أكدت اليونان رفضها لعمليات الابتزاز التي تمارسها تركيا بسبب أزمة اللاجئين، داعيةً أنقرة لاستعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين تم القبض عليهم داخل الأراضي اليونانية، فيما أعلنت الحكومة الألمانية أن تحالفاً من دول الاتحاد الأوروبي يعتزم استقبال ما يصل إلى 1500 مهاجر قاصر تقطعت بهم السبل حالياً في الجزر اليونانية. وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمس، إن بلاده والاتحاد الأوروبي لن يقبلا التعرض للابتزاز بواسطة تركيا بسبب أزمة اللاجئين. وخلال قمة اقتصادية ألمانية يونانية في برلين، قال ميتسوتاكيس، إنها «لحظة حرجة بالنسبة لليونان وأوروبا»، وطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإسهام في خفض التصعيد. وأشار إلى أن تركيا تحاول تحويل عشرات الآلاف من المهاجرين إلى دخلاء غير شرعيين، مؤكداً ضرورة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ميتسوتاكيس دعوته تركيا لاستعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين تم القبض عليهم داخل الأراضي اليونانية. ورحب ميتسوتاكيس بخطط الحكومة الألمانية لدعم اليونان، فضلاً عن الاستقبال، بالاشتراك مع دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، ما بين ألف و1500 طفل يعيشون داخل مخيمات في جزر بحر إيجه اليونانية. إلى ذلك، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن على تركيا نقل المهاجرين واللاجئين بعيداً عن الحدود اليونانية. وأضافت في مؤتمر صحفي أمس، «التوصل إلى حل لهذا الموقف يتطلب تخفيف الضغط الموجود على الحدود». وأشارت فون دير لاين إلى أن هناك حاجة فورية أيضاً لضمان حق اللجوء ودعم تركيا واليونان ونقل الأشخاص، خاصة القصر، العالقين على الجزر اليونانية لأوروبا. في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الألمانية أن تحالفا من دول الاتحاد الأوروبي يعتزم استقبال ما يصل إلى 1500 مهاجر قاصر تقطعت بهم السبل حالياً في الجزر اليونانية. ودعت الحكومة الألمانية أمس، دولاً أوروبية للانضمام إلى ما أسمته «تحالف الراغبين في انتشال الأطفال والقصر من مخيمات اللجوء على الجزر اليونانية والحدود الأوروبية التركية». جاء ذلك، في ورقة قدمتها حكومة برلين للصحفيين عقب اجتماع للائتلاف الحاكم المكون من المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين مساء أمس الأول، على خلفية الأوضاع الكارثية لمئات آلاف اللاجئين على الحدود اليونانية - التركية وعلى الجزر اليونانية القريبة من الأراضي التركية. ووفق القرار الذي أعلنته الحكومة الألمانية، فإن طرفيها اتفقا على البدء بإجراءات جلب الأطفال والقصر من مخيمات اللجوء؛ وذلك في إطار ما أطلقا عليه «تحالف الراغبين»، وهو مصطلح أطلقته الحكومة الألمانية في دعوة منها إلى الدول الراغبة في المساهمة بحل هذه المشكلة. وأضافت الحكومة أنها تجري مشاورات مع حكومات أوروبية أخرى لتوسيع نطاق هذا التحالف، معربةً عن استعدادها في هذا الإطار إلى تحمل جزء كبير من المسؤولية عن مصير هؤلاء الأطفال والقصر. وبحسب رئيسة حزب المستشارة الألمانية المسيحي الديمقراطي انغريب كرامب كارنباور، فإن دولا أوروبية أخرى مستعدة للمشاركة في هذا التحالف. وقالت كارنباور في تصريحات إعلامية، إن «هناك بلداناً أخرى ألمحت أيضاً للمشاركة في هذا التحالف من بينها فرنسا»، مضيفة «أنا متفائلة بأن هذا التحالف لن يتكون فقط من دولتين» في إشارة منها إلى بلادها وحليفها الأول في الاتحاد الأوروبي فرنسا. وجاء في الورقة «هذا الاتفاق يرمي إلى مساعدة اليونان، نظراً للوضع الإنساني الصعب على إيواء من 1000 إلى 1500 طفل في مخيمات اللجوء». وكانت الرئاسة التركية أعلنت قبل أسبوعين فتح حدودها مع اليونان أمام مئات آلاف اللاجئين، الأمر الذي تسبب في حدوث توتر على الحدود اليونانية - التركية ومواجهات بين اللاجئين والشرطة اليونانية التي لم تسمح للاجئين بالعبور. لوبان تدعو الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا دعت مارين لوبان، رئيسة الحزب اليميني الأكبر في فرنسا، الاتحاد الأوروبي إلى تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفرض عقوبات على بلاده. وقالت لوبان خلال تصريحاتها التي بثتها إذاعة «RTL»، إنه يتعين على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يقوم بحماية صارمة للحدود ومواجهة فعل الحرب الصادر عن أنقرة، التي سمحت بتدفق المهاجرين على الحدود اليونانية.
مشاركة :