التحورات في فيروس كورونا قد تكشف كيفية تحركه

  • 3/10/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على غرار غيره من الفيروسات، يتطور فيروس كورونا المستجد مع مرور الوقت من خلال طفرات عشوائية، لا تقوم آلية تصحيح الأخطاء بالفيروس باكتشاف وتصحيح إلا بعضا منها فقط. وحذر مقال على موقع ساينس ماغزين من سهولة الإفراط في تفسير التغيرات التي يشهدها الفيروس واسمه الرسمي هو "سارس-كوف-2"، ويسبب المرض "كوفيد-19". وعدد المقال تصريحات وتفسيرات علماء وباحثين في علوم الأحياء وغيرها، تبين في وقت لاحق أنها غير دقيقة، مشيرا إلى أن العلماء أنفسهم تنبهوا إلى سهولة الإفراط في تفسير تلك التحورات. وعلى مدى الجينومات الأساسية للفيروس والمكونة من 30 ألفا زوج، يقوم "سارس-كوف-2" بتحور واحد إلى اثنين شهريا، وفق أندرو رامبوت، عالم الأحياء التطوري الجزيئي في جامعة إدنبره. وأشار رامبوت إلى أن ذلك يعد "أبطأ مرتين أو أربعا من الإنفلونزا". وباستخدام تلك التغييرات البسيطة، يمكن للباحثين رسم الأشجار التطورية للفيروس، مثل الأشجار العائلية، ويمكنهم أيضا بذلك الربط بين حالات مختلفة من كوفيد-19 وقياس إن كان هناك انتشار غير مكتشَف للفيروس، وفق مقال ساينس ماغزين. وعلى سبيل المثال، عندما حدد الباحثون تسلسل الجينوم الثاني للفيروس في ولاية واشنطن من مراهق مصاب بكوفيد-19 في 27 فبراير، بدا وكأنه سليل مباشر للجينوم الأول، وهي حالة رصدت قبل ستة أسابيع على ذلك، وطرأ عليه ثلاث طفرات. وكتب تريفور بيدفورد من مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، في تغريدة أن "من غير المرجح للغاية" أن مصدر الجينومين من مقدمات منفصلة. وأضاف "أعتقد أننا نواجه تفشيا كبيرا بالفعل في ولاية واشنطن، لم يكتشف إلا الآن". ذلك التحليل تبين أنه صائب، إذ سجلت واشنطن أكثر من 100 حالة إصابة و15 حالة وفاة، وعززت جينومات إضافية من مرضى آخرين الصلة. وظهرت استنتاجات جازمة أخرى لكنها قليلة حول كفية انتشار الفيروس، وفق المقال، لأن الجينومات المتوفرة تعد عينة صغيرة من بين أكثر من 100 ألف إصابة حول العالم. ورغم أن 80 في المئة من جميع حالات كوفيد-19 سجلت في الصين، إلا أن الصين مصدر لثلث الجينومات التي جرى نشرها فقط. وبما أنه لا يزال مبكرا من مرحلة انتشار الوباء، فإن معظم الجينومات لا تزال متشابهة ما يجعل الخروج باستنتاجات أمرا صعبا. وفي هذا الإطار، يوضح ريتشارد نيهر، عالم الأحياء الحاسوبي في جامعة بيسل السويسرية، للموقع "لدينا حفنة من التحورات فقط، ما يجعل هذه التجمعات غامضة للغاية". وأضاف أنه مع "انتشار الوباء، نتوقع رؤية المزيد والمزيد من التنوع وسلالات أكثر وضوحا"، وبعد ذلك "سيكون أسهل فأسهل من ربط الأمور مع بعضها البعض". العلماء سيبحثون أيضا التنوع الجينومي في التحورات التي قد تغير مدى خطورة مسببات المرض أو مدى سرعة انتشاره. وهنا أيضا، ينوه المقال، إلى الحاجة للحذر. ونشر علماء في جامعة بكين في الثالث من مارس، مقالا طبيا على دورية ناشيونال ساينس ريفيو، يحلل 103 من جينومات الفيروس، وقالوا إن هناك نوعان تنتميان لها هما S وL، ويتميزان بتحورين. ونظرا لأن 70 في المئة من السلالة الجينية لجينومات فيروس سارس-كوف-2 تنتمي إلى نوع L، النوع الأحدث، فإن الفيروس وفق استنتاج معدّي الدراسة تطور ليصبح أكثر عدوانية وأسرع انتشارا. لكن ما نشره العلماء الصينيون "يفتقد إلى أدلة"، بحسب رامبوت الذي قال إن ما قاموا به "هو ببساطة رؤية هذين الفرعين والاستنتاج أن ذلك الفرع أكبر إذن أكثر ضراوة أو أكثر قابلية للانتشار". لكن مجرد انتقال الفيروس وانتشاره في مناطق أخرى لا يعني أنه يتصرف بشكل مختلف، بحسب رامبوت الذي أردف أن "إحدى تلك السلالات ستكون أكبر من الأخرى عن طريق الصدفة". وقد دعا بعض الباحثين إلى سحب المقال لأن المزاعم الواردة فيه "لا أساس لها من الصحة وقد تؤدي إلى نشر معلومات مضللة خطيرة في وقت حرج من تفشي المرض". ويقول عالم الفيروسات في مستشفى شاريتي الألماني، كريشتن دروستن، إن معظم التغييرات الجينومية لا تغير سلوك الفيروس، مضيفا أن الطريقة الوحيدة للتأكيد على أن طفرة ما لها تأثير، تتمثل في دراستها في عينات من الخلايا أو نماذج حيوانية وإظهار على سبيل المثال، أنها أصبحت أفضل في دخول الخلايا أو نقلها". وإذا تغير الفيروس بطريقة مهمة، فإما يصبح أكثر أو أقل خطورة، بحسب دورستن. تجدر الإشارة إلى أن حصيلة الإصابات بفيروس كورونا المستجد حول العالم بلغت 114 ألفا و151، بينما بلغ عدد الوفيات 4012 في 105 دولة ومنطقة بحلول الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش الثلاثاء، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.

مشاركة :