سجلت أسواق المال في أنحاء العالم أمس هبوطاً كبيراً يعد من الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، مع تنامي المخاوف من احتمال أن يضر اتساع نطاق تفشي فيروس كورونا المستجد بالاقتصاد العالمي، وتراجع أسعار النفط بأكثر من الثلث. وهوى مؤشر ام.اس.سي.آي لأسهم جميع دول العالم أكثر من خمسة بالمئة أمس وأصبح يتجه صوب أكبر انخفاض يومي له منذ أوج الأزمة المالية العالمية في ديسمبر 2008 وسط عمليات بيع واسعة النطاق بفعل انحدار أسعار النفط. ومحا ذلك نحو 2.5 تريليون دولار من قيمة الأسهم العالمية. وخيم القلق على المستثمرين في أسواق المال الآسيوية والأوروبية والأميركية وافتتحت تعاملات هذا الأسبوع بتراجع حاد. وتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا 110 آلاف حول العالم بينما تخطى عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس 3800 مع انتشار المرض في عدد أكبر من الدول وتسببه في خسائر اقتصادية أوسع. وتعرقلت حياة الكثيرين مع إغلاق مدارس وتهافت كبير على سلع أساسية وفرض قيود على التنقل والسفر. تدابير وقائية وقال خبراء في مصرف إي.إن.زد إن مخاوف السوق لم يساعدها القلق إزاء بطء الولايات المتحدة في الرد على الأزمة، إضافة إلى بطء تطبيق تدابير وقائية وانعدام الشفافية حول إجراءات الاحتواء، وضعف التواصل على ما يبدو مع الرأي العام بشأن موضوع الصحة. وحذر تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والاستثمار والتنمية من أن انتشار الفيروس يمكن أن يضر باستثمارات خارجية مباشرة في أنحاء العالم بما يصل إلى 15% فيما تحاول الشركات الأجنبية تجاوز الأزمة. والعديد من البنوك المركزية تدخلت بالفعل لدعم الاقتصادات المتهاوية وهناك دعوات متزايدة للحكومات للتدخل بحوافز مالية كبيرة. وسجلت الصين قرابة 75% من الإصابات على مستوى العالم. أقل مستوى لنيكي وتفصيلاً، هوى المؤشر نيكي الياباني لأقل مستوى في 14 شهراً، إذ فقد 5.1% ليصل إلى 19473.07 نقطة وهو أقل مستوى إغلاق منذ الرابع من يناير 2019 ويمثل أكبر هبوط يومي منذ 24 يونيو 2016. وقال متعاملون: «انتقلت الأسواق إلى مرحلة جديدة» في إشارة للتطورات الأخيرة التي من بينها إعلان أكثر من ولاية أميركية حالة الطوارئ مع انتشار الفيروس فضلاً عن تهاوي سعر النفط. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 5.6 % إلى 1388.97 نقطة وهو أقل مستوى إغلاق منذ 11 نوفمبر 2016. وتراجعت جميع القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو البالغ عددها 33 وسجلت أسهم شركات التعدين والمصارف والسمسرة أسوأ أداء. وهبطت أسهم شركات تكرير النفط وتجارته مع الانخفاض الكبير في أسعار النفط فيما تخطط السعودية لزيادة الإنتاج بشكل كبير في أعقاب انهيار اتفاق تخفيضات الإنتاج بين أوبك وروسيا. ونزلت أسهم شركتي التكرير الكبيرتين جيه.إكس.تي.جي هولدينجز 8.2 بالمئة وإدميتسو كوسان 6.6 %، كما هبط سهم ميتسوي آند كو 6.9 % وإيتوشو كورب 5.6 %. ستوكس 600 وفي أوروبا، انخفضت الأسهم الأوروبية بوجه عام، لتدفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي القياسي إلى سوق هابطة مع تفاقم المخاوف بشأن ركود عالمي بفعل عزل في شمال إيطاليا بسبب تفشي فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط 30%. ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 6.1 % بحلول الساعة 08.07 بتوقيت جرينتش، ليدخل إلى سوق تتسم بالهبوط والتي عادة ما يتم تعريفها بأنها انخفاض 20 % من أعلى مستوى على الإطلاق. وتراجع المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني الزاخر بشركات السلع الأولية في لندن ثمانية بالمئة مع تراجع أسهم بي.