وزير الصحة الإيراني: التعمد في تسمم السعوديين «وارد»... والسم «محظور»

  • 6/9/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

< فيما ينتظر ظهور النتائج النهائية لتحاليل العينات المستخلصة من ضحايا التسمم السعوديين، لم يستبعد وزير الصحة والعلاج والتعلیم الطبی الإيراني حسن هاشمی، أن تكون الحادثة متعمدة. وقال في تصريح صحافي أمس: «إن أية حالة تسمم قد تعتبر متعمدة من الناحیة الطبیة، إلا إذا ثبت عكس ذلك»، مبيناً أن احتمال التعمد فی تسمم الزوار «قائم». وتسببت الحادثة التي وقعت أول من أمس في أحد فنادق مدينة مشهد الإيرانية (شمال شرق)، في وفاة أربعة أطفال سعوديين، وإصابة 32 آخرين. وأضاف الوزير الإيراني: «إن التحالیل أثبتت وجود السم فی عینات الدم التی أخذت من المصابین»، لافتاً إلى أن الجهات المعنیة التی تابعت الموضوع من بدایته «لا بد أن تعلن للرأی العام النتائج التی توصلت إلیها، ولا تفسح بذلك أی مجال لإثارة أية إشاعات»، مبيناً أن «التحالیل جرت فی أسرع وقت ممكن. فيما لا يزال المصابون خاضعين للعلاج». واعتقلت السلطات الأمنية والقضائية الإيرانية خمسة من العاملين في فندق «التوحيد»، الذي كان يسكنه الضحايا السعوديون. وقال المتحدث باسم السلطة القضائیة محسنی اجئی، في تصريح صحافي: «تحدثت الیوم (أمس) مع المدعي العام فی مدینة مشهد، ولم یتم التأكد من کون الحادثة متعمدة وجنائیة»، مستدركاً بالقول: «إن هذا الرأی لیس قطعیاً». وأضاف: «فور وقوع الحادثة، تم تشكیل ملف، وتابع المحقق الخاص بجرائم القتل الملف، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة». وأضاف اجئی: «إن التحقیق مع المعنیین ومسؤولي الفندق بدأ فور وقوع الحادثة». وأشار إلی أخذ عینات من المتوفین والماء والهواء والطعام فی الفندق. وقال: «ما تم التأكد منه هو حصول تسمم، لكن ما نوع السم؟ هذا ما یجری التحقیق بشأنه فی المختبر، ووعدونا بإعلان النتیجة عصر الیوم (أمس)». وأعرب عن أسفه للحادثة. وقال: «أعبر عن أسفی وأسف السلطة القضائیة لهذه الحادثة، وآمل بالشفاء العاجل للمصابین والصبر والسلوان لذوی الضحایا». بدوره، قال رئیس مستشفی الإمام الرضا فی مدینة مشهد الدكتور عبدالله بهرامي: «إن الزوار السعودیین الذین أصیبوا بالتسمم یخضعون حالياً للعلاج فی العنایة المركزة، تحت إشراف أطباء متخصصین، وكوادر طبیة متمرسة». وأضاف: «إن 32 من رعایا السعودیة ظهرت علیهم أعراض التسمم، وهم یرقدون حالیاً فی قسم العنایة الخاصة فی المستشفی». وأكد بهرامي أن «الأجهزة الطبیة اللازمة متوافرة لعلاج المرضى، ویتم تقدیم الرعایة الطبیة لهم بصورة خاصة»، لافتاً إلى أن الحال الصحیة للزوار السعودیین الراقدین فی المستشفی «مستقرة حالیاً». بدوره، أكد رئیس مؤسسة الغذاء والأدویة الإیرانیة رسول دیناروند، أن «السعودیین تسمموا بمادة سمیة غیر مرخصة، استخدمت فی رش المبیدات الحشریة فی الفندق». وأضاف في لقاء مع الصحافیین: «إن دراسة المعلومات الأمنیة والاستخباراتیة الأخرى حول تسمم السعودیین ما زالت جاریة». لكنه قال: «إن النتائج الأولیة تشیر إلی استخدام مادة سمیة غیر مرخصة أثناء رش المبیدات الحشریة، ما یعد مخالفة». وأکد دیناروند أن «الاختبارات تشیر إلی استخدام مواد سمیة غیر مرخصة والتی لا ینبغی استخدامها فی مثل هذه الأماكن». وقال: «إن البخار المتصاعد من هذا السم المكثف یقتل الحشرات، ووزارة الصحة ومؤسسة الغذاء والأدویة أعلنت أن هذا السم غیر مرخص، ولا ینبغی استخدامه». وأشار إلی وقوع حالات وفیات وتسمم بهذا السم سابقاً. کما استخدم فی عملیات الانتحار أو الوفیات الناجمة عن