الاستثمار الأخلاقي.. هل من نمط رأسمالي بديل؟

  • 3/10/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

“الطمع جيد” هكذا جسد الممثل مايكل دوجلاس؛ في شخصية “Gordon Gekko” بفيلم “Wall Street”، وببعض المبالغة، فكر ومبدأ الرأسمالية الغاشمة، لكن المنطقي أن الأمور ليست كما تراها هذه النسخة من الرأسمالية، فجمع المال جيد، والحصول على الربح ومراكمة الثروة كذلك، لكن لا ينبغي أن نضع المصالح الشخصية فوق المصلحة العامة، هنا يأتي دور الاستثمار الأخلاقي. إن النظر إلى مآلات كثير من الشركات التي تُعلي من مصالحها الذاتية، والتي تتخذ مراكمة الربح قبلة لها، يؤكد أن ثمة تحولًا من الواجب حدوثه أو حتى القيام به؛ فهذه الشركات، رغم تكالبها على الربح، فإنها، في نهاية المطاف، لا تحقق ما تريده منه؛ إذ إنها تتعرض لفضائح شتى بين آن وآخر. وهو الأمر الذي يضع ثقة عملائها فيها ومصداقيتها هي نفسها على المحك، ولعل هذا وغيره من الأسباب الأخرى دفع الكثير من المفكرين والمنظّرين الاقتصاديين، على غرار أندريه كونت سبونفيل، وStephen Young، إلى التشديد على ضرورة الاستثمار الأحلاقي ، بل إحداث تحول في النموذج الاقتصادي بشكل عام. اقرأ أيضًا: الفريق الافتراضي.. إدارته وعناصره الأساسية هل الربح هو الأساس؟ هناك محاولة لخلط الأمور والتمويه يجريها المنافحون بشراسة عن فكرة “السوق الحر”، و”الرأسمالية في صورتها النيو ليبرالية أو الوحشية بالأحرى”، مفادها أنه لا هدف للرأسمالية سوى الربح، ومراكمة الثروة، ومن نافل القول، إن طلب الربح ليس عيبًا ولا ينطوي على أي خطأ، لكن الخطأ أو الصواب يتحدد وفقًا للطريقة التي سنحاول تحقيق هذه الثروة من خلالها. هذه الطريقة هي ذاتها التي تفترق/ تتميز بها المدارس الاقتصادية عن بعضها، لكن ثمة حل وسط بين الرأسمالية الغاشمة _كما يسميها Stephen Young مؤلف كتاب “Moral Capitalism: Reconciling Private Interest with the Public Good”_ التي تفرط في مساعيها الربحية، مولية ظهرها للمجتمع وما ينجرّ عليه من آثار سلبية نتيجة لهذه المساعي، وبين الاشتراكية التي تتخذ الاتجاه المعاكس تمامًا، هذا الحل الوسط هو الاستثمار الأخلاقي. اقرأ أيضًا: التسويق الأخضر المستدام.. نحو استشراف حقبة خضراء جديدة جوهر الرأسمالية والمؤكد أن فكرة الحلول الوسط _كما ينبئ بذلك الفحص النقدي لتاريخ الرأسمالية منذ مطلع القرن السادس عشر وحتى مطلع القرن التاسع عشر على الأقل، وهي تلك الحقبة التي أخضعها “فرنان بروديل”؛ المؤرخ الفرنسي الراحل_ هي فكرة راسخة ومتأصلة بل جوهر الرأسمالية ذاته؛ فالرجل الرأسمالي المخضرم يقف في المنتصف ويحاول تحقيق أكبر قدر من المكاسب، دون أن ينسى مشاركة الآخرين _الموظفين والمجتمع ككل_ معه في هذه المكاسب، ولعل هذا المنحى كان هو البذرة التي تطورت منها، فيما بعد، فكرة المسؤولية الاجتماعية للشركات. وعلى ذلك، يمكن القول، إن ثمة مخرج من الأزمة، أو قل إن شئت الدقة، حل ثالث”وسط” هو الاستثمار الأخلاقي، أي إضفاء بُعد أخلاقي على الرأسمالية “الرأسمالية الأخلاقية” والعمل وفق مقتضياتها ومبادئها. اقرأ أيضًا:الاستثمار في الفرنشايز.. 5 أسباب تدفعك لخوض التجربة

مشاركة :