بي ورويال داتش شل بما يزيد على 20 %. وتصدر سهم تولو أويل قائمة الأسهم المنخفضة على المؤشر ستوكس 600 مع تراجعه 57 %. ونزل مؤشر قطاع النفط والغاز الأوروبي 7.3% مع هبوط حر لأسعار النفط. أميركا اللاتينية وفي أميركا اللاتينية، علق التداول 30 دقيقة في بورصة ساو باولو بعد تدهور مؤشر «إيبوفيسبا» بنسبة 10% أيضاً على خلفية آثار كورونا المستجد على الاقتصاد والهلع من انخفاض أسعار النفط. ويأتي ذلك بعد قرار السعودية خفض أسعار النفط بشكل كبير في أعقاب إخفاقها في التوصل لاتفاق مع روسيا الأسبوع الماضي حول الإنتاج. وأشار آرت هوجان من مؤسسة «ناشيونال» للاستشارات المالية إلى أن «انخفاض أسعار النفط أمر سيئ للدول المنتجة للبترول وللأعمال في قطاع الطاقة». ومن جانبها، سجلت شركة «بتروبراس» العامة البرازيلية للبترول خسارة بنسبة 24% قبل تعليق التداولات في بورصة ساو باولو. وأضاف هوجان: «لكن المقلق أكثر، هو أن الانخفاض يوفر صورة قاتمة للمستثمرين بالنسبة إلى النمو الاقتصادي العالمي». الشرق الأوسط وفي منطقة الشرق الأوسط، انخفضت الأسواق المالية أمس، لتواصل الخسائر بعد هبوطها الحاد في الجلسة السابقة وسط انخفاض أسعار النفط. وهوى مؤشر السوق الأول بالكويت عشرة بالمئة ما أدى إلى تعليق التداولات لبقية الجلسة. ونزل المؤشر المصري عشرة بالمئة وفقد سهم البنك التجاري الدولي 6.7%. تعليق التداول في «وول ستريت» و«داو» يفقد ألفي نقطة تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسة وخسر المؤشر داو جونز الصناعي ألفي نقطة، مع تفاقم المخاوف من ركود عالمي. وتقرر تعليق التداول بالبورصة الأميركية فور بدء المعاملات، إذ نزل المؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي سبعة بالمئة إلى أدنى مستوى منذ يونيو 2019، مما أدى لوقف تلقائي لمدة 15 دقيقة جرى استحداثه بعد الأزمة المالية العالمية في 2008 و2009. ولحظة التعليق، كان مؤشر «داو جونز» قد سجل انخفاضاً بنسبة %7.29، ومؤشر «ناسداك» بنسبة %6.68. وبحلول الساعة 14.40 بتوقيت جرينتش، كان داو جونز متراجعاً 1424.47 نقطة بما يعادل %5.51 إلى 24440.31 نقطة، بينما فقد ستاندرد آند بورز 160.27 نقطة أو %5.39 ليسجل 2812.10 نقطة، وهبط المؤشر ناسداك المجمع 446.08 نقطة أو %5.20 إلى 8129.54 نقطة. ومع بدء التداولات الساعة 13.49 بتوقيت جرينتش، سجل «داو جونز» خسارة بنسبة 7.29% انخفاضاً إلى 23979.79 نقطة، أما «ناسداك» فخسر %7.10 ليبلغ 7966.94 نقطة، وفقد مؤشر «إس أند بي 500» %5.55 من قيمته ليبلغ 2807.43 نقطة. وسارع المستثمرون المذعورون للسندات بحثاً عن الأمان، ونزل عائد السندات الأميركية لأجل 30 عاماً عن واحد بالمئة ولأجل عشر سنوات عن %0.5، ليبدد ما كان مصدر الجذب الرئيس للدولار في وقت ما. وبالإضافة إلى تأثير المخاوف المرتبطة بفيروس كورونا المستجد على بورصة نيويورك، تضررت أيضاً من انهيار أسعار النفط بأكثر من %20. وتواصل حصيلة الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد الارتفاع في الولايات المتحدة التي سجلت 21 حالة وفاة و500 إصابة حتى الآن. وفي مواجهة الهلع الذي يسود الأسواق، أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي)، أنه سيرفع المبالغ التي يضخها يومياً في السوق النقدية، لتبلغ 150 مليار دولار على الأقل يومياً. ومن جهته، دعا كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي إلى «استجابة دولية منسقة» للتخفيف من أثر وباء كورونا المستجد على الاقتصاد. وفي مؤشر آخر إلى حذر المستثمرين الشديد، انخفضت أسعار الفائدة لعشر سنوات على سندات الخزانة الأميركية. وبلغت %0.4502 بعدما سجلت أدنى مستوى لها بنسبة %0.3137 ليل أمس الأول.
مشاركة :