إعداد: محمد هاني عطوي بينما يواصل فيروس «كورونا» المستجد؛ (كوفيد-19) إصابة الناس في جميع أنحاء العالم، يستمر نشر المقالات الإخبارية، وتواصل وسائل التواصل الاجتماعي، التحدث حول انتشار المرض عبر الإنترنت. ولسوء الحظ، فإن هذا الطوفان المتواصل من المعلومات، يمكن أن يجعل من الصعب فصل الحقائق عن الخيال - وخلال التفشي الفيروسي، يمكن أن تكون الشائعات والمعلومات الخاطئة خطرة. وهنا 12 خرافة تتعلق بفيروس «كورونا» المستجد، والمرض الذي يسببه، والشائعات المنتشرة؛ بسبب الجهل أو لمجرد الفهم الخاطئ. 1- خرافة: أقنعة الوجه يمكن أن تحميك من الفيروس لا يمكن للأقنعة المستخدمة في العمليات الجراحية القياسية أن تحميك من الفيروس؛ حيث إنها غير مصممة لحجب الجزيئات الفيروسية من التسرب إلى الوجه. ومع ذلك، يمكن أن تساعد الأقنعة الجراحية في منع الأشخاص المصابين من نشر الفيروس عن طريق منع أي قطرات تنفسية من التسرب من أفواههم. الجدير بالذكر، أن أجهزة التنفس الخاصة التي تُسمى «أجهزة التنفس N95» المستخدمة داخل مرافق الرعاية الصحية، تقلل إلى حد كبير من انتشار الفيروس بين الطاقم الطبي. ويحتاج الناس إلى تدريب؛ لاستخدام «أجهزة التنفس N95» حول أنوفهم وخدودهم وذقونهم؛ للتأكد من عدم قدرة الهواء على التسلل إلى أطراف القناع، ويجب أن يتعلم مرتدوها أيضاً فحص المعدات؛ بحثاً عن التلف بعد كل استخدام. 2- خرافة: إصابتك بالفيروس أقل احتمالاً من إصابتك بالإنفلونزا ليس بالضرورة. فلتقدير مدى سهولة انتشار الفيروس، يحسب العلماء «رقم التكاثر الأساسي»، أو «R0 R-nought» الذي يتنبأ بعدد الأشخاص الذين يمكنهم التقاط الفيروس من شخص واحد مصاب، وفي الوقت الحالي، يقدر معدل الإصابة بالفيروس، بنحو 2.2، مما يعني أن الشخص المصاب سوف يصيب نحو 2.2 شخص في المتوسط، مقارنة مع الإنفلونزا الذي يبلغ رقم R0 1.3. والأهم من ذلك، أنه على الرغم من أنه لا يوجد لقاح لمنع الإصابة ب«كوفيد 19»، فلقاح الإنفلونزا الموسمية، يمنع الإنفلونزا بشكل جيد نسبياً، حتى عندما لا تتطابق تركيبتها تماماً مع السلالات الفيروسية المنتشرة. 3- خرافة: الفيروس هو مجرد شكل متحور من فيروس نزلات البرد لا، ليس كذلك، ففيروسات «كورونا» تنتمي لعائلة كبيرة من الفيروسات تضم العديد من الأمراض المختلفة. ففيروسات «سارس» - (كوفيد -2 ) تتقاسم معها حالات تتشابه مع فيروسات «كورونا» الأخرى، و4 منها يمكن أن تتسبب بنزلات البرد. وتحتوي جميع الفيروسات ال5 على مقذوفات شوكية، تتواجد على أسطحها، وتستخدم ما يُسمى بالبروتينات الشوكية، التي تصيب الخلايا المضيفة. ومع ذلك، فإن الفيروسات التاجية الباردة ال4 المسماة (229E و NL63 و OC43 و HKU1) تستخدم جميعها البشر، كمضيفين رئيسيين. ويتقاسم «سارس» نحو 90% من المادة الوراثية مع فيروسات «كورونا» التي تصيب الخفافيش، مما يشير إلى أن الفيروس نشأ عند الخفافيش ثم انتقل إلى البشر لاحقاً. وتشير الدلائل إلى أن الفيروس مر عبر حيوان متوسط قبل إصابة الإنسان. وبالمثل، قفز فيروس «سارس» من الخفافيش إلى قط الزباد؛ (نوع من الثدييات الصغيرة الليليّة ينتج المسك ) ثم انتقل إلى البشر، في حين أصاب فيروس «كورونا» المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس ) الإبل، قبل أن ينتشر عند البشر. 