يعد محمد كاهور مدير عام نادي النصر وأحد نجوم الجيل الذهبي للعميد في السبعينات والثمانينات، قصة عشق أصيلة، فهو حاضر دائماً عندما يتعلق الأمر بالنصر، تجده دائماً في أرجاء القلعة الزرقاء، يتجول كما الأب الحنون متفقداً الجميع ليطمئن قلبه إلى أن كل شيء على ما يرام ولا أحد ينقصه شيء. وُلد المدير العام النصراوي في دبي عام 1951، ولعب كرة القدم في الحي الذي نشأ فيه، إلى أن ارتدى القميص الأزرق، وكان محمد كاهور مدافعاً صلباً، إلا أنه توجه لطريق آخر خدمة للوطن، حيث إن عمله في القوات المسلحة أرسله في بعثة دراسية إلى إنجلترا عام 1976، الأمر الذي اضطره للبعد عن المستطيل الأخضر لينخرط في العمل الإداري العسكري، قبل أن يعود بعد التقاعد إلى بيته العميد في عام 2001. رافق محمد كاهور ناديه النصر كلاعب في العصر الذهبي، واليوم أيضاً ها هو يرافقه كمديره العام في إنجازاته الرياضية المتتالية وآخرها تتويج النصر بكأس صاحب السمو رئيس الدولة. التقى محمد كاهور مع أسطورة كرة القدم العالمية، البرازيلي بيليه مرتين عندما لعب ضده في 1973 في مباراة ودية جمعت النصر وسانتوس، ومرة أخرى قبل عام مع إعلان بيليه سفيراً عالمياً لطيران الإمارات، وفي اللقاء الأخير أهدى المدير العام لنادي النصر صورة تذكارية لبيليه تجمعه مع العميد عندما اشترك مع فريقه السابق سانتوس والتي لقيت إعجاب الأسطورة البرازيلية الشهيرة. الخليج الرياضي التقى نجم النصر في عصره الذهبي ومديره الحالي محمد كاهور، ودار هذا الحوار على هامش الاحتفالات النصراوية بتتويج الفريق الأزرق بكأس رئيس الدولة 2015. } كيف ترى النصر في هذا التوقيت السعيد على كل الجماهير النصراوية؟ لا شك في أن العميد عاد لصحوته فهو يسير على الدرب الصحيح، ذلك الدرب الذي لا يعرف غير الإنجازات والبطولات ومنصات التتويج، فالفريق أدى مباريات كبيرة خلال الفترة الماضية وتمكن من تحقيق ثلاث بطولات متتالية في عام واحد وهو أمر جيد يحسب للمنظومة النصراوية ككل، فبالتأكيد الإدارة الجيدة والروح الجماعية سرّ تفوق العميد، فالفريق الناجح وراءه إدارة قوية وجيدة، تمكنت من تكوين مجموعة متجانسة من اللاعبين وقادهم جهاز فني كفء فعاد النصر لوضعه الطبيعي واستعاد أمجاده. } كيف تمكن النصر من تحقيق كأس صاحب السمو رئيس الدولة من المشوار الأصعب بتفوقه على الشارقة والعين والشباب والأهلي؟ لاشك في أن توفيق الله سبحانه وتعالى يأتي في المقام الأول، وبعد ذلك يعود السبب للمنظومة ككل، فهناك مثلث لا يمكن أبداً الاستغناء عن أحد أضلاعه، ويمكن أن نطلق عليه مثلث التفوق وهو الجمهور والمدرب واللاعبون، وعلى رأس هذا المثلث تأتي الإدارة المستقرة، ومما لاشك فيه أن كل هذه الأعمدة لابد لها أن تكون متوافقة ومكتملة، ولا يمكن أبداً إغفال الدور الكبير والدعم اللامحدود والرعاية التامة من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس نادي النصر، وكذلك سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بدبي، نائب رئيس النادي ودعمهما الكبير للنصر، ومن الأسباب أيضاًوجود أقطاب نصراوية لا تتوانى عن دعم النادي بكل السبل ولهم إسهامات كبيرة بقلعة العميد. } كيف يمكن وصف شعورك بعد تتويج النصر بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، خصوصاً أنك شخصياً شاركت في أول نهائي للبطولة في موسم 1974-1975 وكان ضد الأهلي أيضاً؟ لا شك في أن البطولة غالية جداً والفوز بها له مذاق خاص، ولعل الفرحة فرحتان حيث إنها جاءت على حساب فريق عريق وهو الأهلي، والأهلي بالفعل فريق غير طبيعي حيث يتميز بالقوة الشديدة، فضلاً عن أن المباراة تمثل أحد أقدم وأهم ديربيات كرة القدم الإماراتية وهو ما أعطى للانتصار رونقاً خاصاً، مواجهتنا للفرسان منذ القدم لها طعم خاصة بالنسبة إلي ولبقية زملائي حتى إننا نعتبر الفوز فيها عبارة عن تتويج بلقب. } كيف ترى الفارق بين نهائي 1974-1975 بين نهائي هذا الموسم؟ الفارق كبير من نواح عدة، فالظروف وقتذاك كانت صعبة، حيث غياب الإمكانات في السبعينات، ومع ذلك لم يمتنع جيلنا عن ممارسة كرة القدم لتعلقنا الكبير بها، بشكل عام فإن كرة هذه الفترة كانت ممتعة مملوءة بالحماس والتنافس القوي بين جيل مميز من اللاعبين نجحوا في وضع الأسس الأولى لكرة الإمارات، لكن كرة ذلك الوقت كانت تفتقد للإعلام الموجود حالياً، حتى إن صورتنا العامة حالياً أصبحت تُسوق خارج الإمارات وهو ما لم يكن موجوداً سابقاً، وهذا دليل على أن الإعلام أصبح جزءاً مهماً من اللعبة، كذلك اختلف الحضور الجماهيري كثيراً، فالقنوات التلفزيونية سحبت نصف الجماهير من المدرجات، لكن مع ذلك يبقى الفوز وحده قادراً على إعادة الجماهير إلى الملاعب. } كيف تذكر مباراة 1973 أمام سانتوس البرازيلي ونجمه الفذ بيليه؟ النصر سباق كعادته ولعله من أوائل الأندية التي اعتادت على استضافة الأندية العالمية، أتذكر تلك اللحظة جيداً حينما واجهنا سانتوس وبيليه قبل أكثر من 40 عاماً ويومها شاركت في اللقاء كعنصر أساسي وحتى النهاية، وأتذكر أن ثمن تذكرة دخول المباراة التي جرت في السبعينات، كان 30 درهماً للدرجة الأولى و15 درهماً للدرجة الثانية، كما أذكر أنني رفضت أيضاً مراقبة بيليه خلال اللقاء وقد اكتشفت شخصية جميلة للاعب البرازيلي داخل الملعب وخارجه بفضل أخلاقة العالية وفنياته الممتعة. } أرى أن الفوز بهذه البطولة تحديداً غيّر نظرة الجميع للفريق النصراوي، فهل هذا صحيح؟ كنا بحاجة إلى هذا الفوز، فهو تتويج بالبطولة الأغلى، وهو الإنجاز الثالث توالياً في موسمين، ولذا فإن الفرحة به لابد أن تكون كبيرة، كذلك لأنها الفوز جاء من خلال مباراة ديربي شهير، فديربي النصر والأهلي، كان ولايزال يستقطب الاهتمام ويخطف الأنظار ليس في الإمارات فقط، بل حتى في دول الخليج العربي. } مظاهر الفرحة في النصر مستمرة، والجمهور يتواجد ليلاً ونهاراً في مقر النادي للاحتفال، ما الذي يمثله لكم كمسؤولين هذا الأمر السعيد؟ نحن نعمل من أجل هذا الجمهور، وله بالفعل أن يسعد بإنجازات الفريق، وقد نظم النادي مسيرة كبيرة طافت شوارع دبي وجمعت بين عدد كبير من عشاق العميد في كل مكان وكان المنظر بديعاً بالفعل، ولعل هذا الأمر دليل على أن جمهور العميد في كل مكان ومن مختلف الفئات يحبون النادي ويعشقونه ويقفون بجانبه في أي وقت ويساندونه. } رأينا عدداً كبيراً من مسؤولي كل الأندية جاءوا ليشاركوا النصر فرحته، حدثنا عن هذه العلاقات؟ علاقة نادي النصر طيبة للغاية مع الأندية كافة، فالنصر تربطه علاقات طويلة وتاريخية مع كل الأندية، لاسيما وأن النصر عميد الكرة الإماراتية وهو أول ناد في الدولة، ونتمنى أن تظل العلاقة على هذه القوة. } مشهد الجمهور في النهائي، كيف رأيتموه؟ النصر يتمتع بشعبية جارفة يجب استثمارها في تحقيق نجاحات أخرى، والحضور الجماهيري الذي شهده النهائي كان كثيفاً، وشكّل مشهداً رائعاً زين اللقاء والبطولة، وأحمد لله تعالى أن خرج الجميع سعيداً في النهاية. } الجمهور لن يرضى بأقل من هذه الإنجازات والبطولات، فكيف يتم العمل داخل النصر وفق هذه الاستراتيجية الجديدة القديمة؟ بالتأكيد فإن المسؤولية تضاعفت على الجميع داخل النادي، ومن جانبنا فنحن نخطط وسنعمل وسنبذل كل جهودنا، والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى. } كيف هي خطط تطوير الفريق قبل انطلاق الموسم المقبل؟ الدعم لن يتوقف، وسندعم الفريق بنجوم أجانب على أعلى مستوى، كذلك سندعمه بمجموعة من أفضل المواطنين، وكل ذلك سيتم بالتشاور بين الإدارة والجهاز الفني للفريق بقيادة الصربي إيفان يوفانوفيتش. } يوفانوفيتش أكمل عامين مع الفريق، والآن تم تجديده عقده لعامين آخرين، فهل ذلك من عوامل نجاح الفريق؟ لا شك في أن الجهاز الفني كاملاً أثبت كفاءته وقدرته على قيادة الفريق نحو الأفضل، ولذا كان تجديد تعاقده أمراً ضرورياً، وهذا الأمر ليس لكون الفريق توج بكأس رئيس الدولة وإنما لكونه قاد الفريق لتحقيق نتائج طيبة مصحوبة بأداء جيد، بدليل أن تجديد التعاقد تم قبل مباراة النهائي. } كيف ترى شكل المنافسة في الموسم المقبل؟ سيكون بالطبع موسماً صعباً بكل المقاييس ولعله يتطلب تضافر كل الجهود، أمام النصر معترك صعب للغاية وهو المشاركة بدوري أبطال آسيا، وفي مثل هذه البطولات يجب عليك أن تكون خير سفير للدولة وتقدم مستوى مشرفاً يعبر عن تطور الكرة في الإمارات، وبالنسبة لمنافسات الدوري فلن يختلف عن سابقه بل سيزداد قوة وإثارة، ولما لا وهو يضم نخبة من أقوى الفرق الغنية عن الذكر. } كلمة أخيرة. أتمنى أن تكون البطولة وما سبقها، فاتحة خير على النصر وجمهوره في قادم المواعيد في الموسم المقبل الذي لن يكون سهلاً. القادم أصعب وسندعم الفريق بأفضل الأجانب والمواطنين الفرحة فرحتان ومثلث التفوق سر النجاح.
مشاركة :