل أورانج أو إم تي إن، قادرة على تزويد العملاء بعشرات من خيارات الاتصال. قال ستيفان دوبروز، الرئيس التنفيذي لدى شركة إفريكا ديتا: "النجاح الكبير في كل مكان في العالم هو حيث يكون لديك مركز محايد للبيانات ويوجد كثير من مزودي الاتصال المختلفين. يحتاج موفرو الخدمات السحابية إلى مجموعة متنوعة من قدرة الاتصال في الدول التي ينشئون أنفسهم فيه. لن ترى أبدا نشرا كبيرا للسحابة في مركز بيانات شركة الاتصالات". كانت هناك مخاوف في أجزاء كثيرة من العالم بشأن ملكية الصين للبيانات، لكن دوبروز، قال إن الصينيين لم يقوموا بعد باستثمارات كبيرة في مراكز البيانات في إفريقيا: على أنها "بالتأكيد محادثة يجرونها الآن". كابشن: ما يثير شهية الأعمال الآن هو إلا أن قدرات القارة السمراء قد تضاعفت خلال الأعوام الثلاثة الماضية
مشاركة :