4- خرافة: ربما تم صنع الفيروس في المختبر لا يوجد أي دليل على أن الفيروس من صنع الإنسان، ففيروس «سارس» مثلاً يشبه اثنين من الفيروسات التاجية الأخرى التي تسببت بتفشي المرض في العقود الأخيرة؛ وهي: SARS-CoV و MERS-CoV، ويبدو أن الفيروسات ال3 نشأت عند الخفافيش. باختصار، تتوافق خصائص فيروس «كورونا» المستجد مع ما نعرفه عن (SARS-CoV-2) وفيروسات «كورونا» الأخرى التي تحدث بشكل طبيعي، والتي أدت إلى الانتقال من الحيوانات إلى البشر. 5- خرافة: الإصابة ب«كوفيد -19» مميتة هذا ليس صحيحاً. فثمة دراسة نشرت في 18 فبراير/شباط الماضي من قبل المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، تشير إلى أن نحو 81% من المصابين بفيروس «كورونا» يعانون أعراضاً خفيفة، وأن نحو 13.8% من المصابين بشكل أشد، أي أنهم يعانون ضيقاً في التنفس، أو يحتاجون إلى أكسجين إضافي، ونحو 4.7% من الحالات تبدو حرجة، وهذا يعني أنهم يواجهون فشلًا في الجهاز التنفسي، أو فشلاً في أعضاء متعددة، أو لديهم صدمة إنتانية (حالة طبية خطرة تحدث نتيجة الإنتان الذي ينتج عنه تلف وأذى للأعضاء الحيوية كنتيجة للعدوى). وتشير البيانات حتى الآن إلى أن نحو 2.3% فقط من الأشخاص المصابين ب«كوفيد -19» يموتون من الفيروس. ويبدو أن الأشخاص الأكبر سناً أو الذين يعانون ظروفاً صحية أساسية هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض شديد أو بمضاعفات. وعلى الرغم من أنه لا داعي للذعر، يجب على الناس اتخاذ خطوات لإعداد وحماية أنفسهم والآخرين من فيروس «كورونا» المستجد. 6- خرافة: يمكن للحيوانات الأليفة نشر فيروس «كورونا» المستجد لا يوجد دليل على أن الحيوانات الأليفة، مثل القطط والكلاب، يمكن أن تصاب بالفيروس التاجي، ناهيك عن نشره على البشر، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ومع ذلك، فمن الجيد دائماً غسل اليدين بالماء والصابون بعد ملامسة الحيوانات الأليفة. فهذه الإجراءات تحمي من البكتيريا الشائعة، بما في ذلك بكتيريا المصران «E.coli» وبكتيريا التسمم «Salmonella»، التي يمكن أن تنتشر من الحيوانات الأليفة والبشر. وقد أظهر بيان صادر عن وزارة الزراعة والثروة السمكية في هونج كونج يوم 28 فبراير/شباط أن كلباً في الجزيرة أظهر «إيجابية ضعيفة» لفيروس «كورونا» المستجد. إلا أن الباحثين لا يعلمون إن كان الكلب التقط فيروس «كورونا»؛ جرّاء العدوى أو أنه التقطه من سطح ملوث بواسطة فمه أو أنفه. وكإجراء وقائي، تم وضع الكلب تحت الحجر الصحي؛ لكن الكلب لا تبدو عليه أي أعراض، ولا يوجد دليل على أنه يمكن أن يصيب البشر. 