احتفلت مئات النساء العراقيات بيوم المرأة العالمي أمس من خلال مسيرات نظمتها ناشطات في بغداد ومدن أخرى وسط وجنوب البلاد داعمة لجماعات الحراك ومطالبة بالحقوق. ولم تمنع المخاطر القائمة من احتمال تعرضهن إلى الإصابة بفيروس كورونا المستجد الكثير من الناشطات والفتيات من الخروج في مظاهره حاشدة في ساحتي التحرير وسط بغداد والحبوبي وسط مدينة الناصرية. كما لم تمنع الدعوات التي صدرت عن جهات صحية ومدنية النساء من إقامة الفعاليات المختلفة للاحتفال بيوم المرأة وتجديد العزم على مواصلة العمل لتحقيق أهداف ما بات يعرف بـ«ثورة تشرين».وما زال الجدل قائماً بين أوساط جماعات الحراك حول الاستمرار بعمليات التظاهر والاعتصام أو إيقافها، نظراً لاحتمال مساهمتها في تفشي وانتقال عدوى الفيروس بين صفوف المواطنين نتيجة الاكتظاظ والزحام الذي تشهده ساحات التظاهر.من جهة أخرى، تحدث ناشطون أمس، عن إصابة ما لا يقل عن 4 متظاهرين في ساحة الخلاني ببغداد نتيجة تجدد الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاشتباكات بين الطرفين مستمرة منذ أسابيع وغالباً ما تتصاعد في ساعات المساء يسقط خلالها إصابات بين الطرفين نتيجة استعمال أسلحة الصيد والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع». وبشأن موقف المنظمة الحقوقية من استمرار المظاهرات والاعتصام في ظل تواصل اكتشاف حالات الوفاة والإصابة بفيروس كورونا، يرى البياتي أن «الواقع الصحي في العراق لا يتمتع بالمتانة اللازمة، عليه فإن تفشي انتشار المرض ستكون له عواقب وخيمة، ولحسن الحظ ربما فإن أكثر الحالات المسجلة جاء عن طريق المواطنين العائدين من إيران». وأضاف أن «الحق في الصحة ثابت ومؤكد في جميع العهود والمواثيق الإنسانية والدولية، لذلك على المواطنين والمتظاهرين المساهمة في تكريس هذا الحق عبر العناية بصحتهم الشخصية والابتعاد قدر الإمكان عن التجمعات والازدحامات ومن الممكن للمتظاهرين مواصلة احتجاجات بعد انتهاء الأزمة الصحية الحالية الناجمة عن فيروس كورونا».
مشاركة :