انتعاشة سينمائية تعيشها الفنانة بسمة خلال الفترة الحالية لانشغالها بثلاثة مشاريع سينمائية جديدة تُعرض تباعاً خلال العام الحالي. وفي دردشتها مع «الجريدة»، تتحدث بسمة عن غيابها وعودتها إلى السينما ومشاريعها الجديدة، فماذا قالت؟ • هل ترين أن فترة غيابك أثرت على حضورك الفني؟ - لم أبتعد بشكل كامل عن الوسط الفني، وكنت أقوم من وقت لآخر بأدوار تناسب ظروف عائلتي وقتها، وهذا الأمر وضع طبيعي بالنسبة لي، لكن في حياة أي إنسان فترة يكون انشغاله فيها بعائلته هو الأكثر من عمله، الأمر الذي حدث معي، فابتعادي كان وضعاً طبيعياً وعدت في الوقت المناسب، بعدما أصبحت ابنتي أكبر، وأستطيع التوفيق بين رعايتها وعملي، كما أنني حصلت خلال الفترة الماضية على ورش بالتمثيل ساعدتني كثيراً في تطوير أدائي. الفترة المقبلة • لكن البعض يرى أن نجومية الفنانين عندما يبتعدون تتراجع بشدة. - بالتأكيد هناك حسابات دائما للغياب والحضور، وكما يقال البعيد عن العين بعيد عن القلب، وهناك أمور كثيرة تتغير من وقت لآخر، صحيح أن أعمالي لا تزال تُعرض على الشاشات، لكن في النهاية يجب أن أكون موجودة بأعمال جديدة، وخلال الفترة الحالية أصبحت أركز في عملي، فهناك ثلاثة أفلام سينمائية أشارك فيها، وأتمنى أن أشارك بأعمال أكثر خلال الفترة المقبلة، فلديّ طاقة كبيرة بالتمثيل أرغب في استغلالها. وجهة نظري • تعودين بتجربتين تعرضان بنفس التوقيت "بعلم الوصول" و"ليلة رأس السنة"، هل شعرت بالقلق من هذا الأمر؟ - على الإطلاق، وجدت هذا الأمر في مصلحتي، وبالرغم من أن تصوير كل منهما جرى في توقيت مختلف، فإن عرضهما في موسم واحد يفيدني كممثلة، لأن كلا منهما أجسّد فيه دورا مختلفا عن الآخر، ومن حُسن ظني أن أوجد مع الجمهور بدورين لا يشبه بعضهما البعض على الإطلاق، فمن وجهة نظري أن هذا الأمر شكّل عودة قوية بالنسبة لي إلى السينما. فريق العمل • ما سبب حماسك للاشتراك في فيلم "بعلم الوصول"؟ - تحمست للفيلم بمجرد قراءتي للسيناريو والقصة المكتوبة باحتراف شديد، ووجدت لدى فريق العمل رغبة في تقديم العمل بشكل مختلف عن الأعمال المقدّمة في الفترة الحالية، لذا لم أتردد في الموافقة على خوض التجربة، لاسيما أن الحالة النفسية الدقيقة التي تدور حولها قصة الفيلم والمرتبطة باكتئاب ما بعد الولادة، والتي تصيب عددا كبيرا من النساء جعلتني أشعر بأن الأحداث قريبة منّي، وأعرف نساء تعرّضن لهذا النوع من الاكتئاب، ودفعهن الأمر لمحاولة التخلص من حياتهن ومراحل صعبة متعددة. بطلة الفيلم • هل تعرّضت لهذه الحالة بعد ولادة ابنتك؟ - بالفعل، لكن ليس بنفس درجة بطلة الفيلم، لكن هناك نماذج شاهدتها تعرضت لمشكلات حقيقية بسبب هذا المرض، خاصة عندما تقابل مشكلتهم بسخرية ممن حولهم نتيجة عدم معرفتهم طبيعة المرض والتعامل مع الأمر باعتباره وضعا طبيعيا يجب التأقلم معه، وهذا الأمر خطأ كبير، فدعم الزوج والأسرة يكون له دور كبير بتجاوز هذه المرحلة الصعبة. طبيعة الأحداث • تظهرين من دون ماكياج خلال الفيلم بالكامل، هل كان هذا الأمر مقصودا؟ - بالتأكيد، لأن طبيعة الأحداث هي التي فرضت ذلك لكي أبدو واقعية، وما أرهقني في التصوير ليس عدم وجود ماكياج، لكن ارتدائي ملابس شتوية خلال التصوير في الصيف، فهذا الأمر كان صعبا بالنسبة لي للغاية، والفيلم بشكل عام من التجارب الصعبة التي قدّمتها سينمائياً، لكنني استمعت به بشدة، وشاهدت ردّ فعل أسعدني للغاية عند عرض الفيلم للمرة الأولى بالدورة الأخيرة من مهرجان تورنتو، وكذلك في العرض الخاص للفيلم الأسبوع الماضي. بشكل احترافي • ألم تقلقي من التعاون مع هشام صقر في تجربته الإخراجية الأولى؟ - في التجربة الأولى يكون لدى المخرجين حماس كبير لرغبتهم في إثبات موهبتهم ومكانتهم، ويكون لديهم شغف كبير بالمشروع، وفي مسيرتي الفنية تعاونت مع مخرجين كثر بتجربتهم الأولى، فالمهم دائماً أن أقدم الأدوار المختلفة، وهشام قدّم الفيلم بشكل احترافي ومميز للغاية، وهذا ليس رأيي وحدي، لكن آراء نقاد شاهدوا الفيلم وكتبوا عنه. أدواري السابقة • ما سبب حماسك لتجربة "ليلة راس السنة"؟ - أعجبت بالسيناريو عندما قدّم لي، فشخصية رانيا التي أظهر بها مختلفة عن أدواري السابقة، فهي سيدة تصدّق كل ما يقال لها، وترغب في أن يواجهها من حولها بما يقوله عنها، فالفيلم تجربة جيدة سعدت بالاشتراك فيها مع فريق عمل مميز من زملائي وردّ الفعل عليها كان جيدا للغاية. تفاصيل كثيرة • ماذا عن فيلمك الجديد "ماكو"؟ - اقتربت من نهاية تصوير الفيلم المتوقع عرضه في النصف الثاني من العام الحالي، وهو فيلم مختلف، واستغرق وقتا في تحضيره، لأن هناك تفاصيل كثيرة بالتصوير مختلفة، خاصة فيما يتعلق بالمشاهد التي تصوّر تحت الماء، والتي جعلتني أتعلّم الغوص خصيصا من أجلها، وكنت سعيدة للغاية لأنني تعلمت شيئا جديدا أثناء التحضير، ولديّ تشوق لمشاهدة الفيلم بصورته النهائية بعد الانتهاء من تصويره. مساحة الدور • هل لديك شرط البطولة في التجارب الجديدة التي توافقين عليها؟ - لا تشغلني كثيراً مسألة مساحة الدور في أي عمل فني، سواء سينما أو تلفزيون، فما يهمني أن يكون الدور جيدا ويضيف إلي على المستوى الفني، حتى لو ضيف شرف أو ثان، وهذه طريقة تفكيري منذ بداياتي وحتى الآن.
مشاركة :