هذا ما كنا نكتبه هنا في هذا المكان قبل عشرين سنةً مضت وكنا نردده ونحذر وننبّه.. وكنا نضيف والى وقتٍ قريب أن الارهاب يبدأ فكراً. تلاحقت الاحداث بسرعة خلال الثلاث سنين الأخيرة وتبيّن أن الارهاب شلال دماء واشلاء لا دين له ولا مذهب ولا وطن ولا جنسية وبلا هوية. بحسب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان 25 ألف ارهابي خرجوا من 100 بلد.. ونسأل كم عدد من خرج منهم من أوروبا بوجه خاص.. فنرجو أن لا يرمونا بحجر. نضطر هنا للعودة للتاريخ الحديث فنقرأ عن جماعات ارهابية خرجت في امريكا وكان اسمها الكوكلكس كلان فماذا فعلت في السود هناك؟؟ اقرؤوا شيئاً من صفحاتها الدموية والارهابية المتوحشة التي ذاقها الأبرياء السود. الجماعة الارهابية المذكورة لم تنشأ من البسطاء والفقراء ولكنها نشأت هناك في أمريكا من الطبقة العليا والمتنفذة واصحاب الثروة والجاه.. كانوا في النهار يمارسون اعمالهم وتجارتهم ويشرفون على شركاتهم وفي الليل يرتدون الاقنعة البيضاء ويخرجون لاغتيال السود في عمليات ارهابية بشعة فيحرقون الضحايا احياء ويصلبونهم ويمثلون بجثثهم. نذكر هذه السطور لنؤكد ان الارهاب لا هوية له ولا وطن ولا دين ولا مذهب ولا جنسية فلا يتهموننا وحدنا بالإرهاب وقد عرفوه في تاريخهم الحديث وخرج الآن منهم بالألوف كما ذكر بان كي مون لينضموا كما قال الى الارهابيين. لا يفهم احد أننا ندافع عن الارهابيين العرب ولكننا فقط لا نريد ان تُلصق تهمة الارهاب بهم وحدهم.. فلن تكون المعالجات ولا التشخيصات علمية وموضوعية اذا ما ربطوها بجنسية محدّدة او بدين او بمذهب او بوطن. بعد 11 سبتمبر 2001 امطرونا بكتابات يُغطي مدادها الاطلسي ويفيض وجميعها خلصت الى ان الارهاب عربياً ومن العرب فهذا موطنه وهذا منبعه.. ومرةً اخرى لا ننكر ولا نتنصل من وجود الحالة في بلادنا العربية لكنها لا تقف عند حدودنا وتنتهي.. ودعكم منصفين وادرسوا الظاهرة في اسبابها وحيثياتها وانظروا ثم احكموا بعدل كم انتم مشاركون في تكوين الحالة او الظاهرة الارهابية وبالتحديد في اسبابها وحيثياتها حتى يستقيم الكلام. وهنا في بلادنا العربية نخطئ خطيئة عمرنا عندما نصلق تهمة او صفة الارهاب بطائفة معينة او بوطن معين او بجنسية ولن نصل الى نتيجة علمية بهكذا منطق نرى البعض ممن نعرف وتعرفون يردد هذه الايام هذا المنطق في خطاباته وتصريحاته واعلامه. مرةً اخرى وليست أخيرة لا ندافع عن جماعة ارهابية أياً كانت هويتها او انتماءها المذهبي.. ولا نحتاج لان نقول مثل هذا الكلام او ندفع بمثل هذا الدفاع فكاتب هذا العمود كانت له مواقف مشهودة مع الارهاب الفكري قبل عقدين او اكثر في وقتٍ خيم فيه الصمت على الكثيرين. لكن واقع المتابعة طوال هذه السنوات المديدة اقول بيقين تحليلي موضوعي الارهاب لا دين له ولا وطن ولا مذهب.. وأضيف عندما تخرج في بعض البلدان بموافقة حكومية احزاب طائفية بحتة وعندما تغض بعض البلدان عن تكوينها وتدريبها للميليشيات العسكرية وشبه العسكرية فستقابلها في الطرف الآخر ميليشيات مماثلة. وأكاد أجزم هنا ان العراق سيشهد قريباً خروج ميليشيات مقابلة تواجه ميليشيات الحشد الشعبي التي سمحت امريكا وفتحت الحكومات العراقية لها الطريق للتكوين ولممارسة العنف الطائفي ضد المكوّن العراقي الآخر الذي سيلجأ الى تأسيس ميليشياته. فهذا منطق تداعيات المشهد العراقي الذي سيقود الى ممارسة الارهاب بهوية عراقية خالصة..!! الارهاب بلاء.. فكيف يكون الدواء؟؟ هذا هو السؤال الكبير الذي لا تتحمل الاجابة عنه حكومة او جهة أو فئة معينة او بلاد واحدة او منطقة بعينها.. ولكنه سؤال معلق على واجهات العالم كله.
مشاركة :