أردوغان .. حلم النظام الرئاسي يتبخّر

  • 6/9/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي إضغط هنا نظرية النسبية تتجلى بأوضح صورها على ما يبدو في الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة التي جرت الأحد الماضي. فرغم أن حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب اردوغان حلّ في المرتبة الأولى وهذا بحد ذاته فوز، إلا أنه لم يفز بالأغلبية المطلقة التي تمكّنه من تشكيل حكومة بمفرده، وكذلك من تمرير تعديلات في البرلمان تجعل نظام الحكم في تركيا رئاسياً. وإذا أخذنا بالاعتبار أن هذا كان هدفاً معلناً لحزب العدالة والتنمية، فإن عدم تحقيق هذا الهدف يجعل من النتيجة خسارة تضاف إلى التراجع في نسبة التمثيل في البرلمان، بمعزل عن أسباب هذا التراجع، حيث يعزوه البعض إلى معادلات داخلية والبعض الآخر إلى السياسات التركية الخارجية، فيما يرى البعض العاملين معاً سبباً لهذه النتيجة. خيبة أمل أردوغان الذي تولى رئاسة الحكومة بين عامي 2003 و2014 قبل أن ينتخب رئيساً للبلاد الصيف الماضي، ركّز في حملته الانتخابية الضخمة على تحقيق حزبه فوزاً كاسحاً يخوّله أمرين مهمّين، الأول بقاء حزب العدالة والتنمية الذي يقوده وحيداً في السلطة، والثاني التحوّل بالنظام في تركيا من النظام البرلماني إلى الرئاسي ما يعني توسيع سلطات الرئيس، وهذا كان يتطلب تحقيق الغالبية في البرلمان، الأمر الذي لم يتحقق ما شكل خيبة أمل. النتائج التي أظهرتها الانتخابات تعني بأن تركيا تواجه فترة من الغموض السياسي لأسابيع، وربما تتّجه إلى تنظيم انتخابات مبكرة في حالة الفشل في تشكيل حكومة ائتلافية تحظى بموافقة أغلبية برلمانية. هذه الصورة القاتمة تكاد تكون محل إجماع لدى محللين قريبين من السلطة ومن المعارضة، في حين أن حديث رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو عن فوز واضح لا يخفّف من الغموض السياسي الذي يغلف المشهد التركي في المدى المنظور. 4 احتمالات إزاء النتائج تجد تركيا نفسها أمام أربعة سيناريوهات: 1ـــ ائتلاف يضم حزب العدالة والتنمية والقوميين إذا أراد حزب أردوغان الدخول في ائتلاف فإن شريكه الأصغر هو حزب الحركة القومية اليميني الذي يشترك معه بدرجة ما في الأيديولوجية المحافظة. ومن المرجح أن يسعى زعيم حزب الحركة دولت بهجلي الذي أبدى معارضته إقامة نظام رئاسي، للحصول على تنازلات كبيرة بما في ذلك الحد من سلطات أردوغان. 2 ـــ تحالف واسع من المعارضة إذا لم يستطع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن يشكل حكومة مستقرة فإن الرئيس سيطلب من ثاني أكبر حزب في البرلمان وهو حزب الشعب الجمهوري أن يقوم بذلك. وتحدى بولنت أرينج نائب رئيس الوزراء الأحزاب الثلاثة المعارضة لأن تحاول تشكيل ائتلاف. 3 ـــ حكومة أقلية يقودها حزب العدالة والتنمية قد يحاول حزب أردوغان أن يشكل حكومة أقلية بدعم عدد من نواب المعارضة يتيح له الفوز في اقتراع بالثقة في البرلمان. ومن المتوقع أن يكون حزب الحركة القومية هو أكثر الداعمين لهذا التحرك لكنه سيحاول الحصول على تنازلات. ويرى محللون أن الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي ليسا مهتمين بدعم هذا التحرك. 4 ـــ الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة إذا لم يتم تشكيل ائتلاف فعال أو فشلت حكومة أقلية في الفوز باقتراع على الثقة خلال 45 يوماً يمنح الدستور الرئيس سلطة الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. وسيتعين إجراء هذه الانتخابات بعد الدعوة لها بتسعين يوماً. اختراق كردي وأبرزت نتيجة الانتخابات الاختراق الذي حقّقه حزب الشعوب الديمقراطي الذي سعى خلال الحملة إلى البروز بمظهر حزب تركي فعلي وتوجه إلى ناخبين خارج قاعدته الكردية. وتشكّل النتيجة انتصاراً لزعيم الحزب صلاح الدين دميرتاش الملقّب بـ أوباما تركيا. وقال دميرتاش نحن الشعب الذي يعاني من القمع في تركيا ويريد العدالة والسلام والحرية حقّقناً انتصاراً كبيراً، متعهداً بتشكيل معارضة قوية وصادقة. وعلق حسن جمال المؤيد للمعارضة هناك خاسر واحد في الانتخابات هو أردوغان والفائز هو حزب الشعوب الديمقراطي.

مشاركة :