إعداد: عبير حسين كشفت دراسة حديثة، أجرتها كلية علم النفس، في جامعة كاليفورنيا، بالولايات المتحدة، أن المال يشتري السعادة، لتخالف بذلك كثيراً من النظريات السابقة التي لطالما روجت أن «الإنفاق الاجتماعي الإيجابي»، أو التبرع لمصلحة الآخرين، والإيثار، يعد مصدراً لرضا الشخص عن نفسه، أكثر من تمتعه الخاص به، أو إنفاقه على نفسه. وأجريت الدراسة على مجموعة من طلبة الجامعات الألمانية، قسمت إلى مجموعتين، الأولى أنففت المال الذي لديها على مساعدة الآخرين، بينما استهلكت المجموعة الثانية أموالها على إشباع احتياجاتها الشخصية. وفي البداية كانت النتيجة لمصلحة المجموعة الأولى «المتبرعين»، التي سجلت معدلات أعلى من الرضا بالنفس، لكن هذه الحالة لم تدم طويلاً، إذ تلاشت بعد شهر، لترتفع معدلات سعادة الطلبة في المجموعة الثانية، الذين بدوا راضين عن أنفسهم.سونيا ليوبوميرسكي، باحثة السعادة، ومؤلفة كتاب «السعادة: مقاربة علمية للحياة التي تريدها»، أشارت إلى أن نتائج الدراسة الجديدة جديرة بالتأمل، إذ سبق وأكدت دراسات عدة على أن الأفعال العشوائية اللطيفة، والإيثار، مثل التبرع للمحتاجين، والتطوع، وغيرها، تعتبر من أهم مصادر رضا الإنسان عن نفسه، وفي إحدى الدراسات كان لها تأثير جسماني، إذ تمتع المانحون بعد تبرعاتهم بضغط دم معتدل، مع تحسن صحة القلب، وانخفضت لديهم معدلات الإجهاد، كما تراجعت فرص إصابتهم بالاكتئاب. وقالت «لا يمكنني تفسير نتائج الدراسة، هذا غير منطقي في ضوء كل شيء نعرفه عن فوائد الإيثار. ربما تكون المرحلة العمرية للطلبة سبباً في أنانيتهم». وقالت ليل أنجار، أستاذة علم النفس بالجامعة، ورئيس فريق الدراسة: «تعامل الطلبة مع سعادتهم باعتبارها خريطة للرفاهية يهدفون إلى إنجازها، وبالتالي استخدم كل منهم الأموال التي بحوزته على إشباع الحاجات الآنية، التي ربما تكون شراء كتاب».
مشاركة :