خبراء طبيون صينيون يحللون وضع تفشي فيروس كورونا الجديد في إيران وسط جهد حثيث لنقل خبراتهم

  • 3/11/2020
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

منذ اكتشاف أول حالتي إصابة بفيروس كورونا الجديد في مدينة قُم بوسط إيران في 19 فبراير الماضي، توالى تسجيل الحالات المؤكدة في هذا البلد بوتيرة سريعة لتصبح إيران إحدى البلدان الأكثر تضررا من المرض في العالم. وقد وصل إلى إيران فجر يوم 29 فبراير فريق خبراء أرسلته جمعية الصليب الأحمر الصينية من أجل مساعدة إيران على مكافحة فيروس كورونا الجديد. يضم الفريق خمسة أعضاء وهم رئيس الفريق تشو شياو هانغ وهو أيضا رئيس إدارة الصحة والإغاثة من الكوارث التابعة لفرع جمعية الصليب الأحمر الصينية في شانغهاي، وما شيويه جون الباحث بالمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، ووو هوان يوي كبير الأطباء بمركز شانغهاي للوقاية والسيطرة على الأوبئة، وتشيان تشي بينغ كبير الأطباء بمركز شانغهاي للصحة العامة السريرية، ولينغ شيانغ الموظف بمكتب الشؤون الخارجية في شانغهاي. لماذا تزايد عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمرض في إيران في الآونة الأخيرة؟ وما سبب ارتفاع معدل الوفيات به والذي أثار قلق المجتمع الدولي؟ وفي أي اتجاه سيتطور المرض داخل إيران مستقبلا؟ وهل إيران تطبق تجربة الصين في مكافحة المرض؟ هذه الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين، قدم إجابات لها خبراء صينيون خلال مقابلات أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)). — لماذا هذا الارتفاع الكبير في عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمرض في إيران في الآونة الأخيرة؟ يرجع ذلك إلى أن قدرة إيران على إجراء الاختبارات الطبية لكشف المرض قد تحسنت بشكل كبير، حيث تسنى إجراء اختبارات عدة لمزيد من المرضى يوميا لتشخيص حالتهم بصورة سريعة، وبالتالي تم تسجيل هذه الزيادة الكبيرة في عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمرض في البلاد مؤخرا. ولهذا، فإن أفضل طريقة للسيطرة الفعالة على المرض تكمن في الاكتشاف والعزل المُبكرين. — ما السبب في ارتفاع معدل الوفيات بين حالات الإصابة المؤكدة في إيران؟ هناك العديد من العوامل التي ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار في هذا الصدد ومنها أن هذا الفيروس مرض جديد تماما وقد استغرق وقتا لفهمه في المرحلة المبكرة من تفشيه، وهي المرحلة التي سجلت فيها إيران معدل وفيات مرتفع نسبيا بهذا الفيروس. ولكن مع تطور وضع المرض، اعتمدت إيران تدابير أكثر فعالية بما في ذلك إنشاء مستشفيات متخصصة للعلاج المركزي للمرضى وشهد معدل التعافي تحسنا. وهناك ثقة بأنه مع تزايد جهود إيران حكومة وشعبا في مكافحة الفيروس واكتساب الأطباء مزيدا من الخبرات وطرق العلاج، من المتوقع أن ينخفض معدل الوفيات هناك تدريجيا في المستقبل. — هل المعدات الطبية كافية في إيران؟ هل ستواجه إيران أزمة نقص الإمدادات الطبية؟ وكيف نتعامل مع الأزمة؟ تعاني إيران حالياً من نقص في الإمدادات الطبية، بما في ذلك أدوات الاختبار، ومعدات الوقاية الشخصية، وأجهزة التنفس وغيرها من المعدات الطبية. فهناك بالفعل نقص كبير في الكمامات بإيران، علاوة على أن أسعارها ترتفع بسرعة كبيرة. وقد تبرعت الصين بلوازم طبية لإيران من خلال عدة قنوات منها الصليب الأحمر. كما أعربت منظمات دولية، مثل منظمة الصحة العالمية عن استعدادها لدعم إيران في معالجة حالات النقص في الإمدادات الطبية، والتي قد تصل إلى إيران في المستقبل بأنواع وكميات أكبر. — كيف ترون وضع الفيروس في إيران في الفترة المقبلة؟ فقد ظهرت بصورة متواترة حالات إصابة مؤكدة به في العديد من بلدان الشرق الأوسط، فهل تقدم التدابير المتخذة في إيران نموذجا يمكن أن تستفيد منه البلدان الأخرى في المنطقة؟ لا يزال وضع تفشي الفيروس في إيران حرجا، وتتوقف أعمال الوقاية من الفيروس والسيطرة عليه في الفترة المقبلة على عوامل عدة من بينها درجة تنفيذ تدابير محددة، ومدى استدامتها، وحجم مشاركة المواطنين وتعاونهم؛ ولكن هناك ثقة بأن تطبيق التجربة الصينية سيخفف من حدة تفشي الفيروس في وقت مبكر. وقد استوعبت إيران تجربة الصين واستفادت منها، وقام بتكييفها مع ظروفها الوطنية من خلال إنشاء نظام شامل لمراقبة أهداف المرحلة الحالية والمتمثلة في الوقاية والسيطرة في غضون فترة زمنية قصيرة نسبيا. غير أن الظروف الوطنية تختلف من بلد إلى آخر، ولا يمكن لأي تجربة ناجحة أن تقدم سوى اتجاه عام للبلدان الأخرى، التي يتعين عليها، وفقا لظروفها الوطنية، أن ترسم لنفسها مسارها الخاص. — هل تعتمد إيران حاليا معايير الاختبار التي تنتهجها الصين لفحص المصابين بالمرض؟ وهل تطبق إيران حاليا تجربة الصين في مكافحة المرض؟ في الوقت الراهن، تعتمد إيران نفس معايير الاختبار التي تنتهجها الصين لفحص المصابين بالمرض، فضلا عن أن معظم معدات الاختبار المستخدمة هي معدات تبرعت الصين بها لإيران. إن التجربة الصينية التي تتضمن التعبئة على مستوى البلاد والحجر الصحي بالمنازل وفحص الحالات المشتبه بها وإجراء اختبار طبي شامل لها وتقديم العلاج المركزي للمرضى، قد أثبتت فعاليتها الكبيرة في احتواء تفشي المرض. وهذه التجربة الصينية، التي حظيت بإشادة وزارة الصحة الإيرانية ودعمها، تعكف حاليا كل من منظمة الصحة العالمية وجمعية الصليب الأحمر الصينية على دفع تطبيقها بصورة فاعلة في إيران من أجل احتواء تفشي الفيروس هناك.

مشاركة :