الخرطوم - القاهرة «الخليج» و«وام»: نجا رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أمس الاثنين، من محاولة اغتيال وصفتها الحكومة السودانية بأنها عملية إرهابية كاملة الأركان، سيتم التعامل معها بحسم، ودانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإجرامي، مؤكدة وقوف الإمارات إلى جانب السودان الشقيق، ودعم مرحلته الانتقالية. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذا الاستهداف الإجرامي، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية. وعبرت الوزارة عن وقوف الإمارات مع السودان الشقيق، ودعم مرحلته الانتقالية، بما يضمن الاستقرار والسلام للسودان، وبما يحقق طموحات وآمال شعبه الشقيق. وكان الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، قد وصف في تغريدة له عبر «تويتر» محاولة اغتيال حمدوك بالصادمة، وتهدف إلى تقويض المرحلة الانتقالية بكل ما تحمله من آمال وتطلعات للمواطن السوداني. وأضاف: نقف متضامنين مع السودان حكومة وشعباً ونرفض العنف كأداة سياسية أياً كان مصدرها. ووجدت المحاولة الفاشلة ردود فعل وإدانات دولية وإقليمية واسعة، فيما انطلقت حملة بيانات واسعة من القوى السياسية المختلفة، منددة بالمحاولة. واستهدفت المحاولة الفاشلة بعبوات ناسفة موكب حمدوك الصباحي في ضاحية كوبر شرقي الخرطوم، نقل على إثرها، وتحت إصراره، إلى مقر مجلس الوزراء؛ حيث عُقد اجتماع طارئ برئاسته؛ لمناقشة تداعيات العملية الإرهابية التي تعرض لها موكبه. حمدوك: ماضون في تحقيق أهداف الثورة وقال حمدوك، الذي لم يصب بأذى «إنه بخير وبصحة تامة، وإن ما حدث» لن يوقف مسيرة التغيير، ولن يكون إلا دفقة إضافية في موج الثورة العاتي. وأكد حمدوك، خلال الاجتماع، أن ما حدث لن يفقد الثورة التركيز على إنجاز مهامها، وأنه لا بد من مواصلة العمل؛ من أجل تحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها الشعب السوداني. وأكد أن هذه الثورة مهرها شباب السودان بدمائهم، وأن أرواحنا ليست بأعز من تلك الدماء. وشدد الاجتماع على ضرورة إجراء تحقيق فيما حدث، ودعا إلى المحافظة على روح وأهداف الثورة، والمضي بثبات في تحقيق أهدافها، وبإدراك كامل لحجم التضحيات. وأعلنت الحكومة أن عملية محاولة اغتيال رئيس الوزراء، تعد عملاً إرهابياً سيتم التعامل معه بحسم. وقال وزير الإعلام فيصل محمد صالح: إن الحسم سيطال كل المحاولات الإرهابية وتفكيك النظام القديم. وأشار صالح إلى أن التحقيقات جارية لتحديد المسؤول عن الهجوم. ونوه صالح إلى عدم إصابة أحد في موكب رئيس الوزراء، سوى أحد عناصر شرطة المرور، الذي كان في مقدمة الموكب. وأعلنت رئاسة قوات الشرطة، أن الأجهزة الأمنية وضعت نفسها في حالة استنفار قصوى ومتابعة دقيقة؛ للوصول إلى كشف المخطط الإرهابي الذي استهدف حمدوك. وأكدت تشكيل غرفة أزمة لهذا الغرض، ووصفت المخطط بأنه يهدف إلى جر البلاد نحو واقع خطر ومعقد. وأعلنت النيابة العامة، عن بدء التحقيقات والبحث الجنائي؛ للقبض على الجناة في محاولة اغتيال حمدوك، وقالت: إن ما حدث استهداف لكل النظام الانتقالي الدستوري القائم بالبلاد، وأنه تم التخطيط له بصورة احترافية سواء من حيث الزمان أو المكان. وأكد النائب العام تاج السر الحبر في بيان، أن ذلك يشكل جريمة ضد الدولة مكتملة الأركان بموجب نص المادتين (50، 51) من القانون الجنائي لسنة 1991، وقانون الإرهاب لسنة 2001، وقانون الأسلحة والذخيرة لسنة 1986. وشدد على أن أجهزة الدولة المختلفة ستواصل التحقيقات والرصد