جريمة أسرية اهتز لها حى الأسمرات بالمقطم، بعدما تجرد أب من كل مشاعر الإنسانية، وأقدم على قتل نجله الصغير، الذى لم يتجاور عمره ٦ سنوات، بعدما ضربه على وجهه، ليرتطم رأسه ويموت في الحال، وتخلص من الجثة في منطقة المقابر، ليذهب بعدها المتهم إلى قسم الشرطة ويحرر محضرا بتغيب نجله؛ لتضليل الأجهزة الأمنية، ولكن القدر كان له بالمرصاد وتم اكتشاف الجريمة.بداية الواقعة كانت بتلقى اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة، بلاغا من قسم شرطة المقطم، يفيد بأن «س.ع.ع» ٦١ سنة، مدير شركة منتجات بدائرة القسم، عثر على جثة لطفل غير معلوم لديه» بجوار سور المدفن، أثناء زيارته مدفن زوجته، ونفى علمه بملابسات وفاته.وبوضع خطة البحث، ومن خلال النشر عن أوصاف المجنى عليه ومطابقتها ببلاغات الغياب بدوائر أقسام شرطة المدينة، أمكن تحديد هويته، واسمه «س. س. ا» البالغ من العمر ٦ سنوات ومقيم عمارات الفردوس حى الأسمرات دائرة القسم، والمبلغ بغيابه في المحضر رقم ١٠٣٣ لسنة ٢٠٢٠ إدارى القسم، بلاغ والده «س. ا. س» ٣٤ سنة، منادى سيارات.وقال «الحاج على» من أهالى المنطقة: «منذ قدوم المتهم إلى المنطقة كانت علاقته طيبة بالجيران، ولديه طفل من زوجته السابقة، وكانت زوجته تعانى من حالة نفسية سيئة، حيث كانت تفتعل المشاجرات مع الجيران والأطفال الذين يلعبون في المنطقة.أما عن يوم الواقعة، فقال الشاهد إن المتهم أخبره بأنه ذهب برفقة نجله إلى أحد المحلات لشراء متطلبات المنزل، ولكن نجله اختفى منه، موضحا: «الأب قال لي: ابنى اختفى ومش لاقيه وهنزل صوره على النت ممكن حد يكون شافه»، ولكن بعدها بـ٣ أيام فوجئنا بوجود سيارات الشرطة بالمنطقة».وباستدعاء الأب تعرف على الجثة وقرر بأنها لنجله، وبمناقشته عن ملابسات غياب ابنه المتوفى، ادعى بأنه بتاريخ البلاغ توجه بصحبة نجله لشراء بعض المستلزمات من أحد محلات البقالة الكائنة بمنطقة سكنهما، وعقب وصولهما، قام بترك نجله خارج المحل ولدى عودته اكتشف اختفاءه فقام بالإبلاغ. وبإجراء التحريات وجمع المعلومات لم يُستدل على صحة واقعة غياب الطفل، وتبين كذب رواية والده، وبإعادة مناقشته وتضييق الخناق عليه عدل عن أقواله، وأقر بأنه قام بنهر المجنى عليه لقيامه باللهو داخل الشقة محل سكنهما محدثًا ضوضاء عالية، فطالبه بالتوقف عن اللهو، إلا أنه لم يمتثل فتعدى عليه بالضرب بصفعه على وجهه بدعوى تأديبه، وارتطم رأسه في الأرض، وتوفى، فاختمرت في ذهنه فكرة التخلص من جثة نجله، واختلاق واقعة غيابه على النحو المُشار إليه، وفى سبيل ذلك قام بحمل الجثة والتخلص منها بإلقائها في أحد المدافن وتوجه للقسم للإبلاغ بغيابه على خلاف الحقيقة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.
مشاركة :