قدم آريين روبن مستوى كبير مع بايرن ميونيخ خلال الموسم الكروي المنصرم، غير أن لعنة الإصابات اضطرته إلى انهاء الموسم مبكراً. والآن يستيعد النجم الهولندي عافيته تدريجيا ويتطلع إلى العودة إلى التألق في الموسم المقبل. عاش نجم بايرن ميونيخ والمنتخب الهولندي آريين روبن أياماً صعبة في نهاية الموسم الكروي الحالي. فقد حرمته الإصابة التي تعرض لها أمام مونشنغلاباخ في الدوري الألماني وأمام دورتموند في نصف نهائي كأس ألمانيا من المشاركة في مباريات حاسمة خاضها فريقه في مسابقة دوري أبطال أوربا، لاسيما مباراة نصف النهائي التي خسرها رفاق مانويل نوير أمام حامل اللقب برشلونة. وبعد هذا الإخفاق اعتبر الكثير من النقاد الرياضيين أن غياب الجناح الطائر عن فريقه في تلك المباراة المصيرية ساهم بشكل كبير في ترجيح كفة برشلونة، مؤكدين على أن بايرن ميونيخ بدون روبن وريبيري وألابا الذين تعرضوا للإصابة قبل نهاية الموسم، يفقد الكثير من قوته وبريقه. أما اللاعب نفسه فيبدو أن تركيزه منصب حالياً على الموسم الكروي المقبل لتعويض ما فاته في الموسم الماضي، ففي الوقت الذي بدأ معظم لاعبي بايرن ميونيخ عطلتهم السنوية وذهبوا للاستمتاع بأشعة الشمس الذهبية في جنوب القارة الأوروبية، اختار روبن الاستمرار أسبوعاً إضافياً في التدريب لاسترجاع لياقته وعافيته. وقال النجم الهولندي في حوار مع مجلة كيكر الرياضية أشعر بأنني في حالة جيدة. لقد عملت بشكل جيد في الأسبوع الماضي والآن أصبح بإمكاني الجري. روبن قادر على الحفاظ على تألقه لمواسم أخرى قبل إصابته بتمزق في ساقه اليسرى، في نصف نهائي كاس ألمانيا، كان آريين روبن يقدم موسماً كروياً رائعاً، اعتبره النقاد الأفضل له على الإطلاق منذ التحاقه بالدوري الألماني، حيث نجح الدولي الهولندي من تسجيل 17 هدفاً في 21 مباراة ليحتل بذلك المركز الثاني في ترتيب الهدافين بالرغم من غيابه عن اللعب لأكثر من سبع مباريات. روبن أكد أنه قادر على المحافظة على هذا التألق الموسم المقبل، معتبراً أن بلوغه سن 31 أمر إيجابي، حيث أصبح أكثر نضجاً وتجربة. وقال عن ذلك في حوار مع مجلة كيكر: فيما يتعلق بالسن، فيمكنني القول أنني ما زلت أتمتع بلياقة بدنية عالية ولدي شعور بالقدرة على اللعب بهذا المستوى العالي أعواماً أخرى. كما قلل روبين بشكل عام من مسألة تقدم سن بعض لاعبي فريق بايرن ميونيخ، معتبراً أن هذا الموضوع يُطرح دائماً للنقاش عندما يعجز الفريق عن تحقيق الألقاب. وقدم كمثال على ذلك الأصوات التي كانت تنادي بتشبيب الفريق في عام 2012 عندما لم يتمكن الفريق البافاري من التتويج بالدوري الألماني. لكن فوز بايرن بالثلاثية في العام التالي أسكت هذه الأصوات عندما يوجد لاعبون يتمتعون بإمكانيات كبيرة ويقدمون الإضافة للفريق فهذا أمر رائع. أما أن تجلب لاعبين جدد لمجرد أن هناك من ينادي بذلك فهذا ليس في صالح الفريق، يضيف روبن للصحيفة الألمانية. وبخلاف بعض النقد الذي تعرض له فريق بايرن ميونيخ بسبب فشله في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا وكأس ألمانيا هذا الموسم، ظهرت على روبن فرحة كبيرة جداً وهو يحتفل مع فريقه بدرع الدوري الألماني. وقد أثار ذلك انتباه بعض المتتبعين خصوصاً وأن روبن متعود على إحراز الألقاب والتي بلغت حتى الآن في مسيرته الكروية 19 لقباً. بيد أن الجناح الطائر أكد أن كل لقب له طعمه الخاص وقال عن ذلك ليس أمراً بديهياً أن تفوز باللقب. فهذا الأمر يتطلب منك العمل بجد وحزم طيلة العام حتى تتمكن في الأخير من اعتلاء منصة التتويج. لذلك فمن الطبيعي بالنسبة لي أن أسعد بهذا الفوز، ولن أترك الفرصة لأحد لكي ينتزع مني هذه الفرحة. بعودة المصابين يمكننا الإطاحة بأي فريق تجمع روبن بمدربه غوارديولا علاقة متينة، فهذا الأخير يعتبر مهاجمه الهولندي من الدعامات الأساسية في الفريق البافاري. ولا غرابة في ذلك إذا نظرنا إلى أسلوب غوارديولا في اللعب، الذي يفضل السيطرة على الخصم واحتكار الكرة والانقضاض على المنافس، وهي خصائص تتناسب كثيرا مع شخصية روبن الذي يعشق الكرة الهجومية والسرعة والاندفاع نحو الأمام. كما يُكن روبن احتراماً كبيراً لغوارديولا ويعتبره من أفضل المدربين الذين لعب تحت إشرافهم ويقول عن ذلك: غوارديولا مدرب طور مستوانا، ونظرته إلى الكرة وأسلوب عمله رائع وممتع. ويبدي روبن أيضاً إعجابه بالمرونة التي يتمتع به غوارديولا والتي يريد تلقينها للاعبيه، حتى يجعلهم قادرين على اللعب في أماكن مختلفة. وينظر الجناح الطائر بعين التفاؤل إلى مستقبل فريقه بايرن ميونيخ في الموسم المقبل، خصوصاً مع تعافي أغلب اللاعبين الذين عانوا من الإصابة، حيث استعاد خافير مارتينز لياقته وتأكدت مشاركة تياغو في الاستعدادات، بالإضافة إلى عودة روبين وألابا. وعن ذلك يقول روبن: إذا استعاد الكل لياقته فإنني فعلاً أتطلع لموسم رائع مع بايرن. فعندها يمكننا الإطاحة بأي فريق كيفما كان.
مشاركة :