اتصل معي صديق صباح أمس قادماً من إحدى الدول المشمولة بالحجر المنزلي للقادمين عن طريق مطار الكويت الدولي حسب قرار وزارة الصحة العامة وهو نازل من الطائرة كما يقول حاطط إيده على قلبه خايف أن يجلس في منزله لمدة أربعة عشر يوماً لا يخرج ولا حتى يرى الشارع من دريشة منزله .ويضيف الصديق إنني بعد نزولي من الطائرة تلفت يميناً وشمالاً ولم أر من يطلب مني بالقول أنت قادم من دولة موبوءة وعليك أن توقع في أوراق معدة تتعهد فيها أن تجلس في منزلك لمدة 14 يوماً ولا تخرج وتتبع تعليمات وزارة الصحة .وإنما رأيت كاميرات صحية ترصد القادمين من الخارج في المطار وأمام الكاميرات اختصاصيون يراقبون القادمين في صالات الوصول وتخطينا نحن الركاب مكان الكاميرات وذهبنا جميعاً وعددنا يتعدى المئات من المسافرين لنقف أمام الانتظار لاستلام حقائبنا لنذهب إلى بيوتنا آمنين بدون أي مساءلة في المطار ونرى الموظفين في المطار بدون استثناء يستقبلون المسافرين بالترحيب والابتسامة وكلمة الحمد لله على سلامة الوصول ولا كمامات على وجوههم إلا الذين يجرون العربانة التي فيها الحقائب لأنهم مجبرين من الشركة التي يعملون بها بوضع كمام على وجوههم وليس باختيارهم .ويضيف الصديق بالقول إنه كان باستقبالي في المطار عائلتي استقبلوني بالأحضان والتقبيل رغم أنني قادم من دولة موبوءة حذرتنا منها وزارة الصحة العامة وبعد أن وصلت المنزل وارتحت قليلاً ركبت سيارتي لأذهب إلى بريد الصفاة حيث يوجد صندوق بريدي لاستلام الرسائل التي تصلني لأنني متوقع أن تكون كثيرة وأخذت معي شنطة صغيرة لأضع فيها رسائلي لأنني كنت غائباً عن الكويت في الخارج للعلاج لمدة 3 شهور وأنا الآن بصحة جيدة متأملاً أن أجد رسائلي المتكدسة في صندوق بريدي وبعد أن فتحت صندوق بريدي بعد جهد جهيد وجدته مصدي من الغبار في الداخل ولم أجد أية رسالة ورجعت إلى منزلي والحديث للصديق ليضيف وجدت في بلدي الكويت الحجر على صندوق بريدي ولم أجد الحجر في منزلي . وبعد أن طالت المحادثة بيني وبينه حيث أنه كان متعباً من السفر قال لي اسمح لي أن أنهي الحديث معك وأعيش مع الحجر على صندوق بريدي مع أنني لم أحجر في منزلي حسب قرارات وزارة الصحة العامة .قبل الختام :نعود لنتحدث عن الحجر المنزلي والعاقل يكاد أن يفقد عقله وهو يقرأ ويسمع عن التحذيرات غير المدروسة التي تصدر من وزارة الصحة واشلون القادم من البلدان الموبوءة يبقى في المنزل لمدة أربعة عشر يوماً وهو بصحة جيدة ووصوله من المطار بخير وعافية ولم توجد كاميرات مثل وزارة الصحة في مطار البلد المسافر منها الصديق كما يقول .وبعدين بالنسبة للعمالة المختلفة الذين ينامون أكثر من عشرة أشخاص في غرفة واحدة أو في منزل واحد واشلون يأكلون ويشربون واشلون يخرجون إلى خارج المنزل ليمارسوا أعمالهم خاصة عمال البناء والجسور وغير ذلك من الأعمال التي يتطلب أن يكونوا في خارج منازلهم ليعملوا وإلا لما جاءوا إلى الكويت وبقوا في بلدانهم .أمور تجري ولا تصدق ونحن نرى التخبط بإصدار القرارات غير المفهومة من وزارة الصحة والتي تعتبر مادة إعلامية تترس الصحف المحلية ويستفيد منها التواصل الاجتماعي وتنقل أخبار صحفنا الصحف العربية والأجنبية والفضائيات وهذا بلاشك يضر الأخبار غير الصحيحة لمجرد الخوف من مرض فيروس الكورونا والذي منتشر في كثير من البلدان أكثر من عندنا ولم نسمع القرارات غير المدروسة بالصياغة على الأقل التي يمكن تطبيقها والضجيج الإعلامي ليس عندهم وإنما عندنا والحياة ماشية عندهم من أحسن ما يكون ولم تعطل الجهات التي كانوا يرونها يجب أن تعطل ولكنهم مكتفين بالمحافظة على شعوبهم والمقيمين في بلدانهم بالهدوء بالتعليمات الصحية وهذا هو المفروض أن يكون عندنا في الكويت .يبقى القول إن القادم إلى الكويت من السفر والذي يطبق عليه الحجر المنزلي حسب قرارات وزارة الصحة التي تطبق على الورق وليس في الواقع للذين قادمين من الدول المذكورة في القرارات المنتشر فيها فيروس الكورونا أكثر من الكويت بعشرات المرات مع أنهم الحياة عادية عندهم ولم يطلبوا من القادمين من الكويت إلى بلدانهم أن يطبق عليهم الحجر المنزلي وليس في مطاراتهم كاميرات صحية ترصد المصابين بفيروس الكورونا .سؤال جوابه صعب لأنه لا يوجد جواب له لأن القرارات تخويفية وتخرع الناس .يبقى القول ما دام أن الشيء بالشيء يُذكر أن الباقيين في الكويت ولم يخرجوا طوال فترة الغزو العراقي الغاشم عام 1990 لمدة شهور الغزو خاصة وهم يعيشون معيشة غير مريحة بالخوف أكثر من معيشة الذين يواجهون فيروس الكورونا ولم يطبقوا على أنفسهم الحجر المنزلي بل كانوا يذهبون إلى المساجد للصلوات الخمس وإلى الجمعيات التعاونية والأسواق ويتجولون بالشوارع بين حواجز المحتلين وإيقافهم ولم تجد من يخرعهم ويخوفهم لأن إيمانهم بالله سبحانه وتعالى هو الحافظ لهم وبالشجاعة التي تحلوا بها متحدين الغازين للكويت فالغزو العراقي الغاشم أخطر من ما يسمى بإعلام فيروس الكورونا .تبقى كلمة لابد من قولها أن فيروس الكورونا كادوا أن يجدوا الحل له وأن يحلوا مشكلة هذا الوباء المنتشر في مختلف دول العالم ولكن عندنا في الكويت لم يستطيعوا أن يحلوا مشكلة البريد المعطل منذ أكثر من عامين وشوفوا الفرق بين الدول المتحضرة التي تسعى لإسعاد البشرية ونحن عندنا لا اهتمام ولا مسؤولية مثل ما يحدث في البريد المعطل . وسلامتكمبدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com
مشاركة :