بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف الثامن من مارس/آذار من كل عام، علّقت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، على هذه المناسبة. ورغم تأكيد عدد من الكتاب على المكاسب التي حققتها المرأة في بعض البلدان العربية، يرى آخرون أن المرأة لا تزال تعاني "تضييقا" خاصة في المجال السياسي، متسائلين إن كان هذا الحضور "حقيقيا أم شكليا"، كما أشاد آخرون بصمود المرأة الفلسطينية على وجه الخصوص، ولاسيما الإعلاميات. واعتبر البعض أن هذه المناسبة فرصة لمراجعة حقيقية واستعراض واقعي لما تحقق من إنجازات والنظر في التحديات القائمة أمام المرأة."مصدر إلهام ووحي" يقول محمد محمد الخطابي في "هسبريس" الإلكترونية المغربية: "ما زالت المرأة في نظر البعض تلك الإلزَا التي يتوق إليها كل شاعر أو أديب أو فنان أو مبدع ليستلهم من سحر عيونها وحدة ذكائها.. موضوعات آسرة لشعره وفكره وإبداعاته". ويضيف: "مثلما كانت المرأة مصدر إلهام ووحيٍ وإبداع لدى الكثيرين، فقد شطَ الخيال ببعضهم في وصفها وصفا مجحفا، حتى وإن كان في مستوى فردريك نيتشه، حيث قال عنها مستهترا هازئا مُزدريا ظالما متجنّيا متعاليا ومبالغا: إنها راحة الجندي بعد المعركة". ويتابع: "والمرأة - في عرف آخرين - ما زالت ذلك المخلوق القوي الضعيف الذي هو في حاجة دائما إلى كلمات الإطراء والإعجاب والإبهار وأيضا إلى التصفيق". اليوم العالمي للمرأة: ما الذي يؤرق المرأة العربية حاليا؟ هل ماتزال المرأة العربية تتعرض للعنف؟ وتشيد منى بوسمرة في "البيان" الإماراتية بما سجلته الإمارات من "مراتب متقدمة في المسار الأممي نحو التوازن بين الجنسين، عبر سياسات وتشريعات تسبق مسعى الأمم المتحدة، بتناصف الكوكب في عام 2030، بعد أن حلّت الإمارات في أحدث التصنيفات الدولية، في الترتيب 26 عالميا، والأولى إقليميا، نحو الوصول لهذا الهدف". وتقول: "المتابع لتمكين المرأة في الإمارات، يرصد بسهولة، كيف ترقت إلى المناصب، وتوجد في كافة قطاعات الأعمال والإدارات، وكيف حصلت على فرص متساوية في التملك والتعليم والتوظيف، واختيار المهنة والأجور، والأمان الوظيفي والترقي، من غير تفرقة أو تمييز". وفي صحيفة "الجزيرة" السعودية، تعبّر ثريا العريض عن سعادتها "بكل ما تحقق في مسيرة تفعيل وتمكين المرأة السعودية حتى الآن.. فخورة بها وطموحة لتحقيق المزيد". وتقول: "أتوقع خلال العقد الحاضر أن التركيز سيتحول تدريجيا من الجانب الكمي إلى النواحي النوعية فيصبح التخيّر للتوظيف والتعيين بناء على الكفاءة والمهارات، وتنفتح مجالات جديدة لمشاركة المرأة وارتقائها بناء على التنافسية المهنية التخصصية وليس الدعائم الأسرية"."الذكاء العاطفي" وتقول صحيفة "الشرق" القطرية: "يشكل اليوم العالمي للمرأة فرصة للقيام بمراجعة حقيقية واستعراض ما تحقق من خطوات وإنجازات على صعيد تمكين المرأة من كافة حقوقها في مختلف المجالات". وتضيف أنه فضلا عن ذلك يجب "النظر فيما استجد من تحديات ومخاطر أمام المرأة في مناطق مختلفة من دول العالم، من شأنها أن تعيق تطلعاتها وطموحاتها المشروعة". وتقول ضحى عبد الخالق في "الغد" الأردنية: "لقد تطور الكثير في ملف المرأة الأردنية والعربية بشكل عام! وبالأخير