من الأمور التي يجمع عليها أهل البحرين ولا يسمحون للشك أن يخدشها أبداً أن الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية، تنظر في مصلحة البحرين بالمقدار نفسه الذي تنظر به في مصلحتها، بل إنها في أحيان كثيرة تقدم مصلحة البحرين على مصلحتها. وهذه حقيقة يتوفر عليها شواهد كثيرة، وهو سلوك يصلح مثالاً لشرح معنى التماهي.. لمن لا يعرف معنى هذا المصطلح. فالسعودية والبحرين ظلا روحاً في جسدين، وتحولا مع الزمن ومنذ افتتاح جسر الملك فهد إلى روح في جسد واحد، فالجسر حول الجسدين إلى جسد وأكد أن البلدين روح واحدة. لهذا ليس من المبالغة القول بأنه إذا اشتكى عضو من هذا الجسد الواحد تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.عندما بدأ فيروس كورونا (كوفيد 19) ينتشر في بعض البلدان خافت السعودية على البحرين، وخافت البحرين على السعودية، وتعاونت حكومة وشعباً المملكتين على مكافحة هذا البلاء ودحره، وأيدت كلا المملكتين القرارات التي اتخذتها الجهات المعنية فيهما وباركتها، ومنها قرار السعودية قصر الدخول إليها مؤقتاً من البحرين ودول أخرى جوا والسماح للشاحنات فقط باستخدام الجسر، حيث وجه المسؤولون في البحرين إلى ضرورة التقيد بهذا القرار واحترامه، وكذا التقيد واحترام كل قرار تتخذه الشقيقة الكبرى في هذا الظرف الطارئ مهما كانت صعوبة تطبيقه وأياً كان تأثيره على حياة المواطنين في البحرين، فهذه قرارات سيادية تستوجب الاحترام ولا يمكن للبحرين إلا أن تتقيد بها وتحترمها.لكن أمراً لا يخفى على المسؤولين في الشقيقة الكبرى ربما كان مفيداً تأكيده هنا، فالبحرين تعاملت مع فيروس كورونا (كوفيد 19) بشفافية عالية ولم تخف أي معلومة عنه، وأكدت وتؤكد بأنه لا انتشار لهذا المرض في هذه البلاد، وأنها اتخذت الإجراءات الاحترازية كافة وتمكنت بالتالي من السيطرة على الوضع ومنع انتشار الفيروس وأن نتيجة كل ذلك هي أن الحياة في البحرين اليوم طبيعية، بل طبيعية جدًا حتى مع استمرار الجهات المعنية في تطبيق بعض الإجراءات الاحترازية.هذا وغيره يدفع إلى الطلب من الأشقاء في السعودية استثناء البحرين من التنقل بين البلدين عبر الجسر، خصوصا وأنه بالإمكان توفير الأجهزة والإجراءات التي تجعل المملكتين مطمئنتين وضامنتين لعدم انتقال من يمكن أن يتسبب انتقاله عبر الجسر في أي أذى لأي من المملكتين الشقيقتين.ومثلما أنه لم يتمكن فيروس كورونا (كوفيد 19) من الانتشار في البحرين بسبب الإجراءات الاحترازية والقرارات الصارمة التي اتخذتها الجهات المعنية بمحاربة الفيروس وتطبيقها بإصرار ودقة، كذلك الحال هو في السعودية، حيث لم يتمكن الفيروس من الانتشار فيها ولن يتمكن بسبب الإجراءات الاحترازية والقرارات المسؤولة وتطبيقها بدقة متناهية.لا يمكن لهذا الفيروس -وإن تحايل وتشاطر- أن ينتقل إلى السعودية من البحرين أو إلى البحرين من السعودية عبر جسر الملك فهد، وكذلك المصابون بالفيروس، وإن أبدعوا وتشاطروا ووظفوا كل خبراتهم السابقة ومهاراتهم، فعلى الجسر رجال يعرفون كيف يمنعون حصول مثل هذا الأمر. وهذا وذاك يعين على تأكيد الطلب من الشقيقة الكبرى لإعادة النظر في قرار انتقال مواطني المملكتين عبر الجسر الذي هو ضرب من العشق لا درب من الحجر، كما قال عنه الشاعر «السعودي البحريني» غازي القصيبي رحمه الله.الآلاف من المواطنين في البحرين والسعودية وبينهم الكثير من الطلبة والتجار ينتظرون قرار الشقيقة الكبرى استثناء جسر الملك فهد من قرار منع التنقل بينها وبين الدول المرتبطة بها برا، فلن يأتيها من البحرين إلا الخير، ولن يأتي البحرين منها غير الخير.
مشاركة :