أدى الرئيس الأفغاني أشرف غني، الاثنين، اليمين رئيساً لولاية ثانية، بالتزامن مع إجراء خصمه عبدالله عبدالله مراسم تنصيب منفصلة، ما يمكن أن يفاقم الأزمة في البلاد قبل محادثات سلام مع حركة طالبان.وقال غني «أقسم بالله أن أطيع وأحمي دين الإسلام المقدس، وأن أحترم وأشرف على تطبيق الدستور»، خلال مراسم أداء اليمين.وأظهرت لقطات تلفزيونية غني وهو يؤدي اليمين في القصر الرئاسي، في كابول، في مراسم حضرها عدد من الدبلوماسيين الأجانب، من بينهم المبعوث الأمريكي الخاص، زلماي خليل زاد.وأقام عبدالله عبدالله، المرشح الرئاسي، وخصم غني الذي ينازعه على نتيجة الانتخابات، مراسمه الخاصة في الوقت نفسه، بما يشير إلى أن محادثات بين الجانبين، توسط فيها خليل زاد للتوصل لتسوية للأزمة، باءت بالفشل.وأثار الخلاف بين غني وعبدالله مخاوف حيال الديمقراطية الهشة في أفغانستان، في وقت تستعد الولايات المتحدة للانسحاب من البلاد عقب اتفاق مع حركة طالبان المتمردة، أبرم الشهر الماضي، وتعهّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فيه بإنهاء أطول حروب واشنطن.وجرت انتخابات في سبتمبر/ أيلول، لكن لم يتم الإعلان عن فوز أشرف غني بولاية ثانية إلا الشهر الماضي، بعدما تأجّل إعلان النتيجة مراراً، وسط اتهامات بتزوير الانتخابات. وأثار الإعلان رداً غاضباً من رئيس السلطة التنفيذية عبدالله عبدالله الذي تعهّد بتشكيل حكومته الموازية.وذكرت تقارير أن الطرفين أجريا محادثات تواصلت حتى وقت متأخر، الأحد، في إطار محاولتهما للتوصل إلى اتفاق.لكن بحلول صباح الاثنين، لم تصدر الكثير من المؤشرات إلى أنه تم التوصل إلى حل، بينما أعلن المتحدث باسم غني أنه سيتم تأجيل حفل تنصيبه ساعات عدة.وأجّل عبدالله الحفل كذلك حتى بعد الظهر، في حين شدد أحد أعضاء حملته لأنصاره أنه إذا مضى غني قدماً «في حفل تنصيبه، فسنمضي قدماً بكل تأكيد في حفلنا».وحذّرت واشنطن في وقت سابق من أن هذه السجالات تشكّل تهديداً للاتفاق بشأن سحب القوات الأمريكية، الذي ينص على وجوب عقد «طالبان» محادثات مع كابول.ومن شأن الانقسامات التي تزداد حدّتها بين السياسيين الأفغان أن تقوّي شوكة المتمردين في المفاوضات المنصوص عليها.
مشاركة :