7- خرافة: لا يجب إغلاق المدارس في المناطق المصابة طالما أنه لا يوجد أي ضمان، فإغلاق المدارس هو أداة شائعة يستخدمها مسؤولو الصحة العامة لإبطاء أو وقف انتشار الأمراض المعدية. فعلى سبيل المثال، خلال وباء إنفلونزا الخنازير في عام 2009، أغلقت 1300 مدرسة في الولايات المتحدة؛ للحد من انتشار المرض، وفقاً لدراسة نشرت عام 2017 في مجلة السياسة الصحية والقانون. في ذلك الوقت، أوصت إرشادات مركز السيطرة على الأمراض، بضرورة إغلاق المدارس ما بين 7 و14 يوماً، وفقاً للدراسة. وفي حين أن الفيروس التاجي ( كورونا) هو مرض مختلف، مع فترة حضانة، وفترة انتقالية وشدة أعراض مختلفة، فمن المحتمل أن تحدث بعض الإغلاقات المدرسية على الأقل. إذا علمنا لاحقاً أن الأطفال ليسوا الناقلين الرئيسيين للمرض، فقد تتغير هذه الاستراتيجية، ويقول الدكتور آميش أداليا، خبير الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي في بلتيمور الامريكية: في الحالتين، ربما يجب علينا الاستعداد لإغلاق المدارس، ومعرفة الرعاية الاحتياطية إذا لزم الأمر. ويضيف أداليا: إن الإقفال والحجر الصحي والعزلة هي أيضاً احتمالات واردة. فبموجب المادة (361) من قانون خدمات الصحة العامة (42 من قانون الولايات المتحدة، الفقرة 264)، يُسمح للحكومة الفيدرالية باتخاذ مثل هذه الإجراءات؛ لمنع انتشار المرض خارج البلد أو بين الولايات. وقد تكون لحكومات الولايات والحكومات المحلية سلطة مماثلة. 8- خرافة: لا يمكن للأطفال التقاط فيروس «كورونا» يمكن للأطفال بالتأكيد التقاط «كوفيد-19»، على الرغم من أن بعض الإحصاءات المبكرة تشير إلى أنهم أقل عرضة للإصابة بالفيروس من البالغين. فمثلاً في يوم 26 فبراير، قامت إيطاليا بتشخيص 400 حالة إصابة بالفيروس، بما في ذلك خمس حالات لدى أطفال تراوح أعمارهم بين 4 و 19 عاماً؛ وذلك وفقاً لما ذكرته «الجارديان». ووجدت دراسة صينية من مقاطعة هوبي أنه من بين أكثر من 44000 حالة مصابة ب«كوفيد-19»، هناك نحو 2.2% من الأطفال المصابين دون سن 19 عاماً. وعلى النقيض من ذلك، من المرجح أن يصاب الأطفال عادةً بالإنفلونزا في أي سن، مقارنةً بالبالغين. ومع ذلك، فإن عدد حالات الإصابة بفيروس «كورونا» المشخص عند الأطفال قد يكون أقل من الواقع. ففي دراسة لهذه الحالة في الصين، يبدو أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بمرض شديد. وبالتالي، من الممكن أن يصاب العديد من الأطفال بالعدوى، وأن يمروا بالمرض، من دون أن يظهروا أعراضاً كثيرة. 9- خرافة: إذا كان لديك فيروس كورونا.. هل ستعرف ذلك؟ لا، لن تعرف ففيروس «كوفيد-19» يسبب مجموعة واسعة من الأعراض، والكثير منها يظهر في أمراض الجهاز التنفسي الأخرى؛ مثل: الإنفلونزا ونزلات البرد. وعلى وجه التحديد، تشمل الأعراض الشائعة ل«كوفيد-19».. الحمى والسعال وصعوبة التنفس، وتشمل الأعراض النادرة الدوخة والغثيان والقيء وسيلان الأنف. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يتطور إلى مرض خطر يشبه الالتهاب الرئوي - ولكن في وقت مبكر، وقد لا تظهر على الأشخاص المصابين أية أعراض على الإطلاق. وقد نصح مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة، الجمهور الأمريكي بالتحضير للوباء، مما يعني أن أولئك الذين لم يسافروا إلى البلدان المتأثرة أو الذين اتصلوا بالأشخاص الذين سافروا حديثاً قد يبدأون في اكتشاف الفيروس. ومع تقدم تفشي الفيروس في البلاد، يتعين على إدارات الصحة المحلية تقديم تحديثات حول متى وأين انتشر الفيروس. وإذا كنت تعيش في منطقة متأثرة وبدأت تعاني ارتفاعاً في درجة الحرارة أو ضعفاً أو خمولاً أو ضيقاً في التنفس أو لديك ظروف كامنة وأعراض أكثر اعتدالًا للمرض، فيجب عليك طلب الرعاية الطبية من أقرب مستشفى؛ ليتم فحصك إن كنت من المصابين بالفيروس أم لا. 10 - خرافة: فيروس «كورونا» أقل فتكاً من الإنفلونزا حتى الآن، يبدو أن الفيروس التاجي هو أكثر فتكاً من الإنفلونزا. