بعد عودته سالماً إلى وطنه، كتب الصحافي، نيكولا هينان، كتاباً يروي فيه تفاصيل الفترة التي قضاها في سورية. ويؤكد الرهينة السابق، الذي وقع في أسر تنظيم داعش، أن التدخل العسكري لفض النزاعات يجب أن تليه إعادة إعمار. ويحمل هينان الدول الغربية مسؤولية الفوضى التي تعم الشرق الأوسط. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة لوبروغريه: - ما الأصداء التي تصلك اليوم من العراق وسورية؟ - أنا لا أتوقف عن الشعور بالصدمة بسبب التطورات الأخيرة. يبدو أن العالم لم يستفد شيئاً من الإخفاقات السابقة في السنوات الأخيرة. مازلنا ندعم بغداد والجيش العراقي، علماً بأن الأخير يزود داعش بالأسلحة. لقد استولى التنظيم على مضادات للدروع و1300 مدرعة من صنع أميركي. هذا التنظيم ولد من رحم الغزو الأميركي للعراق والقمع في سورية. - كيف تقول إن الغرب هو من غذى التشدد؟ - أن نقف مكتوفي الأيدي، وألا ندعم المعارضة الديمقراطية في سورية، فذلك يدفع نحو التطرف. أحد المعارضين قال لي لو كان دالاي لاما (القائد الديني الأعلى للبوذيين التبتيين) سورياً لاختار الكفاح المسلح، هذا يعني أن الرعب والظلم المفرطين قد يحولان أكثر الناس سلمية إلى شخص عنيف. - هل مازالت هناك قوى معتدلة في سورية؟ - هناك دائماً الكثير من الناس الذين يناضلون من أجل إرساء الديمقراطية في البلاد، إنها القوى التي تقاتل الأسد وداعش على حد سواء. فقد نجحت المعارضة المعتدلة في ردع التنظيم، بينما فشل النظام السوري والتحالف الغربي. - بالنظر إلى الفوضى التي تعم سورية والعراق وليبيا، ماذا يتعين على الغرب فعله؟ - الأمر الطارئ الآن هو تغيير الأولوية. اليوم أولوية الغرب تكمن في محاربة الإرهاب. يتعين أن نهتم بحماية المدنيين ويجب أن نخفف من المواجهة بين السنة والشيعة. - بعد الإخفاقات المتتالية في أفغانستان والعراق وليبيا، هل تعتقد أن تدخلاً عسكرياً في سورية يعد أمراً إيجابياً؟ - التدخلات ذات الطابع الاستعماري لن تنجح. أما التدخل الإنساني، مثل الذي جرى في ليبيا، فهو أمر جيد. المشكلة في ليبيا أنه لم توجد هناك أي خدمة ما بعد البيع، إضافة إلى عدم فهم واقع هذا البلد. يجب أن تعقب التدخل إعادة بناء. أولئك الذين يعارضون التدخلات العسكرية يقولون إنها تؤدي إلى الفوضى، انظروا إلى سورية، لم يتدخل طرف خارجي ومع ذلك فقد عمت الفوضى.
مشاركة :