قالت وكالة الطاقة الدولية، أمس الاثنين، إن الطلب العالمي على النفط يتجه للانكماش في عام 2020 للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، في ظل تعثر النشاط الاقتصادي العالمي بسبب فيروس كورونا. وتأتي المراجعة التي انطوت على خفض مع تراجع أسعار النفط بمقدار الثلث تقريباً في أكبر انخفاض لها خلال يوم واحد منذ حرب الخليج في 1991 بعد أن بدأت السعودية مسعى لزيادة حصتها السوقية بعد انهيار اتفاق للإنتاج مع روسيا. وقالت الوكالة إنها تتوقع أن يبلغ الطلب على النفط 99.9 مليون برميل يومياً في 2020 لتخفض بذلك توقعاتها السنوية بقرابة مليون برميل يومياً، وتشير إلى انكماش قدره 90 ألف برميل يومياً في أول تراجع للطلب منذ عام 2009. وتابعت الوكالة في تقرير توقعاتها متوسطة الأجل، أنه في حال فشل الحكومات في احتواء تفشي فيروس كورونا فإن الاستهلاك قد ينخفض بما يصل إلى 730 ألف برميل يومياً. ولوحت السعودية، أكبر منتج في «أوبك»، بأنها ستضخ المزيد، ما قاد أسعار النفط للنزول إلى مستويات ستضغط على موازنتها العامة شأنها شأن غيرها من منتجي النفط، كما تفرض ضغطاً شديداً على منتجي النفط الصخري الأمريكي الأكثر تكلفة. وقالت الوكالة إنه بعد الصدمة التي مُني الطلب في 2020، من المتوقع تعافي استهلاك النفط بقوة وارتفاعه بواقع 2.1 مليون برميل يومياً في عام 2021. وقالت إنه من المقرر بعد ذلك أن يتباطأ النمو ويرتفع بواقع 800 ألف برميل يومياً فقط، بحلول عام 2025 بسبب نمو أبطأ في الطلب على وقود النقل في ظل تطبيق الحكومات لسياسات تحسن من كفاءة محركات السيارات، وتخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وعلى الرغم من أن الطلب على النفط سيغير اتجاهه كثيراً، فإن الوكالة أبقت على توقعاتها لإمدادات النفط العالمية كما هي إلى حد بعيد، حيث من المقرر أن تنمو الطاقة الإنتاجية بواقع 5.9 مليون برميل يومياً بحلول عام 2025 لتتجاوز بذلك الطلب قليلاً. ويعني التوسع في إنتاج العراق والإمارات، بما يعوض انخفاض الإنتاج في ليبيا وفنزويلا، أن إنتاج دول منظمة أوبك سيرتفع بواقع 1.2 مليون برميل يومياً بحلول عام 2025. (رويترز)
مشاركة :