جنيف - الوكالات: نبه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية امس الى ان «خطر حصول وباء» جراء فيروس كورونا المستجد الذي اصاب أكثر من 110 آلاف شخص في العالم، «بات فعليا جدا». وقال تيدروس ادانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي في جنيف «بعدما انتشر فيروس كورونا في عدد كبير من الدول، فان خطر حصول وباء بات فعليا جدا». لكنه تدارك انه «سيكون الوباء الأول في التاريخ الذي يمكن السيطرة عليه. لسنا تحت رحمة الفيروس لأن القرارات التي نتخذها جميعا يمكن ان تؤثر في مسار» الوباء. واضاف «رغم اننا نسمي ذلك وباء فاننا قادرون على السيطرة عليه. علينا ان نتذكر بأنه عبر خطوات سريعة وحاسمة نستطيع ابطاء فيروس كورونا والحؤول دون اصابات جديدة». ووجه مدير المنظمة رسالة اخرى ايجابية موضحا ان «معظم» من اصيبوا سيشفون، لافتا الى انه من اصل «ثمانين الف اصابة سجلت في الصين»، بؤرة الوباء، «فان اكثر من سبعين في المئة تعافوا». وتفشى فيروس كورونا المستجد في القارات الخمس وبات يؤثر في الحياة اليومية والاقتصادية لعدد متزايد من الدول. وخلف اكثر من 3800 وفاة في مئة بلد ومنطقة بحسب حصيلة لفرانس برس. وصرح المدير التنفيذي لبرنامج الحالات الطارئة في منظمة الصحة مايكل راين «بخلاف الانفلونزا، نستطيع التصدي (لكورونا)، نستطيع ابطاء» انتشاره، مبديا امله ان تتيح اجراءات الحجر التي اتخذتها ايطاليا احتواء الوباء بهدف السماح لدول اخرى بالاستعداد في شكل افضل. واضاف «لست قلقا من كلمة (وباء)، ما يقلقني اكثر هو رد فعل العالم»، داعيا الجميع الى النضال للقضاء على كورونا. ودعا مدير منظمة الصحة الدول الى عدم الاستخفاف بفيروس كورونا بذريعة انه يصيب خصوصا المسنين، مؤكدا ان «كل انسان له اهميته». وتجاوز عدد الإصابات بكوفيد 19 حول العالم 110 آلاف حالة في 100 بلد ومنطقة بينما حصد الوباء أرواح أكثر من 3800 شخص، وفق حصيلة أعدّتها فرانس برس امس. وجاء الرقم الجديد بعدما أعلنت إيران عن 600 إصابة جديدة بالفيروس صباح امس، ما رفع إجمالي عدد الإصابات لديها إلى أكثر من 7000. وأعلنت إيران امس عن 43 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجد في في 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 237 وفاة.ولا تزال الصين، حيث ظهر الفيروس أواخر العام الماضي، البلد الأكثر تأثّرا بالوباء إذ سجّلت أكثر من 80 ألف إصابة. لكن الخبراء أعربوا عن أملهم بأن تفشّي الفيروس في الصين بلغ ذروته. وتعمل الحكومات جاهدة للاستجابة لتفشّي الفيروس إذ ألغت دول في أنحاء أوروبا تجمّعات عامة أو فرضت قيودا على حضور المناسبات الرياضية وأغلقت المدارس، في أعقاب إجراءات مشابهة اتّخذتها الصين وغيرها من الدول الآسيوية.وسجّلت إيطاليا أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن الفيروس خارج الصين فأعلنت وفاة 366 شخصا كانوا بين 7375 مصابا. وبينما سجّلت كوريا الجنوبية عددا مشابها من الإصابات إلا أن عدد الوفيات لديها بلغ 51. وأعلنت روما عن إجراءات عزل تستهدف نحو 15 مليون شخص في شمال إيطاليا، الأكثر تأثّرا بالوباء، ومنعت السفر من وإلى منطقة واسعة تشمل البندقية وميلانو.واعلنت قبرص امس انها سجلت اصابتين بفيروس كورونا المستجد، ما يعني ان الفيروس بات منتشرا في كل دول الاتحاد الاوروبي الـ27. ذكرت وكالة أنباء الامارات أن وزارة الصحة الاماراتية أعلنت امس عن 14 اصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع الاجمالي الى 59 حالة. ونقلت الوكالة الرسمية عن الوزارة أن الاصابات الجديدة لجنسيات مختلفة تضمنت أربعة أشخاص من الامارات وثلاثة من ايطاليا وشخصين من كل من بنجلادش ونيبال وشخصا من كل من روسيا والهند وسوريا.ومع انتشار كورونا سجلت أسواق المال في أنحاء العالم امس هبوطا. وخيم القلق على أسواق المال الآسيوية في وقت افتتحت تعاملات هذا الأسبوع بتراجع يعد من الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية. وتراجعت اسواق الأسهم بأكثر من 5 بالمئة في طوكيو و7.3 بالمئة في سيدني، ملحقة خسائر بمئات مليارات الدولارات من قيمة شركات ومفاقمة أسابيع من الخسائر. كما تراجعت بورصتا لندن وفرنكفورت بأكثر من 8 بالمئة، فيما انخفضت الأسهم الفرنسية 4 بالمئة في بدء التداول امس. وحذر تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والاستثمار والتنمية من أن انتشار الفيروس يمكن أن يضر باستثمارات خارجية مباشرة في انحاء العالم بما يصل إلى 15 بالمئة فيما تحاول الشركات الأجنبية تجاوز الأزمة. والعديد من البنوك المركزية تدخلت بالفعل لدعم الاقتصادات المتهاوية وهناك دعوات متزايدة للحكومات للتدخل بحوافز مالية كبيرة.
مشاركة :