وجّه الجيش اليمني، أمس، ضربة قاصمة لميليشيات الحوثي الانقلابية، واستعاد بغطاء جوي من التحالف العربي، قاعدة عسكرية ومناطق استراتيجية في الجوف (شمال شرق). وقالت مصادر ميدانية لـ «الاتحاد» إن قوات الجيش تمكنت من السيطرة الكاملة على منطقة اليُتمة في مديرية خب والشعف، شمال شرق المحافظة، وطردت الميليشيات منها بعد تطويقها وتكبيدها خسائر بشرية ومادية كبيرة، إضافة إلى أسر عشرات العناصر. وشنت مقاتلات التحالف، 12 غارة على مواقع وآليات عسكرية للحوثيين في منطقة اليتمة ومحيطها، و6 غارات على تحركات وتعزيزات للميليشيات في مناطق متفرقة بمديرية خب والشعف التي تحتل معظم مساحة الجوف، وترتبط بحدود برية مع المملكة العربية السعودية. وحصدت الضربات الجوية عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، ودمرت معدات وآليات عسكرية. وأكد العميد خالد خرصان، قائد اللواء السابع حرس حدود، التابع للجيش اليمني، استعادة معسكر الخنجر الاستراتيجي، المتمركز شرقي اليتمة. وكتب مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة الجوف، يحيى قمع، في تغريدة على «تويتر»: «الجيش يتمكن من تطهير معسكر الخنجر، وموقع عرق أبو داعر، وفتح الطريق البرية التي تربط اليتمة بمحافظة مأرب». وشن الجيش اليمني، مساء، هجومين على ميليشيات الحوثي، الأول استهدف منطقة السليلة غرب اليتمة، والثاني منطقة المهاشمة الجنوبية. وتجددت المعارك العنيفة ليلاً بين قوات الجيش والميليشيات الحوثية على تخوم جبال السليلة ومنطقة المهاشمة اللتين سيطر الحوثيون عليهما أواخر الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر عسكري في الجوف أن قوات الجيش بدأت عملية تمشيط واسعة في منطقة المهاشمة ومواقع قريبة من الوجف والسليلة لملاحقة فلول الميليشيات الهاربة، مشيراً إلى أن قوات الجيش أسرت العشرات من الحوثيين خلال سيطرتها على اليتمة ومحيطها. وسُجلت، اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش اليمني وميليشيات الحوثي التي سيطرت، مطلع مارس الجاري، على مدينة الحزم مركز المحافظة (جنوب)، بينما تراجعت قوات الجيش كيلومترات إلى قرب حدود مأرب التي تشهد أيضاً مواجهات في مديريتي مجزر الشمالية وصرواح الغربية. وشنت مقاتلات التحالف، 6 غارات على تحركات للميليشيات في مديرية مجزر، و3 غارات على مواقع للميليشيات في جبل هيلان بمديرية صرواح. كما دمرت المقاتلات هدفاً تابعاً للميليشيات في مديرية خولان الطيال التابعة لصنعاء، واستهدفت تعزيزات في جبل صلب شرق مديرية نهم المحاذية لمأرب. إلى ذلك، واصلت ميليشيات الحوثي، أمس، تصعيدها العسكري وانتهاكاتها اليومية لقرار وقف إطلاق النار في الحديدة. وذكرت مصادر ميدانية لـ «الاتحاد» أن الميليشيات قصفت بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية أحياء سكنية في مديريتي الدريهمي وحيس، ما أدى لإثارة الهلع والخوف في أوساط الأهالي لا سيما النساء والأطفال. واقتحمت الميليشيات منزل أحد المواطنين بمنطقة الحسينية في مديرية بيت الفقيه واعتدت بالضرب على بعض أفراد أسرته وبينهم نساء، قبل أن يقوموا باختطاف أحد الأفراد وسط تهديدات بتفجير المنزل. من جهة ثانية، أكد المتحدث الرسمي لجبهات الضالع، فؤاد جباري أن القوات العسكرية والمقاومة على أتم الاستعداد لأي مواجهات مع ميليشيات الحوثي التي باتت تستقدم بشكل شبه يومي تعزيز مواقعها المنهارة في ضواحي الضالع. وأشار في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى أن مواجهات متفرقة تشهدها جبهات هجار بابا غلق والفاخر وجنوب مديرية العود وصبيرة الجب وبتار حبيل يحيى شمال شرق مديرية الخشاء، موضحاً أن الميليشيات الانقلابية تواصل استخدام التعزيزات الواصلة إليها بشكل مستمر من أجل تحقيق انتصارات زائفة للزج بمزيد من المغرر بهم صوب جبهات الضالع. موضحاً أن هناك تنسيقاً مع قيادة التحالف العربي التي عملت على دراسة الموقف عسكرياً، وتبنت استراتيجية فعالة رادعة لأي تقدم حوثي صوب مناطق الضالع المحررة. «رصد» يطالب بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان من الحوثيين طالب تحالف «رصد»، مجلس حقوق الإنسان بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي في اليمن، وضرورة التحقق من التقارير الحقوقية التي تصدرها المنظمات العاملة تحت سيطرة الحوثيين. وقال عضو التحالف مجدي الأكوع في كلمة أمام المجلس أن المدافعين عن حقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات يواجهون انتهاكات خطيرة لحقوقهم عبر الضغط على أسرهم وابتزازها. وأضاف أن المدافعين عن حقوق الإنسان باليمن تعرضوا لانتهاكات عديدة من قبل الميليشيات، فعطلت أعمالهم، وأغلقت مكاتبهم ومنعوا من العمل وهم عرضة دائمة للملاحقة والاعتقال والتعذيب، كما قتل الكثير منهم أثناء تأدية أعمالهم في القصف المتعمد للميليشيات، ما دفع غالبيتهم للهجرة أو الصمت. وأكد أنه لم يعد يسمح بالعمل داخل مناطق سيطرة الميليشيات إلا للمنظمات أو من يدعون أنهم نشطاء بينما هم من الموالين للميليشيات ومن يحاولون تجميل وجه انتهاكاتها الإجرامية.
مشاركة :