قد يطول الحديث نظرا لما عاينته المرأة العربية من حروب ونزاعات أهلية ومن لجوء وضرر. وفي الأردن ما تزال بعض قضايا المرأة بلا حلول". وتضيف: "لا شك بأن الطبائع قد تغيرت، فالنجاح لم يعد يقاس بأن يكون الرجل شديدا سليطا غليظ القلب أو متحفظا ماتشو، بل المطلب اليوم أن يكون الرجل أرق وأنعم! بتعبير آخر؛ البشرية بأكملها تطالب، لا بل وتحتاج اليوم إلى أجناس أكثر قدرة على التعامل بالذكاء العاطفي ولتوظفه بالعمل العام"."ملاحم مشرفة" وتسلط صحيفة "القدس" الفلسطينية الضوء على ما تعانيه الصحفيات الفلسطينيات في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية.مصدر الصورةGetty Images وتقول: "في الوقت الذي يحتفي العالم بيوم المرأة العالمي... يواصل الاحتلال ممارسة أبشع انتهاكاته بحق الإعلاميات والصحفيات وخاصة الأسيرات في سجونه". وتضيف: "تحتفي الإعلاميات الفلسطينيات بيوم المرأة العالمي، وهن يعشن ظروفا صعبة، نتيجة لاستمرار ممارسات الاحتلال التي تتمثل في الاعتداء والاستهداف ومداهمة منازلهن والاعتقال وخضوعهن لتحقيقات قاسية". في السياق ذاته، يقول نواف الزرو في "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية أن "15 ألف امرأة فلسطينية سطرن ملاحم مشرفة في معتقلات الاحتلال". ويقول: "قصص وحكايات النضال والبطولة والصبر والصمود والتضحيات التي سطرتها المرأة الفلسطينية كثيرة كثيرة، وأسطورية أسطورية، والواضح أن المرأة الفلسطينية تواصل لعب كل هذه الأدوار النضالية إلى جانب زوجها أو ابنها أو قريبها طالما هناك وطن محتل، وطالما هناك احتلال وجيش ومستعمرون، طالما هناك نضال مفتوح ضد الاحتلال حتى الاستقلال". كيف يمكن دعم مشاركة المرأة العربية في العمل السياسي؟ أبرز المكاسب التي حققتها المرأة العربية في سنة واحدة"عنف معنوي ومادي" وفي "رأي اليوم"، تتحدث سامية بن يحي عما تحقق ولم يتحقق للمرأة العربية، ساردة بعضا مما تعانيه النساء في بعض الأقطار العربية. وتقول: "تستمرالفجوة بين مكاسب المرأة الغربية، والمرأة العربية، والتي تتأرجح بين درجات الديمقراطية والاستبداد، والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية". لكنها تتساءل: "كيف يحتفل العالم اليوم، وينتصر لحقوق المرأة في ظل تغول منطق مصالح الدول الكبرى على الإنسانية ".مصدر الصورةGetty Images وتتساءل شيماء رحومة في "العرب" اللندنية: "النساء في عالم السياسة إنجاز حقيقي أم حضور شكلي؟" وفيما يخص العالم العربي، تشير الكاتبة إلى "عنف معنوي ومادي يضيق الخناق على المرأة العربية في عالم السياسة". وتقول إنه رغم ما شهدته العقود الأخيرة من "زيادة واضحة في وتيرة دعوات تمكين المرأة وإفساح المجال أمام مشاركتها في الحياة السياسية... إلا أن جهود انخراط المرأة في الحياة السياسية لا تزال تواجه العديد من العقبات". وتؤكد الكاتبة رأي بعض المحللين أن هذه العقبات "تكمن في أمرين أساسيين، أولهما قبول المجتمع نفسه باضطلاع المرأة بدور قيادي، وثانيا مدى انفتاح الأحزاب السياسية لإشراك المرأة في كوادرها" وتضيف: "كما يرتبط ضعف مشاركة المرأة، بضعف العمل السياسي العام في بعض الدول العربية نتيجة غياب تيارات سياسية وحزبية قوية وفاعلة".
مشاركة :