عاشت الأسواق العالمية، أمس الاثنين، أجواء انهيار اليوم الواحد مجدداً، ما أعاد إلى أذهان المستثمرين ذكرى «الاثنين الأسود» في 1987؛ عندما شهدت أسواق الأسهم حالة من الذعر الجماعي، والانهيارات.وتسببت المخاوف من تأثير انتشار فيروس «كورونا» على الاقتصاد العالمي، واشتعال ما عُرف اصطلاحاً ب «حرب النفط» بين المنتجين، في خسائر حادة لكافة أسواق الأسهم والأصول عالية المخاطرة إضافة إلى أسواق النفط، وأغلب السلع الرئيسية باستثناء الذهب.وفقدت أسعار النفط ما يصل إلى ثلث قيمتها، في التعاملات الآسيوية، في أكبر خسائرها اليومية منذ حرب الخليج عام 1991؛ وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 31% قبل أن تقلص خسائرها وتتداول فوق 37 دولاراً للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أكثر من 33% قبل أن يقلص خسائره مستعيداً مستوياته فوق 30 دولاراً؛ وكان أكبر تراجع يسجله الخام القياسي الأمريكي على الإطلاق في عام 1991 عندما انخفض بمقدار الثلث أيضاً. أسواق الأسهم وسجلت أسواق المال في أنحاء العالم، هبوطاً حاداً؛ حيث هبطت مؤشرات «وول ستريت» الثلاثة بشكل جماعي؛ وفقد «داو جونز» 2000 نقطة بتراجع 6.8%، وانخفض «إس آند بي» 7.1%، وهبط «ناسداك» 6.7%، ما أدى إلى إيقاف التداول 15 دقيقة، وهو وقف تلقائي جرى استحداثه بعد الأزمة المالية العالمية في 2008 و2009، وبعدها قلصت المؤشرات الثلاثة خسائرها للتتراجع في حدود 6%.وخيم القلق على أسواق المال الآسيوية، بتراجع يعد الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية؛ حيث تراجعت أسواق الأسهم بأكثر من 5% في طوكيو و7,3% في سيدني، و3% في بورصة شنغهاي.كما انخفضت الأسهم الأوروبية، ونزل المؤشر ستوكس 6.1%، وهبط المؤشر الإيطالي «فوتشي إم.بي.آي» 11%. الأسواق الخليجية وتراجعت الأسواق المحلية والخليجية كافة في ثاني تداولات الأسبوع، أمس الاثنين، فهيمنت ضغوط البيع على أداء أسهم الإمارات متأثرة بنظيراتها الخليجية والعالمية، وبفعل عمليات التسييل المتواصلة في مختلف القطاعات، ووصلت عمليات بيع الهامش، إلى مستويات حد البيع الاضطراري في كثير من الأسهم المدرجة، ما دفع شركات الوساطة والبنوك إلى عمليات تسييل، فهبط مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 8.06% إلى 4039.59 نقطة فيما انخفض مؤشر سوق دبي 8.29% إلى 2078.92 نقطة.من جانبه هبط مؤشر السوق السعودي 7.75%، فيما سجلت السوق الكويتية تراجعاً حاداً نسبته 10.29% وتراجع مؤشر السوق البحرينية 5.82% وأخيراً تراجعت السوق العُمانية 5.57%. الذهب والعملات العالمية واستفادت عملات الملاذ الآمن بمكاسب، بينما كانت الخسائر حادة في الدول ذات الصلة بالنفط، فتراجع الروبل الروسي 9% أمام العملة الأمريكية، فيما شهد الذهب حالة من التقلبات القوية وسط انهيار معنويات المستثمرين؛ حيث ارتفع بأكثر من 25 دولاراً ليتجاوز سعر المعدن 1700 دولار للأوقية لأول مرة منذ عام 2013.
مشاركة :