ومواجهة أي عمل إرهابي بالحزم اللازم وفق أحكام القانون، فضلاً عن مواصلتها بشجاعة ومهنية عالية التحقيقات في كل قضايا رموز النظام السابق. وتباينت التصريحات حول نوعية الأسلحة التي استخدمت في الهجوم، بين إطلاق رصاص وقذيفة وسيارة ملغومة، وتفاوتت المصادر في وصف مكان الإطلاق بين بناية عالية وأعلى نفق كوبر المؤدي إلى جسر القوات المسلحة، بينما أكد شهود عيان أن الهجوم انتحاري بسيارة مفخخة. وأصاب دوي الانفجار الهائل المواطنين بالذعر، وتضررت منازل ومحال تجارية بسقوط زجاجها؛ إثر دوي الانفجار القوي. خلية شرق النيل متورطة في الحادث وأشارت معلومات أولية إلى القبض على أحد المشتبه فيهم، قرب موقع الحادث لحظة وقوعه، وأشارت أصابع الاتهام إلى خلية شرق النيل التي تم القبض على بعض أفرادها على مرحلتين خلال الشهر الفائت. ردود فعل وتجمعت حشود في مكان الحادث وهتفوا «حمدوك بس»؛ لدعم وتأييد رئيس الوزراء. وقالت «قوى الحرية والتغيير»: إن الهجوم الإرهابي على موكب حمدوك يشكل امتداداً لمحاولات قوى الردة للانقضاض على الثورة السودانية وإجهاضها. ودعا التجمّع، السودانيين في العاصمة «للخروج في مواكب والتوجه لساحة الحرية؛ لإظهار وحدتنا وتلاحمنا الذي لا تضاهيه قوة. وقالت زوجة حمدوك، منى عبد الله، على صفحتها في «فيسبوك»: إذا ذهب حمدوك سيأتي ألف حمدوك من بعده، هذه الثورة لن تتوقف أبداً. ونددت السعودية بمحاولة الاغتيال، وأكدت الخارجية السعودية في بيان رفضها واستهجانها لهذا العمل الإرهابي الجبان، وأي محاولة لتقويض أمن السودان واستقراره. كما دانت وزارة خارجية البحرين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكب حمدوك. وأجرى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اتصالاً هاتفياً اطمأن خلاله على نظيره السوداني عبدالله حمدوك، ليصبح أول مسؤول أجنبي يطمئن على صحته. وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية وقوفها ودعمها للحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين، وقالت السفارة الأمريكية في تغريدة على موقعها الرسمي إنها تشعر بالصدمة إزاء الهجوم على موكب حمدوك، مؤكدة.. سنواصل دعم الحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين، وتضامننا مع الشعب السوداني. بريطانيا تطالب بفتح تحقيق وطالب السفير البريطاني في الخرطوم عرفان صديق في تغريدة على حسابه الرسمي ب«تويتر» بفتح تحقيق كامل في واقعة محاولة اغتيال حمدوك، معرباً عن قلق بلاده إزاء هذا الحادث، بينما عبّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل عن أسفه إزاء محاولة اغتيال حمدوك، مؤكداً مواصلة دعم الحكومة السودانية. كما دانت القاهرة المحاولة الفاشلة. وأعرب المتحدث باسم الخارجية المصرية، في بيان، عن ارتياح بلاده لفشل المحاولة الآثمة، ونجاة حمدوك. ودان مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، بأشد العبارات العمل الإرهابي الذي استهدف حمدوك. بدورها دانت منظمة المؤتمر الإسلامي الحادث، كما دانت جامعة الدول العربية بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف موكب حمدوك. دعوة لتقديم الجناة للعدالة بدوره، عبّر رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، عن أمله في أن توفق الأجهزة الأمنية لمعرفة مدبري الهجوم على حمدوك، لينالوا جزاءهم العادل. ووصف حزب الأمة الفيدرالي، محاولة الاغتيال بالحادث الوحشي والبربري الدخيل على المجتمع السوداني، الذي ظلت تسوده قيم التعايش السلمي.
مشاركة :