حوادث. باحث ميكروبات: استخدام «الفوسفين» جريمة خطرة < فيما تشير كل الترجيحات إلى أن السم المستخدم من قبل إدارة الفندق الإيراني، والذي أثر على الضحايا السعوديين، هو «الفوسفين»، اعتبر باحث في علوم الميكروبات الإكلينيكية أن استخدام المبيد الحشري «الفوسفين»، «جريمة» منوهاً إلى تعدد أسماء هذا السم، ففيما يُسَمِيه بعضهم «القاتل الصامت»، يُسمِّيه آخرون «الغاز المميت»، موضحاً أن «التسميات تجتمع في عنوان واحد، وهو فقدان الحياة بعد التعرض له. بل يذهب بعضُهم بالقول: بأنَّه أخطر ما يمكن أن يتعرض له الإنسان». وقال الاستشاري محمد المحروس: «إن غاز «الفوسفين»، عديم اللون قابل للاشتعال، متى ما توافرت له الظروف. وفي حال كان نقياً لم تُخالطه أية إضافات، يكون عديم الرائحة»، موضحاً أن «هنا تكمن الخطورة. وهو بخلاف العينات المُعَدَّلة منه بفعل الإضافة الكيماوية، والتي تكون ذات رائحة كريهة جداً، وأقرب لرائحة الثوم أو السمك المُتَعَفِّن، وترجع هذه الرائحة إلى اختلاط «الفوسفين»، مع ثنائيه، أي «الفوسفايد». وأكد خطورة «الفوسفين» كغاز قاتل، بقوله: «إنَّ كل ثلاثة مليغرام، أي ما يعادل قرص واحد من «فوسفايد الألومنيوم»، قادر على قتل طفل واحد». ودون عبر مدونته في «فيسبوك»: «لا يوجد ترياق واق لـ «الفوسفين»، ما يجعله أكثر خطورة من بقية المبيدات الحشرية»، منوهاً إلى خطورته في أنه «يفترس ضحاياه بصمت وهدوء. وعليه فإنَّه حينها لا يُعْطيه مضاد ولا يُشْفِيه دواء»، مبيناً أن «بعض الأعراض المُلاحظة عند تعرض البشر لمادة «الفوسفين»، في حال تم التَنَبّه للأمر في الوقت المناسب ومن الشخص المختص القادر على التشخيص والتعامل مع الحالة بشكل دقيق وواضح»، معدداً الأعراض المُشابهة لأعراض التسمم الغذائي، وهي: ضيق التنفس والإعياء والغثيان وبرودة الأطراف والوهن العام الذي يصيب الجسم. الصيود يتهم الفندق باللامبالاة.. وفتيل: وضع المصابين «مستقر» < استنكر علي الصيود (سعودي، موجود في مشهد حالياً)، ما وصفه بـ«تهور إدارة فندق «التوحيد» والعاملين فيه كافة»، مشدداً على أن تصرفهم يدل على «عدم المبالاة بأرواح الناس». وكشف أنه «بعد الاتصال والاستفسار اتضح أن إدارة الفندق سمحت لبعض العمال برش مواد كيماوية خاصة بقتل الحشرات، في الدور الخامس من الفندق»، مشيراً إلى قوة المادة «لدرجة تسربها إلى الأدوار الرابع والثالث والثاني، وتأثر الرابع بشكل أكبر». وقال الصيود: «إن فندق التوحيد، أو الموت كما أصبح يطلق عليه، يضم ثلاث حملات من القطيف»، مشيراً إلى أن أعضاء إحدى الحملات «أصابهم الضرر بنسبة كبيرة، كونهم في الدور الرابع. وهناك إصابات من بقية الحملات ما زالت في المستشفى تتلقى العلاج». وأفاد بأن «الشرطة في مشهد، ووزارة الصحة باشرتا العمل لتحديد الأسباب الحقيقية. وتم حبس إدارة الفندق والمسؤولين فيه على ذمة التحقيق، كما تم إخلاء الفندق من السعوديين. ونقلهم إلى فنادق أخرى». فيما أكد زكي آل فتيل (موجود في مشهد)، أن أوضاع المصابين «مستقرة»، مبيناً أنه يسكن في فندق يبعد عن فندق التوحيد، ولكنه كبقية السعوديين حرص على الحضور للمستشفى، وتفقد أحوال المصابين. وأوضح فيصل القطان أن «بعض آباء الأطفال المتوفين يسعون لأخذ التصريح بدفنهم في مشهد». إلى ذلك، تتابع القنصلية السعودية العامة أوضاع المصابين ومسار التحقيقات القضائية في الحادثة. وأشاد الأهالي وذوو المصابين بما قام به العاملون في القنصلية من جهود في هذه الحادثة، وبخاصة القنصل السعودي عبدالله الحمراني، لافتين إلى أنهم على تواصل دائم معه على مدار الساعة، لمتابعة مستجدات القضية.

مشاركة :