الفنان الكبير نبيل شعيل غنّى «ما أروعك» في موازين، فبادله الجمهور هتافاً: «رائع يا بو شعيل». هي كلمات تختصر المشهد الذي رسم ملامحه «بو شعيل» في المهرجان العربي الضخم، وكان عنوانها البارز المصالحة مع النفس، التي تمنح عادة الثقة التي تؤدي إلى العفوية وتبادل الحوار برقيّ وإن كان غنائياً مع من هم أمامك. النجم نبيل شعيل أصّل هذا الأمر مع الجمهور المغربي في مهرجان موازين الذي اعتذر عن عدم المشاركة فيه أكثر من مرة لارتباطات أعاقت تواجده، وكأنه يقول «كل تأخيرة فيها خيرة»... وهذا ما لمسه الجمهور حين اعتلى «بو شعيل» المسرح أمام حضور مهيب لا يمكن حصره. «بلبل الخليج» الواثق، لم يصطحب فرقة موسيقية متكاملة كحال بعض الفنانين، فلن نجد الآلات الوترية بحجمها المعتاد، بل انتهج البساطة من خلال فرقة كويتية شبابية أدت الغرض بنجاح كبير. الفنان الراقي بادر في غناء اللون المغربي في بداياته وقلده الكثيرون في ما بعد، ولم يكن غريباً عن الجمهور المغربي، واستطاع أن يتعامل معه بذكاء من خلال تقديم عدد من الأغاني التي لاقت رواجاً كبيراً في المغرب العربي. والمتابع للحفل سيلاحظ مدى الحميمية التي جمعت شعيل ومحبيه كسر فيها حواجز نمطية بعض الفنانين المتكلفين. حمل الحفل في مضمونه صورة حقيقية للعلاقة الفنية القديمة التي تربط الفنان الكويتي بالشعب المغربي، لناحية الأغاني وطريقة غنائه، وحثّ الجمهور على التجاوب معه بكل سلاسة... غنّى أغنيته «يا شمس» وتجاوب الجمهور معه... ذلك الجمهور الحاضر لحفله الذي لم يكن ينتظر مجرد أغنية محددة منه، إنما كانت كل أغنية يغنيها تفعل فعلها في الجمهور لناحية الرقص والتفاعل. وهم يلوحون بأياديهم وينادونه عالياً يريدون منه المزيد من جرعاته الفنية. سبق الحفل مؤتمر صحافي لـ «بو شعيل»، التقى فيه أهل الصحافة والإعلام، وأداره مدير المهرجان محمود المسفر. وقال شعيل فيه: «حقيقة تشرفني المشاركة في مهرجان موازين والشعب المغربي شعب ذوّاق، وأنا حقيقة لم أعمل برنامجاً للأغاني إنما سأغني ما أشعر به وأنا على المسرح، وهذا سيعود إلى تجاوب الجمهور». وتابع «وقد أتيت إلى المهرجان بفرقة موسيقية قليلة العدد رغبة مني، فإذا أردت أن أغني أي أغنية، أستطيع مع الفرقة تقديمها للجمهور». وعن مشكلة عدم تمكن بروز نجم جديد بعد مرحلة التسعينات لغاية الآن سوى النجم حسين الجسمي، قال نبيل شعيل: «هذا يعود إلى عدم توافر شركات الإنتاج، ويعود أيضاً إلى الفنان الذي ينجح بأغنية ويصدق نفسه أنه أصبح نجماً ويستعجل الشهرة، وهذا ما يجعله يفشل، فالأغنية تنجح وليس الفنان». وعن علاقته بالأغنية المغربية، قال: «أنا من زمان أعشق الأغنية المغربية والموسيقى المغربية، وسبق أن غنيت أغنية (شمس)، ولاقت رواجاً واسعاً في المغرب وفي كل ألبوم أقدمه يكون للأغنية المغربية نصيب فيه». وعن إمكانية دخول ابنه مجال الغناء قال: «ابني في ميامي يدرس هندسة البترول، وأنا قلت له أكمل اختصاصك، وإن وجد نفسه يميل إلى الغناء حينها لا مانع لديّ، لكن اختصاصه ودراسته أهم بكثير من دخول عالم الغناء».
مشاركة :