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين حول معدل وفيات الفيروس. ويبلغ معدل الوفيات جرّاء الإنفلونزا السنوية نحو 0.1% في الولايات المتحدة. وحتى الآن، يوجد معدل وفيات بنسبة 0.05% بين أولئك الذين أصيبوا بفيروس الإنفلونزا في الولايات المتحدة هذا العام، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض. وبالمقارنة، تشير البيانات الحديثة إلى أن معدل الوفيات بفيروس «كوفيد-19» أعلى بنسبة تزيد على 20 مرة، أي نحو 2.3%، وفقاً لدراسة نشرت في 18 فبراير من قبل صحيفة «تشاينا سي دي سي ويكلي». ويختلف معدل الوفيات حسب عوامل مختلفة مثل الموقع وعمر الفرد. لكن هذه الأرقام تتطور باستمرار وقد لا تمثل معدل الوفيات الفعلي. وليس من الواضح ما إذا كانت القضية قد تم توثيقها بدقة في الصين، خاصة وأنهم غيروا الطريقة التي حددوا بها الحالات. ويقول الباحثون: إنه قد يكون هناك العديد من الحالات الخفيفة أو التي لا تظهر فيها الأعراض والتي لم يتم حسابها في الحجم الكلي للعينة. 11- خرافة: ليس آمناً تلقي طرد بريدي من الصين من الآمن تلقي الرسائل أو الطرود من الصين، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. فقد وجدت الأبحاث السابقة أن فيروسات «كورونا» لا تعمر طويلا على أشياء مثل الرسائل والطرود استناداً إلى ما نعرفه عن فيروسات «كورونا» المماثلة؛ مثل «MERS-CoV» و «SARS-CoV»، ويعتقد الخبراء أن هذا الفيروس التاجي الجديد من المحتمل ألايبقى طويلاً على سطح هذه الأشياء. ووجدت دراسة سابقة أن الفيروسات التاجية ذات الصلة يمكن أن تبقى على أسطح مثل المعادن أو الزجاج أو البلاستيك لمدة تسعة أيام، وفقاً لدراسة نشرت في 6 فبراير في The Journal of Hospital Infection. لكن الأسطح الموجودة في العبوة ليست مثالية للفيروس؛ للبقاء على قيد الحياة. فلكي يظل الفيروس قابلاً للحياة، فإنه يحتاج إلى مجموعة من الظروف البيئية المحددة مثل: درجة الحرارة ونقص التعرض للأشعة فوق البنفسجية والرطوبة - وهي تركيبة لن نجدها في طرود الشحن، وفقاً للدكتور آميش آداليا، كبير الباحثين في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي. وهكذا فمن المحتمل أن يكون هناك خطر منخفض للغاية للانتشار عبر المنتجات أو الطرود التي يتم شحنها على مدى أيام أو أسابيع في درجات الحرارة المحيطة. ولا يوجد دليل يدعم انتقال «كوفيد-19» عن طريق السلع المستوردة. لكن يعتقد أن الفيروس التاجي ينتشر أكثر من خلال قطرات الجهاز التنفسي. 12- خرافة: يمكنك التقاط فيروس «كورونا» إذا كنت تأكل في المطاعم الصينية لا، لا يمكنك ذلك. فمن خلال هذا المنطق، يجب عليك أيضاً تجنب المطاعم الإيطالية والكورية واليابانية والإيرانية، نظراً لأن تلك البلدان تواجه أيضاً تفشي المرض. ففيروس «كورونا» المستجد لا يؤثر فقط في الأشخاص من أصل صيني.
مشاركة :